العالم - فلسطين
ففي كل يوم حاكية صبر ومعاناة وألم لكل من هؤلاء الأسيرات الماجدات، اللواتي ضربن الأمثلة في الصبر وتحدي سجاني الاحتلال الذين ما برحوا تعذيبهن ومنع الدواء عنهن والعديد من الإجراءات العقابية الأخرى، كما قالت العديد من عائلات الاسيرات والمؤسسات الحقوقية.
بدورها أكدت والدة الأسيرة شروق دويات أن كل ما يجري في السجون ينعكس سلباً على الأسيرات، موضحةً أن المعاناة تتضاعف على ابنتها الجريحة شروق وباقي الأسيرات الجريحات.
وقالت والدة الأسيرة دويات في حديث لمراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":"ما يزيد هذا القلق عدم معرفة الأهالي ظروف حياة الأسيرات داخل المعتقل سواء إن كان هناك معقمات وأدوات تنظيف كافية في أقسامهن أم لا، أو وجود إجراءات من قبل إدارة السجون لمنع إصابتهن بفيروس كورونا المنتشر بن الأسرى".
وأضافت:" قبل شهرين انتشر فيروس كورونا بين الأسيرات، حيث عشنا حالة من الخوف والرعب على صحة ابنتي شروق التي تعاني من أثار الإصابة".
ويُشار إلى أنه حين اعتقال الأسيرة شروق دويات نقلت إلى مستشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة، وأُجريت لها عملية جراحية لترميم شريان الكتف، ولكن وقبل إكمال علاجها بالكامل نقلت إلى أقسام السجون، وهو ما حرمها من تلقي علاج كامل.
وأوضحت والدة الأسيرة دويات أن السنوات الأولى من اعتقالها عانت ابنتها من الإصابة كثيراً إلا أنها وبمساعدة الطبيبة الأسيرة "صابرين أبو شرار" استطاعت التغلب على آثار الإصابة، لافتةً إلى أن التعويل على إدارة السجن بتقديم العلاج كان أشبه بضربٍ من الخيال.
وبينت أنها استعانت بما تيسر لها في القسم لتمرين يدها وتحريك أصابعها المصابة، وإخضاعها للعلاج الطبيعي، وقامت باستخدام اسفنجة الجلي، ودلو مياه داخل المعتقل.
وكانت اعتقلت الأسيرة "شروق صلاح دويات" في التاسع تشرين أول/أكتوبر 2015 بعد إصابتها برصاصة من مستوطن خلال توجهها للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وحكم عليها بالسجن 16 عاما، لتكون بذلك صاحبة أطول حكم بين الأسيرات.
وفي حالة مشابهة لمعاناة الأسيرة دويات كانت حالة الأسيرة إسراء الجعابيص التي تعرض 60% من جسدها لحروق من الدرجة الثالثة، واختفت ملامح وجهها، وتحتاج لعمليات متسلسلة لم توافق إدارة السجون على إجرائها لها حتى الآن.
ويُشار إلى أن الأسيرة جعابيص تحتاج لعدة عمليات وهي :عملية في الأنف، والأذن، والعين، واليدين، نتيجة الحروق التي تعرضت لها وقت الحادثة، وما زالت تعاني آثارها حتى اليوم.
وتتعمد إدارة سجون الاحتلال عدم تقديم العلاج للأسيرة جعابيص سوى بعض المسكنات مما يزيد في مضاعفة آلامها وعدم قدرتها على الرؤية والسمع، هذا بالإضافة إلى الأثر النفسي الكبير عليها.
ورغم كل حملات الضغط على "إسرائيل" لإطلاق سراح الجعابيص لتتمكن من تلقي العلاج إلا أنها كانت ترفض تخفيف حكمها المبالغ فيه والذي وصل لـ 11 عاما، بسبب حملها الهوية المقدسية.
من جانبها قالت مسؤولة الإعلام والمتابعة لقضايا الأسيرات في نادي الأسيرات أماني سراحنة :"إن فترة العلاج للأسيرات الجريحات دائما غير كافية، ويتم نقلهن قبل استكمال العلاج إلى السجون، موضحةً أن البديل احتضان الأسيرات في السجون لهذه الحالات وأخذ على عاتقهن متابعتهن وعلاجهن بما تيسر لهن في الأقسام".
وأضافت سراحنة :" تقوم الأسيرات بمساعدة الأسيرات الجريحات في حياتهن اليومية والقيام بما يحتجن من رعاية وهو ما صعّب الحياة الاعتقالية للأسيرات كافة وأضاف عبئا نفسياً، وخاصة الحالات الصعبة التي كانت بحاجة لبقائها في المستشفيات".
وتابعت :"كل ذلك يضاف إلى سياسية ممنهجة ضد الأسيرات، وخاصة الجريحات منهن، بالإهمال الطبي ضدهم، والمماطلة في المراجعة وعرضهن على الطبيب، وعدم إجراء العمليات الجراحية، وإعطاء أدوية غير ملائمة، مشيرةً إلى أن ما يزيد من الوضع النفسي السيء للأسيرات المصابات كونهن أمهات، كما هو الحال مع الأسيرة أسراء الجعابيص".
وأشارت سراحنة إلى المعاناة الإضافية للأسيرات الجريحات من خلال نقلهن بالبوسطة، وليس بمركبة إسعاف، فقد كانت إدارة السجن تصر على نقلهن بالبوسطة التي تشكل للأسرى الأصحاء رحلة عذاب، وخاصة الأسيرات اللواتي خضعن لمحاكم طويلة.
ولم يكن حال الأسيرة المقدسية مرح باكير، أفضل حال من سابقاتها، والتي أعتقلت بعد إصابتها بـ 13 رصاصة في يدها اليسرى في العام 2015 وحكمت ثمانية سنوات ونصف.
كما عانت الأسيرة المقدسية "نورهان عواد" من مخيم قلنديا، معاناة كبيرة، حيث اعتقلت بعد إصابتها بأربع رصاصات في الفخذ الأيسر والبطن.
جدير ذكره أنه تحتجز "إسرائيل" خمس فلسطينيات جريحات من بينهن الأسيرة شروق دويات والأسيرة المقدسية إسراء جعابيص، وكان هذا العدد أكبر من ذلك قبل سنوات، فقد بلغ عام 2015 إلى 11 أسيرة مصابة.
المصدر - فلسطين اليوم