صحيفة: دول عظمى فشلت في نزع سلاح “حزب الله” فكيف ستنجح حكومة ميقاتي؟!

صحيفة: دول عظمى فشلت في نزع سلاح “حزب الله” فكيف ستنجح حكومة ميقاتي؟!
السبت ٢٩ يناير ٢٠٢٢ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

توجه عبد الله بوحبيب وزير الخارجية اللبناني الى الكويت امس للقاء نظرائه الخليجيين لتسليمهم رد حكومته على المبادرة التي حملها الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح وزير الخارجية الكويتي وتتضمن حوالي 13 مطلبا يجب تنفيذها كشرط لعودة سفراء اربع دول سحبتهم حكوماتهم من بيروت احتجاجا على تصريحات انتقادية للعدوان السعودي العسكري على اليمن، وردت في تصريحات للوزير “المقال” جورج قرداحي.

العالم - لبنان

وبحسب صحيفة "رأي اليوم"، المطالب المذكورة معظمها “تعجيزية” و”مهينة” وتفترض ان الحكومة اللبنانية تمثل دولة عظمى، خاصة تلك التي تطالب بنزع سلاح “حزب الله”، وقيام قوات الامن بمنع تهريب المخدرات، وعدم تحويل الأراضي اللبنانية منطلقا للتحركات التي تمس الدول العربية، والخليجية خاصة.

الحكومة اللبنانية، ولا أي حكومة أخرى، قبلها، او بعدها، تستطيع تلبية أي من هذه المطالب وخاصة تلك التي تطالب بنزع سلاح “حزب الله”، فاذا كانت كل من "إسرائيل" والولايات المتحدة وفرنسا ومعها حلف الناتو، عجزت كليا عن فرض هذا الشرط، وتحقيق هذا الهدف بالتالي، فهل تستطيع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الضعيفة، تحقيق ما فشل فيه هؤلاء مجتمعين كانوا او منفردين؟

من يضع هذه الشروط التعجيزية المهينة لا يريد إعادة العلاقات مع لبنان، بل يريد الاستمرار في اذلاله حكومة وشعبا، والتعاطي معه بطريقة فوقية استعلائية متغطرسة، تعكس عقليات حاقدة ومريضة نفسيا، الامر الذي يتطلب ردا لبنانيا حاسما ورادعا، لان سياسة التذلل والركوع ستعمق هذه الفوقية، وستعطي نتائج عكسية تماما.

لماذا يتحول الامن اللبناني الى حارس “مجاني” لمصالح بعض الدول الخليجية، ويمنع شحنات المخدرات المهربة من الوصول الى مدمنيها، ويشعل فتيل حرب أهلية تسفك دماء مئات الآلاف من أبنائه من اجل إرضاء هذه الدول وعودة سفرائها الى بيروت رضوخا لشروطها، ومقابل وعود كاذبة، ومراوغة، بمساعدات مالية لا يوجد أي ضمان بوصولها؟

أمريكا وفرنسا ودول أوروبية أخرى التي وضعت “حزب الله” على قائمة الإرهاب، وتعتبره الخطر الوجودي الأكبر مع حليفها الإسرائيلي، لم تسحب سفراءها من لبنان مثلما فعلت اربع دول خليجية، ولن تتقدم بمثل هذه الشروط التعجيزية المهينة لحكومته.

العيب كل العيب ليس في هذه الدول الخليجية الأربع، وانما في النخبة السياسية الحاكمة في لبنان، فلولا فساد هذه النخبة، لما تجرأت هذه الدول على محاولة فرض شروطها التعجيزية هذه، ولما وصل لبنان الى هذا الوضع المأساوي على الصعد كافة.

السفراء الأربعة ما كان لهم ان يغادروا لبنان بالطريقة التي غادروه عبرها، لو كان لبنان يحكم بالرجال الاقوياء الذين لا يمكن ان يقبلوا بهذا التعاطي المذل والمهين مع دولتهم وشعبهم، ولن يعودوا الى سفاراتهم طالما استمر حكامه بهذا الاذلال والخنوع.

كان بالأحرى بالحكومة اللبنانية ان لا تتسلم هذه المبادرة، حتى لا تضطر الى ابتلاع مهانة الرد عليها، ولو كان موقفها في هذه الازمة يتسم بالآباء والكرامة وعزة النفس لما شاهدنا هذا التطاول عليها.

الدول الخليجية الأربع التي سحبت سفراءها هي التي بحاجة الى لبنان وليس العكس، وإصلاح البيت اللبناني وترميمه يبدأ من الداخل، وبسواعد شرفاء لبنان، وهذا المسلك المبدئي ينطبق أيضا على جميع الحكومات العربية التي خضعت، وما زالت، للابتزاز، ولعل ما يجري في اليمن، وسورية وفلسطين، من صمود ومقاومة وتضحيات، هو القدوة المثلى في هذا الاطار.

وختمت الصحيفة "من يهن يسهل الهوان عليه".