اثر تجدد تفجيرات اليوم شرق حلب..

سوريا تتطلع لحل سياسي يحترم سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها

سوريا تتطلع لحل سياسي يحترم سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها
الثلاثاء ٢٦ يوليو ٢٠٢٢ - ٠٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

يقال ان مشهد التفجيرات في مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها قد عاد مجددا من خلال انفجار مفخختين اثنتين صباح اليوم في قرية "جطل" المتاخمة لبلدة "الغندورة"، بريف منطقة جرابلس الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها شمال شرق حلب.

العالم - يقال ان

اللافت ان إنفجار المفخختين خلف أضرار مادية كبيرة بمنازل المدنيين القاطنين في القرية، كما اندلعت عدة حرائق بالسيارات والمحال الموجودة في محيط مكان وقوعهما، في حين لم ترد أي معلومات مؤكدة من المصادر، حول حصيلة الخسائر البشرية بشكل دقيق.

هذا التطور اللافت يأتي في اعقاب الاجتماع السابع لقمة رؤساء الدول الراعية للمفاوضات السلام السورية بصيغة "استانا" الذي انعقد الثلاثاء الماصسفي العاصمة الايرانية طهران والذي سعى لإبعاد التطورات في سوريا عن العسكرة والصراعات المسلحة، ووضعها في مسار الحل السياسي.

ان افتعال الازمة وتجددها مارسته الفصائل المسلحة الموالية للقوات الاميركية المحتلة وللقوات التركية على حد سواء، فوفق ما نقلته مصادر محلية حول تفجيري اليوم، ان السيارة الأولى تعود لأحد مسلحي فصائل أنقرة، حيث انفجرت مع حلول الساعة العاشرة تقريبا من صباح اليوم، متسببة بحدوث دوي ضخم سُمع في مختلف أرجاء القرية والقرى المجاورة لها، وبعد نحو ساعة، انفجرت سيارة مفخخة ثانية على مسافة قريبة من مكان الانفجار الأول وسط القرية، فيما كان من اللافت ايضا، أن السيارة الثانية تعود ملكيتها إلى شقيق صاحب السيارة المفخخة الأولى.

ان قمة طهران الثلاثية بمشاركة روسيا وتركيا التي عقدت في طهران الاسبوع الماضي، اكدت على تطهير الاراضي السورية من وجود الجماعات الارهابية، فيما نلاحظ ان التصعيد الاخير لا يشك احد في كونه تصعيدا مفتعلا ويشبه الى حد بعيد عمليات القط والفار التي تمارسها القوات الاميركية المحتلة والمسلحون التابعون لها من "جماعة قسد"، رغم تطلع ايران في القمة المذكورة الى ان تاخذ السلطات التركية بعين الاعتبار النصائح التي صدرت في القمة على لسان قادة الدول الثلاث الراعية لمفاوضات "استانا".

الاكثر من ذلك ان وزيري خارجية ايران وسوريا "حسين امير عبد اللهيان وفيصل المقداد"، تطرقا خلال مؤتمر صحفي مشترك الاربعاء الماضي الى التطورات الاخيرة في سوريا وترقب نزاع مسلح جديد على المناطق الحدودية حيث اوضح عبد اللهيان ان قمة "استانا" سعت لابعاد سير هذه التطورات عن الحرب والعمل العسكري، بل يصار وضعها على مسار الحلول الدبلوماسية والسياسية.

ان القمة الثلاثاية اكدت على تطهير الاراضي السورية من وجود الجماعات الارهابية، وان وحدة الاراضي السورية واحترام السيادة السورية كان محط اهتمام القمة مع التأكيد على ضرورة حل بعض القضايا العالقة فيما يخص النزاعات الارهابية داخل سوريا مضافا الى بعض الهواجس التركية التي اكد رئيس الجمهورية الاسلامية السيد إبراهيم رئيسي ضمن مبادرة له على ضرورة انتهاج الحل السياسي لازالة الهواجس الامنية التركية فيما يخص الحدود المشتركة مع سوريا.

مع ذلك لم تخف ايران "وكما جاء على لسان وزير خارجيتها عبداللهيان"، لم تخف قلقها ازاء التوقعات بشان دخول القوات التركية الى الاراضي السورية، الى درجة ان مباحثات في غاية الاهمية وصريحة قد جرت على مستوى قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد على خامنئي مع كل من الرئيس التركي رجب طیب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي الوقت نفسه جرت محادثات ثنائية بين ايران وكل من تركيا وسوريا.

القمة الثلاثية استعرضت ايضا خلال اجتماع مغلق القضايا المتعلقة بسوريا بكل شفافية كما استغرضت تداعيات استمرار الوضع الراهن في هذا البلد حيث قال عبد اللهيان "انني على يقين بشأن وجود اجماع بين كافة الاطراف على دعم سوريا لاجتياز الوضع الحالي وبما يلزم على المجتمع الدولي ان يساعد الشعب السوري للخروج من ظروف الازمة".

مطالب سوريا

المطالب السورية عرضها وزير خارجيتها فيصل المقداد الذي اكد ان أي اعتداء تركي على الأراضي السورية وإقامة ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" انما يزعزع الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، كما ان سوريا ترفض سياسات التتريك والتدخلات التركية في شؤونها، وعلى جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي الخروج من الأراضي السورية، وبصورة مختصرة تسعى سوريا للتأكيد على وحدتها وسيادتها واستقلالها.

لم تقتصر المطالب السورية على العناصر المسلحة المرتبطة بأنقرة بل شملت ايضا مثيلاتها المرتبطة بالاحتلال الاميركي، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال الأمريكي نهب الثروات السورية بالتعاون مع أدواتها من الميليشيات الانفصالية، التي يجب ان لا تستقوي بالأجنبي وعليها العودة لرشدها والالتحاق بصفوف المواطنين الوطنيين الاحرار، وعدم إعطاء تركيا أي غطاء لتبرير غزوها للأراضي السورية.

نختم بالتذكير التالي المهم جدا ومفاده ان العقوبات التي يفرضها الغرب على الدول التي تعارض سياساته تتناقض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ونستذكر هنا قول المقداد ان "صفحة هيمنة الغرب على العالم قد طويت" وانتهت.

السيد ابو ايمان