الرئيس الإيراني يحذر من الغفلة تجاه نوايا الكيان الصهيوني

الرئيس الإيراني يحذر من الغفلة تجاه نوايا الكيان الصهيوني
الجمعة ٢٩ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٣:٥٧ بتوقيت غرينتش

حذر رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، أن الغفلة أو السذاجة تجاه نوايا الكيان الصهيوني البغيضة والتوسعية، تهدد كل دول المنطقة وهوية العالم الإسلامي، واصفاً مَثَل الدول التي تطبع علاقاتها مع هذا الكيان الدموي بانه كمن يربي أفعى داخل كمّه

العالم - إيران

وخلال استقباله سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الإسلامية في طهران مساء الخميس، أشار رئيسي إلى الإقبال المتزايد للشباب في الدول الإسلامية على الدين والتمسك به وقال: إن هذا الأمر يبشر بعهد جديد من الحضارة الإسلامية الحديثة في حين أن أنموذج الديمقراطية الغربية الخادعة ظاهريا وباعتراف الغربيين أنفسهم قد فقد جاذبيته حتى في الغرب وأن التيارات القومية المتطرفة والسلطوية تخلق لها التحدي من صلب المجتمعات الغربية.

وأكد أن الأمة الإسلامية بحاجة إلى الوحدة في هذه الظروف، معتبرا تيار التكفير الذي يرتزق من دماء العالم الإسلامي انحرافا صريحا عن الصراط المستقيم لوحدة الأمة الإسلامية، وأضاف: إن تيار التكفرير هذا قد تحول اليوم إلى بيدق لأعداء الأمة الإسلامية ويبادر لقتل المسلمين في الأرض الإسلامية في سياق مصالحهم السلطوية.

*التيار التكفيري

ولفت في هذا الصدد إلى الأعمال الإرهابية التي يقوم بها التيار التكفيري في أفغانستان بتوجيه خارجي سعيا وراء إشعال الحرب الطائفية، وقال: لهذا السبب تؤكد الجمهورية الإسلامية الإيرانية دوما على المشاركة الواقعية لجميع الفئات القومية والمذهبية والسياسية في الحكومة المستقبلية في أفغانستان للتقليل إلى أدنى حد ممكن من استغلال أعداء هذه الأمة للظروف ومن أجل أن ترى أفغانستان الأمن والاستقرار بعد أعوام طويلة من المعاناة والألم.

وأشار الرئيس الإيراني إلى السجل اللامع والناجح للجمهورية الإسلامية الإيرانية في مكافحة الفتنة التكفيرية في الأمة الإسلامية، وأضاف: لو لم يكن جهاد قادة العالم الإسلامي العظام كالشهيد أبومهدي المهندس والحاج قاسم سليماني لكان داعش قد هيمن على الكثير من الدول الإسلامية والآن فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمد يد التعاون نحو جميع الدول الإسلامية للعمل معا على مواجهة التكفير حواريا وميدانيا.

*الكيان الصهيوني

وقال: إن الكيان الصهيوني الغاصب مازال يشكل تهديداً خطيراً للأمة الإسلامية، وفلسطين المظلومة هي مفتاح وحدة الأمة الإسلامية. وعلى الرغم من أن فلسطين هي الضحية الرئيسية للكيان القاتل للاطفال، إلا أن التغافل والسذاجة تجاه النوايا الشريرة والتوسعية لهذا الكيان يهدد المنطقة بأسرها وهوية العالم الإسلامي. ومثل الدول التي تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني الدموي هو كمن يربي أفعى في كمّه، وهذه الخطوة ستثير بلا شك غضب ما يقرب من ملياري مسلم في العالم وكراهية الأحرار.

واعتبر الكيان الصهيوني بأنه كيان ذليل وهش، وقال إن: إرهاب الدولة، والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان، واستخدام الأسلحة المحظورة ضد الفلسطنيين، وزيادة الضغوط على أهالي القدس والضفة الغربية، وتدنيس حرمة المسجد الأقصى لم يخدم مطلقا استقرار وأمن الكيان الصهيوني.

وأكد أنه لو لم تكن تضحيات الشباب المؤمن في الأمة الإسلامية لكان الصهاينة كالتكفيريين قد ابتلعوا دول المنطقة وقال: إن هذا الكيان الذي أدى على مدى أكثر من 70 عاما إلى زعزعة الأمن والاستقرار والتسبب بتشريد الكثيرين في المنطقة لا يمكنه أن يكون شريكا للسلام بل أينما وطأت قدماه فإنه عرّض أمن واستقرار ذلك المكان للخطر.

*يوم القدس العالمي

وأشار رئيسي إلى مكانة يوم القدس في إحياء قضية فلسطين والمقاومة في المنطقة، مشددا على أن: يوم القدس باعتباره إرث ومبادرة ذكية لقائد الثورة الإسلامية الراحل الإمام الخميني (قدس سره)، أبقى قضية فلسطين والمقاومة باعتبارها القلب النابض للعالم الإسلام حية.. فيوم القدس هو يوم تضامن الأمة الإسلامية، وهذا اليوم هو مبعث أمل للمظلومين والمستضعفين، ويوم يأس للكيان الصهيوني وأعداء الإسلام.. لقد أثبتت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملياً أنها لا تترك أيدي إخوانها وأصدقائها في الأيام الصعبة.

وقال رئيسي إن: الجمهورية الإسلامية قدمت في الوقت نفسه حلاً عادلاً وديمقراطياً على أساس المعايير الدولية لحل هذه المشكلة الكبرى في أرض فلسطين، يستند إلى الرجوع إلى آراء جميع أبناء فلسطين الأصليين، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود لتقرير المصير السياسي لبلدهم وإقامة دولة شاملة على أراضي فلسطين التاريخية، وهذه مبادرة قائد الثورة الإسلامية التي تم اعتمادها كوثيقة مسجلة لدى الأمم المتحدة.

وتابع أن: على الأمة الإسلامية ألا تغفل عن قضية العالم الإسلامي الرئيسية.. فقبل أكثر من خمسين عاما، تم تشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي بشكل صحيح ردا على جريمة حرق المسجد الأقصى، واليوم من المتوقع ألا تطغى الخلافات الداخلية على منظمة التعاون الإسلامي.. فلاينبغي أن نجعل أنفسنا فريسة للذئاب المفترسة بذريعة الخلافات، يجب حل الخلافات من خلال الحوار.. فسياسة الضغوط القصوى الأميركية فشلت فشلاً ذريعاً وهذا باعتراف المتحدث باسم البيت الابيض، وكما أعلنت خلال مراسم أداء اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية أمام مجلس الشورى الإسلامي إننا نمد يد الصداقة إلى كل دول العالم بما فيها الأمة الإسلامية ولاسيما دول الجوار ونشد بحرارة على يد جميع الدول الإسلامية فنحن نسعى إلى أقصى حد من التفاعل مع العالم، وفي هذا السياق، يشكل جيراننا وأصدقاؤنا والأمة الإسلامية أولويتنا.

وقال رئيسي إن زيادة التفاعل الشعبي في العالم الإسلامي له دور كبير في توسيع الصداقة وتقوية العلاقات بين الدول، وأضاف: يمكن للحضارات الكبرى مثل إيران ومصر، اللتين أثراهما الإسلام وحققتا السمو ببركة الإسلام، والحضارة العالمية مدينة لهما، أن تلعبا دوراً فريداً في تعزيز الصداقة والتعاون في الأمة الإسلامية.

#القدس_هي_المحور