الاحتلال الاسرائيلي في طريقه الى الفاشيّة والعنصریة

الاحتلال الاسرائيلي في طريقه الى الفاشيّة والعنصریة
السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٢ - ٠٧:٤٣ بتوقيت غرينتش

منذ مطلع العام الجاري استُشهِد أكثر من مائة فلسطينيّ بالضفّة الغربيّة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وبإيعازٍ من "حكومة التغيير" بقيادة يائير لبيد وبيني غانتس، والمدعومة من الحركة الإسلاميّة في أراضي الـ48، والتي تتمثّل في الكنيست الصهيونيّ بأربعة نواب تحت اسم (القائمة العربيّة الموحدة) ويقودها د. عباس منصور، الذي أكّد علنًا أنّ إسرائيل ولدت كدولةٍ يهوديّةٍ وستبقى كذلك.

العالم- فلسطين

ولكن على الرغم من الرقم القياسيّ في عدد الشهداء الفلسطينيين، ما زال هناك الكثير من الإسرائيليين، الذي يعتقدون بأنّ هذا العدد ليس كافيًا، ويقومون بتقديم اقتراحاتٍ لزيادة عدد القتلى الفلسطينيين، متهّمين وزير الحرب بيني غانتس بأنّ جبان ويقوم بتقييد أيدي جنود الاحتلال، على حدّ تعبيرهم.

أحد هؤلاء الفاشيين هو الجنرال المتقاعد تسفيكا فوغل، الذي شغل منصب قائد المنطقة الجنوبيّة في جيش الاحتلال، واليوم يخوض غمار السياسة في إطار الحزب اليمينيّ-الّدينيّ-الفاشيّ (القوّة اليهوديّة)، والذي يؤمن بضرورة طرد العرب من فلسطين التاريخيّة وبتفوّق اليهود على العرب في كلّ شيءٍ.

الجنرال فوغل أدلى يوم الخميس بحديثٍ للقناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، وقال بصريح العبارة إنّه يتحتم على الجيش الإسرائيليّ قتل كل فلسطيني يتجرّأ على رمي الحجارة على الجنود والمُستوطنين أوْ يقوم بإلقاء زجاجةٍ حارقة، مُضيفًا في ذات الوقت أنّه إذا لم يتّم قتله، فعلى السلطات ذات الصلة تهجيره من فلسطين التاريخيّة، التي يُسميها الجنرال الإسرائيليّ بـ"أرض إسرائيل الكاملة".

أمّا المُستوطن الإسرائيليّ الذي يقوم برمي الحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة، أضاف فوغل، فيتعيّن على الحكومة في تل أبيب تربيته وإعادة تأهيله، على حدّ قوله، وفي هذه العُجالة تساءل اليوم المُحلِّل في صحيفة (هآرتس) العبريّة لماذا يجِب منح الفلسطينيّ فرصة للتهجير؟ رصاصة بالرأس وانتهينا، كما قال.

المحلل روغل ألفر، المعروف بمواقفه المناهِضة للاحتلال الإسرائيليّ، أضاف أنّ التفرقة التي يُجريها الجنرال فوغل بين الفلسطينيين والإسرائيليين هي عمليًا جدال يدور بين اليهود وبين أنفسهم، ولكن، شدد على أنّ هذه التفرقة تُسمّى في العالم سياسة العزل العنصري (أبرتهايد)، ولكن في دولة الاحتلال يُطلِقون عليها نعت (الردع).

ولفت المُحلّل إلى أن الجنود الإسرائيليين الذين يتصرّفون على هذا النحو هم قتلة، ولكن في تل أبيب يسمونهم أبطالاً، وتابع أنّ مَنْ يدعمون هذه السياسة هم من الفاشيين والعنصريين، ولكن في إسرائيل، أضاف، يُصنّف هؤلاء بأنّهم ينتمون إلى المركز-اليمين واليسار الصهيونيّ في الخارطة السياسيّة بالكيان، على حد تعبيره.

وخلُص المُحلّل إلى القول إن الخلاف الوحيد بين رئيس الوزراء يائير لبيد وبين النائب القادِم في الكنيست الصهيونيّ الجنرال فوغل يتمحور حول كمية القتلى، فرئيس الوزراء قتل مائة فلسطينيّ منذ بداية العام، وفوغل يُريد، مثلاً 500 قتيل فلسطينيّ، فوغل يقول أطلقوا الرصاص في رأس الفلسطينيّ، بينما غانتس يُطالِب بأن يصاب الفلسطيني في صدره، وهذا النقاس الدائر، أوضح المحلل ألفر يُسمَع وكأنّه كقاعدةٍ لمفاوضاتٍ، لذا من الممكِن التنازل والاتفاق بين الطرفيْن على 250 قتيلاً فلسطينيًا، لكي يُشكّلوا الحكومة القادمة، قال المُحلِّل ألفر.