المقاومة في مخيم جنين في حالة استنفار تأهباً لهجوم إسرائيلي كبير

المقاومة في مخيم جنين في حالة استنفار تأهباً لهجوم إسرائيلي كبير
الأحد ١٠ أبريل ٢٠٢٢ - ١١:٥٤ بتوقيت غرينتش

تستعد المقاومة الفلسطينية لاحتمال أن يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية اجتياح واسعة النطاق لمخيم جنين، شمال الضفة الغربية، ضمن الخطط الرامية لاستهداف “كتيبة جنين” المسلحة.

العالم - فلسطین

وتشير الوقائع إلى أن الاقتحامات الجزئية للمخيم التي استهدفت منزل منفذ عملية تل أبيب الأخيرة رعد حازم، وما تلاها فجر أمس الأحد من ملاحقة مجموعة مسلحة، ليست سوى تمرين لهجوم أوسع، الذي من شأنه، إذا تحقق، أن يفجر موجة غضب من المحتمل أن تصل إلى غزة، في الوقت الذي تتواصل فيه التحذيرات الفلسطينية من ردود غاضبة على مخطط المستوطنين لذبح "القرابين" في المسجد الأقصى.

ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ "القدس العربي" فإن قيادة "كتيبة جنين" رفعت، بعد عملية الشاب رعد حازم في تل أبيب، من حالة الاستنفار الميداني والعسكري في المخيم، تحسبا لأي هجوم إسرائيلي مباغت، وإبقاء المراقبة مستمرة على مدار الساعة لكل ما يدخل المخيم، إضافة إلى يقظة ليلية على كافة مداخله، تحسبا لتسلل القوات الإسرائيلية بما فيها الوحدات الخاصة.

وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، التي تعد "كتيبة جنين" أحد تشكيلات جناحها المسلح، سرايا القدس، وضع المقاومة وناشطيها في "حالة استنفار ويقظة كاملة" للتصدي لأي عدوان أو اقتحام.

وقال داوود شهاب القيادي في الحركة لـ القدس العربي، إن التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم واسع على مخيم جنين على غرار عملية 2002، لا تزال قائمة، وإن حالة الاستنفار التي أعلنتها الحركة في صفوف ناشطيها يجري العمل بها.

وحذر شهاب من عواقب مثل هذه العملية، وقال إنها ستكون بمثابة "إعلان حرب"، وستكون لها امتدادات في كل ساحات المواجهة مع الاحتلال. وحملت تحذيراته إنذارا بدخول غزة على خط المواجهة في حال قامت "إسرائيل" بتنفيذ هجومها الواسع المحتمل على جنين.

وكشف النقاب عن قيام قيادة فصائل المقاومة في غزة، بإيصال رسالة لدولة الاحتلال عبر الوسطاء، تحذرها من اقتحام مخيم جنين، وتؤكد فيها أن غزة لن تبقى بعيدة عن ميدان المواجهة في حال حدث ذلك.

وحسب مراقبين وخبراء في الشأن العسكري فإن العملية الأولى، التي نفذت صباح السبت، ربما يكون الهدف منها معرفة تموضع النشطاء المسلحين في جنين، والأماكن التي يتخذونها للاشتباك وقت دخول قوات الجيش، فيما ذهبت تحليلات أخرى لتحذير النشطاء من الخروج في مسيرات وداع الشهداء.

واستندت هذه التحليلات إلى أن رصد المسلحين في حال خرجوا في مسيرات وداع للشهداء تستفيد منه أجهزة الأمن الإسرائيلية استخباريا، من خلال معرفة أماكن اختفاء أفراد كتيبة جنين، وكذلك معرفة أنواع الأسلحة التي يملكونها للتعامل معهم في حال نفذ الهجوم الكبير على المخيم.

من جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي المنحل عن حركة حماس فتحي القرعاوي، أن معركة جنين هي معركة الكل الفلسطيني في المناطق كافة، وأنها قد تمتد لكل المدن الفلسطينية. وشدد على ضرورة أن "يشعر الاحتلال بأن جنين ومخيمها ليست وحدها"، مطالبا الكل الفلسطيني بالوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل، وقال "ما دام هناك احتلال لن تكون هناك حالة من الهدوء أو الهدنة معه إلا بخروجه من أرضنا".

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن "ما فشل الاحتلال في تحقيقه عام 2002 بعد اجتياح جنين، سيفشل بالتأكيد في تحقيقه حاليا."

وأضاف أن جنين تشكل نموذجا لمدن فلسطين التي تقاتل من أجل حرية الشعب الفلسطيني وترفض الاستسلام، وتصر على احتضان المقاومة وتقدم التضحيات دفاعا عن مقدساتنا.

في هذه الأثناء تتجه الأنظار إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، مع اتساع نوايا جماعات "الهيكل" المزعوم تنفيذ اقتحامات كبيرة منتصف الشهر الجاري تمتد لأسبوع، للاحتفال بـ "عيد الفصح اليهودي"، في وقت دعت أنصارها للمشاركة في "ذبح القرابين" في ساحات المسجد. ومن شأن هذه الخطوة أن تفجر موجة غضب فلسطينية كبيرة وتفجر الأوضاع بشكل خطير.

إلى ذلك أدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية مقتل المواطنة الفلسطينية غادة سباتين (35 عاما) برصاص الجيش الإسرائيلي، جنوب الضفة الغربية.

وحمّل، في بيان صحافي، الحكومة الإسرائيلية "كامل المسؤولية" عن تبعات العملية. وقال إن إرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه "إسرائيل" يوجب على المنظمات الحقوقية الدولية إدانته والعمل على وقفه.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت استشهاد المواطنة التي أطلقت قوات الاحتلال النار عليها في حوسان قرب بيت لحم، موضحة أنها توفيت جرّاء تسبب إطلاق النار بـ "قطع في شريان الساق"، ما أدى إلى فقدانها "كمية كبيرة من الدم".

تصنيف :