مستشار أردوغان يكشف للعالم عن سياسة تركيا الداخلية والخارجية

الأحد ٢٤ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي والأكاديمي البارز، أن كل الانقلابات التي حصلت في تركيا كان لها بعض الدعم من الخارج مبينا حصول الانقلاب بتركيا عام 1960 والذي جاء وفقا لأوامر حلف الناتو الذي كان يؤيد هذا الانقلاب.

العالمضيف وحوار

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية ببرنامج " ضيف وحوار"، وبسؤال أقطاي حول إحياء تركيا في هذه الأيام للذكرى السادسة لإفشال محاولة الانقلاب وحول مدى نجاح تركيا بعد 6 سنوات في وأد أي محاولة انقلابية على الرغم من التاريخ الطويل للانقلابات العسكرية، أشار أقطاي الى أن تاريخ تركيا كان مفعما بالمحاولات الانقلابية وتدخل الجيش التركي وتدخل بعض العناصر الاخرى كانت هنالك عصابات رسمية وعصابات في الحكومة الذين كانوا يعتبرون انفسهم فوق كل معايير الديمقراطية حتى لو لو كان الشعب التركي يختار اي شيء.

وقال أقطاي:"كما تعلمون توجد ديمقراطية حقيقية في تركيا والحمد لله، وانتخابات حقيقية فعندما يتم اقتراح الصندوق للشعب فلا يقترح من أجل اللعب فقط، فعندما تصدر نتيجة الانتخابات نجد انها مقبولة دائما من قبل الشعب التركي ومرحبا بها من قبل كل المؤسسات التركية ولكن للاسف كان هنالك من يظن انه يعلو على صناديق الاقتراع وعلى رأي الشعب وما كان بيده الا التدخل غير الشرعي.

وأضاف أقطاي:"ما يعني ان ابطال وإلغاء نتائج صناديق الاقتراع والانتخابات كانت بشكل ما بسبب تدخل في السياسة وبوجود وسائط الجيش ووسائط بعض المؤسسات وليس الجيش فقط، حيث ان الناس يظنون ان الجيش من يقوم بالانتخابات فقط ، ولا اصفها بدولة عميقة لانه لا يوجد فيها عمق لان المصالح بسيطة.

وقال أقطاي:"فيما يتعلق بوجود تغلغل بمفاصل الدولة اعتبر اقطاي ان هنالك من يظن نفسه فوق الشعب التركي ويظن انه يدير عمق الدولة وبالنتيجة لا توجد الا مصالح بسيطة مع وجود تشكيلات وتنظيم بعض عناصر العصابات الذين ينسقون مع بعضهم البعض ليتدخلوا لسرقة الحكم وان الانقلاب هو سرقة في الحقيقة ومن يسرق الحكم هو غبي وطاغي للاسف في تركيبات كان ذلك موجودا.

ولفت أقطاي الى ان أول مرة بعد المسلسل الانقلابي في تركيا وبدأت المقاومة للانقلابات حصلت عندما جاء الرئيس رجب طيب اردوغان عندما وضعت الرسالة وتدخل الجيش التركي لاختيار رئيس الدولة في عام 2007 كانت قد وضعت الرسالة في الانترنت وكان الناس بدؤا يظنون انه انقلاب مباشر وما يبغي على الحكومة ورجال الدولة ان ينسحبوتا من الحكومة ويستقيلوا وهكذا كان يحدث سابقا عندما كان يقول الجيش انت الآمر وانت صاحب الدولة و كل الحكم الحقيقي.

وحول ما أفشل الانقلاب هذه المرة أوضح أقطاي ان الرئيس أردوغان عندما سمع هذا التدخل من قبل الجيش رفضه بشكل كامل ومطلق، وقال الرئيس للجيش التركي:" انت الجيش تابع للحكومة وليس العكس، وان الحكومة ليست تابعة للجيش، وما على الجيش أن يتدخل في شؤون من يختار رئيس الجمهورية التركية".

ونوه أقطاي الى أنه تم تعريف معايير من يستطيع أن يكون رئيسا للجمهورية، حيث لا توجد معايير غير ظاهرة وكانوا يقولون ان رئيس الجمهورية عندما يتم اختياره يجب ان تكون زوجته غير محجبة وان يكون بعيدا عن الفكر الاسلامي.



وفيما اذا كان يعتبر ذلك صراعا ما بين العلمانية والاسلامية:

أكد أقطاي أنه حتى استخدم ذلك رئيس أركان الجيش هندما قال:"نحن نختار رئيس الجمهورية ليكون علمانيا وليس بالقول فقط".

وفيما يتعلق بمرور ست سنوات على المحاولة الانقلابية وهل باتت خيوط المؤامرة واضحة بالنسبة لتركيا سواء كانت خيوطا داخلية أم خارجية ومن يقف وراءها.

لفت أقطاي الى أن كل الانقلابات التي حصلت في تركيا كان لها بعض الدعم من الخارج ولا يعني ذلك دخول اشخاص من الخارج واحدثوا الانقلاب حيث انه في عام 1960 كان قد حصل الانقلاب في عهد الجمهورية كان قد جاء وفقا لحلف الناتو الذي كان يؤيد هذا الانقلاب واستأذن الجيش حلف الناتو وقام بعملية الانقلاب آنذاك حتى في الانقلاب الأخير الذي حدث في عام 2016 كان اشارة من قبل قاعدة الناتو الموجودة في أضنه، حيث انطلقت بعض الطائرات مع وجود الانقلابيين المؤسسين حتى كان هنالك من يؤيد هذا الانقلاب في الولايات المتحدة الأمريكية حيث أن المجرمين الذين قاموا بالانقلاب كانوا يقيمون في أمريكا رغم أن الحكومة التركية تطالب بتسليمهم منذ بداية الانقلاب ولا تقوم الولايات المتحدة بتسليمهم الى تركيا

وحول تفسير تدخل الناتو في عملية الانقلاب الحاصلة على الرغم من أن تركيا تعتبر جزءا من حلف الناتو والناتو يتآمر على تركيا :

أشار أقطاي الى أن ذلك يعتبر معضلة في التاريخ التركي حيث ان حلف الناتو بالذات يعمل بهذا الاسلوب فلا أقول ان حلف الناتو فقط المسؤول الوحيد بل ايضا المسؤول الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أقول أن أمريكا كانت المسؤول جميعها بل بعض العناصر الموجودة فيها على سبيل المثال "جو بايدن "كان قد قال صراحة في مقابلة مع نيويرك تايمز قبل أن ينتخب قال "نريد نريد التغيير في تركيا بطريقة ما"، ولا يقصد بالطريقة الانقلابية ولكن الجميع فهم انه يريد التغيير في تركيا ولا يؤيد حكومة الرئيس أردوغان ويريد أن يرحل وهذا لا يعتبر أول مرة.

وقال أقطاي:" نسمع من الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن بدأ اردوغان يعترض على سياسات "اسرائيل" وعلى بعض سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الاوسط وحتى عندما اتخذ موقفه مع ايران في موضوع البرنامج النووي في الامم المتحدة حيث اعترض على القرار الأممي الذي اقترحته الولايات المتحدة الأمريكية حيث أخذت تركيا موقفا معارضا والمواقف التي يتخذها الرئيس أردوغان باسم تركيا ولا تريد الولايات المتحدة الأمريكية ذلك لانها تريد من تركيا دولة تابعة فقط حيث أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تريد تركيا تابعة لها.

وانتقدت أنقرة موقف حلف"الناتو" بعد فشل الانقلاب، منتصف صيف 2016، وألمح بعض المسؤولين الأتراك إلى إمكانية وجود دور للحلف في الانقلاب.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...