مناورات عسكرية روسية على جزر تطالب طوكيو بسيادتهما

مناورات عسكرية روسية على جزر تطالب طوكيو بسيادتهما
السبت ٢٦ مارس ٢٠٢٢ - ٠٤:١٧ بتوقيت غرينتش

تجري روسيا مناورات على جزر تطالب طوكيو بالسيادة عليها.

العالم - اسيا والباسفيك

ذكرت وسائل إعلام يابانية اليوم السبت أن المناورات تاتي بعد أيام من تعليق موسكو محادثات سلام مع اليابان بسبب العقوبات التي فرضتها طوكيو عليها بعد غزوها لأوكرانيا.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء أمس الجمعة أن المنطقة العسكرية الشرقية في روسيا قالت إنها تجري مناورات عسكرية في جزر الكوريل بمشاركة أكثر من 3000 جندي ومئات من القطع العسكرية.

ولم تحدد الوكالة مكان المناورات على سلسلة الجزر التي تربط بين شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية وجزيرة هوكايدو في أقصى شمال اليابان. وقالت وسائل الإعلام اليابانية إنهم في الأراضي التي استولى عليها الاتحاد السوفيتي في نهاية الحرب العالمية الثانية والتي تطالب طوكيو بالسيادة عليها.

ولم يتسن الوصول إلى وزارة الخارجية اليابانية ومكتب رئيس الوزراء خارج ساعات العمل للتعليق على المناورات الروسية.

ومنع النزاع الإقليمي حول الجزر الأربع طوكيو وموسكو من التوصل إلى معاهدة سلام لإنهاء القتال رسميا. وتقول روسيا إن الجزر جزء من سلسلة الكوريل في حين تسميها اليابان أقاليمها الشمالية.

وقالت وكالة إنترفاكس إن المناورات الروسية تضمنت صد الحروب البرمائية واختبار المهارات لتشغيل أنظمة التحكم في إطلاق النار للصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.

ونقلت الوكالة عن الخدمة الصحفية للمنطقة العسكرية الشرقية قولها “بالإضافة إلى ذلك تقوم وحدات من قوات الدفاع الجوي بتنفيذ مجموعة من الإجراءات لرصد وتحديد وتدمير طائرات لعدو وهمي يقوم بهجوم جوي”.

وفي سياق آخر قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إن قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) اتفقوا على تكثيف الدعم لأوكرانيا وتشديد العقوبات ضد موسكو، والتحرر من الوقود الأحفوري الروسي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في اختتام القمة الطارئة لحلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل، التي بدأت الخميس؛ لبحث تبعات الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.

وخلال القمة، ناقش القادة العقوبات الجديدة على روسيا، بما في ذلك الإجراءات التي تستهدف قطاع الطاقة، دون التمكن من إيجاد موقف مشترك، واتفقوا فقط على سد الثغرات من العقوبات السابقة.

وأكدت فون دير لاين، اتفاق القادة على إنشاء “صندوق ائتماني للتضامن مع أوكرانيا” لدعم البلاد في إعادة الإعمار على المدى المتوسط والطويل.

وأضافت أن “التخلص التدريجي من الغاز والوقود الروسي واستبدالهما على المدى الطويل بمصادر طاقة متجددة، سيعزز جهود الاتحاد لتحقيق الحياد المناخي”.

بدوره، قال الرئيس بايدن، إن “الاستقلال عن الغاز الروسي سيكون مكلفا لأوروبا، لكنه مسار استراتيجي أفضل”.

وأضاف أن بلاده ستتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لضمان الاستقلال في مجال الطاقة، فضلا عن العمل معه “على خفض التعويل على الغاز الطبيعي وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة”.

وأشار بايدن إلى أن “واشنطن تسعى أيضاً لتقليص احتياجات أوروبا من الغاز الروسي، في ظل العملية العسكرية التي تشنها روسيا في أوكرانيا”.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.

من جهته حذر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والسفير الأميركي لدى اليابان رام ايمانويل روسيا السبت من استخدام أسلحة نووية خلال زيارة لمدينة هيروشيما.

يأتي تحذيرهما بينما رفضت موسكو الثلاثاء استبعاد إمكان استخدام ترسانتها النووية، مؤكدة أنها قد تستخدمها في أوكرانيا في حال شعرت بـ”تهديد وجودي”.

واعتبر السفير الأميركي أن موقف روسيا “غير مقبول” أثناء زيارته وكيشيدا حديقة السلام التذكارية ومتحفها في هيروشيما.

تشير تقديرات إلى أن نحو 140,000 شخص لقوا حتفهم في قصف هيروشيما وتداعياته في 6 آب/أغسطس 1945. وبعد ثلاثة أيام، أسقطت واشنطن قنبلة بلوتونيوم على مدينة ناغازاكي الساحلية اليابانية، مما أدى إلى مقتل نحو 74000 شخص.

ولا تزال الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي استخدمت أسلحة نووية.

وأصدر السفير الأميركي بياناً السبت يدين موقف موسكو. وقال “تاريخ هيروشيما يعلمنا أنّ من غير المقبول لأمة أن تطلق مثل هذا التهديد”.

وأضاف “إننا نعيش في أوقات غير مسبوقة حيث تهدد روسيا باستخدام أسلحة نووية، وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره في السابق، ولا النطق به”.

من جهته قال رئيس وزراء اليابان إن “أهوال الأسلحة النووية يجب ألا تتكرر مرة أخرى”.

بعد أيام قليلة على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه وضع “قوة الردع النووي” في حال تأهب، مما أثار موجة من الاحتجاجات الدولية.

وتتعلق المخاوف بشكل خاص باحتمال استخدام موسكو أسلحة نووية صغيرة الحجم.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لشبكة “سي إن إن” الثلاثاء “لدينا مفهوم للأمن الداخلي، وهو علني. يمكنكم قراءة كل الأسباب التي تدفع إلى استخدام الأسلحة النووية. لذلك إذا كان هناك تهديد وجودي لبلدنا، يمكن استخدامها وفقاً لمفهومنا”.