خلافات وسط فتح حول خليفة محمود عباس

خلافات وسط فتح حول خليفة محمود عباس
الأحد ٣٠ يناير ٢٠٢٢ - ١١:٤١ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في الضفة الغربية المحتلة، عن وجود حالة من عدم الرضا التام داخل أوساط في حركة “فتح” حول ما يتم نشره وتأكيده من خلال وسائل الإعلام والمسئولين حول خليفة الرئيس الفلسطيني المحتمل.

العالم - فلسطين

وأكدت المصادر في تصريحات خاصة لـ”رأي اليوم”، أن الحركة حتى اللحظة لم تحسم بشكل نهائي ملف خليفة الرئيس “أبو مازن”، كرئيس للحركة، في حال قرر الأخير مغادرة الحياة السياسية وترك زعامة الحركة ومنظمة التحرير، وما يتم نشره مجرد “دعاية مجانية” لمسؤول على حساب مسؤول آخر.

وتحدثت أن اسم القيادي في حركة “فتح” حسين الشيخ بدأ يتصدر المشهد السياسي المحلي والإسرائيلي وحتى العربي والدولي، كخليفة محتمل للرئيس عباس وأن له نصيب الأسد، لكن، هذا الأمر لا يزال غير محسوم وهناك أصوات داخل الحركة من ترفض هذا الأمر بشدة، ترشح شخصيات أخرى على رأسها الأسير مروان البرغوثي، لقيادة مركب الحركة بعد الرئيس عباس.

وتابعت حديثها لـ”رأي اليوم” تعيين الشيخ مؤخرًا من قبل الرئيس عباس لمنصب أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفًا لصائب عريقات خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الأخير، لا يعني بالمطلق انه الخليفة المرتقب، وقد تحدث في الأيام المقبلة ما يبعثر كل الأوراق السياسية لحركة فتح والسلطة بأكملها وتجعل من الشيخ ليس المرشح الأوفر حظًا”.

وكان معلق الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال جاكي حوكي حذّر أمس، المستويات الرسمية الإسرائيلية من المسارعة إلى تحديد شخص كمرشحها لقيادة السلطة بعد عباس، على اعتبار أن هذا من شأنه أن يستفز الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن مواقف الشيخ المعروفة تجعله مرشحًا غير مناسب في نظر الفلسطينيين.

كما قالت صحيفة “معاريف” العبرية، إن “الشيخ تحول في الفترة الأخيرة إلى الشخصية الأكثر قرباً من الرئيس عباس، حيث حضر معه اللقاء مع وزير الجيش بيني غانتس في بيت الأخير قرب “تل أبيب”، كما التقى قبل أيام مع وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد في منزله في المدينة.

وفيما يتمتع الشيخ بقبول إسرائيلي واسع، أعجب الكثير من ساسة الاحتلال بخيار تسلم الشيخ مقاليد السلطة خلفاً لعباس، ومع ذلك فقد نبهت الصحيفة إلى أنه من الخطأ تعيين رئيس فلسطيني على دبابة إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المراهنة الإسرائيلية على الشيخ ستبوء بالفشل حالها كحال الرهان الامريكي على الجلبي حيث سأم الشارع الفلسطيني قادة السلطة بشكل عام وما زاد الطين بلة هو تراجع السلطة عن إجراء الانتخابات للمجلس التشريعي وهي خطوة اعتبرت هروباً حقيقاً للسلطة من هزيمة محقق.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة: إن “الشيخ” تتلمذ في ذات المدرسة السياسية لأبو مازن، والتي تقوم على التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال ومحاربة المقاومة، واللهث خلف مساعدات اقتصادية مقابل خدمات أمنية.

ويرى أبو شمالة، أن لقاءات الشيخ مع قادة الاحتلال تندرج في إطار الحراك والتنافس على الوصول لخليفة “عباس”، مشيرًا إلى أن “الشيخ” يقدم نفسه البديل، بمباركة من عباس والإسرائيليين.

وأوضح أن مُجمل هذه اللقاءات حققت “صفر” إنجاز للقضية الفلسطينية، والتراجع عمّا قد يتحقق من مجلس حقوق الإنسان الذي قرر تشكيل لجنة أممية لمناقشة الفصل العنصري وإرهاب الدولة ضد غزة خلال عدوان 2021.

ويعتبر منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، هو “بيت القصيد” في المعركة الساخنة الصامتة لخلافة عباس. إذ ينظر لشاغل هذا المنصب على أنه المرشح المرتقب لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكذلك السلطة الفلسطينية.

وكان الرئيس عباس يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات، لكن قبل ذلك الوقت ظلّ هذا المنصب يشغله مستقلون أو أعضاء أحزاب صغيرة في المنظمة.

وحسين الشيخ الملقب بـ “أبو جهاد” يبلغ من العمر 62 عامًا، أسير أمني سابق من حركة فتح أمضى 11 عامًا في سجن إسرائيلي، يتكلم العبرية بطلاقة، يعيش في رام الله وينحدر من قرية دير طريف التي كانت دمرت خلال حرب الاستقلال ” النكبة “.

ويشغل حاليًا منصب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية، ويُعتبر من السياسيين الأذكياء في السلطة الفلسطينية الذين نجحوا في كسب ثقة ياسر عرفات ومحمود عباس، وخصومه اللدودان على رأس حركة فتح هما جبريل الرجوب ومروان البرغوثي.

رأي اليوم

كلمات دليلية :