ما حقيقة "النازية الجديدة" في أوكرانيا؟

ما حقيقة
الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠٢٣ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

قد يرى البعض ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يبالغ عندما يطلق وصف "النازية" على الحكومة الاوكرانية، خاصة ان الرئيس الاوكراني زيلينسكي هو يهودي، ومن المؤكد انه يناصب النازية العداء، بوصفها الجهة المنفذة للمحرقة، ولكن نظرة سريعة الى ما يجري في اوكرانيا، تجعل المراقب، يرفض وصف كلام بوتين بالمبالغ فيه.

العالم كشكول

قبل يومين انتقد رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراويكي، السلطات الاوكرانية، لتمجيدها بزعيم النازيين الاوكرانيين إبان الحرب العالمية الثانية ستيبان بانديرا، وذلك بعد قرار البرلمان الأوكراني الاحتفال بعيد ميلاده، مؤكدا أن البرلمان الأوكراني "يذكر بشخصية شكلت الآيدويولوجية النازية، وتأثر بها آلاف النازيين لارتكاب جرائمهم".

المتحدث هنا هو حليف لاوكرانيا وليس الرئيس الروسي بوتين. ترى من هو بانديرا هذا؟، ويكفي تصفح تاريخ هذا الرجل وبسرعة، حتى تتكشف لنا، ان مقولة بوتين عن النازيين الذين يحكمون اوكرانيا، لم تكن مجرد تهمة، بل هي حقيقة واقعة.

ويعتبر ستيبان بانديرا، زعيم كتائب النازيين الأوكرانيين، ومؤسس جيش المتمردين الأوكرانيين عام 1942، الذي تعاون مع النازيين الألمان في القتال ضد الجيش السوفيتي في الحرب العالمية الثانية.

ارتكب النازيون الأوكرانيون بقيادة بانديرا "مذبحة فولين"، التي اسفرت عن قتل أكثر من 130 ألف بولندي، في فولينا وغاليسيا الشرقية والمقاطعات الجنوبية الشرقية لبولندا، خلال الحرب العالمية الثانية. وأقر مجلس النواب البولندي بأن المذابح التي ارتكبها النازيون الأوكرانيون بحق البولنديين عام 1939-1945 إبادة جماعية.

وفي بداية عام 2004، بدأت الدوائر السياسية الأوكرانية بزرع الايديولوجية النازية في أذهان الأوكرانيين، وعملت على رفع مستوى التعصب القومي لديهم، ونتيجة لذلك، تشكلت مجموعة من "البانديرانيين" في المجتمع، والتي بدأ أتباعها في الاندماج داخل المنظمات "الوطنية" لنشر الفكر النازي الجديد، على أساس الأيديولوجية الفاشية للرايخ الثالث، التي تعلن كرهها للروس. ولم تكن أنشطة النازيين الجدد ممنوعة على مستوى الدولة، بل كانت مدعومة وممولة بكل وسيلة ممكنة حتى سخرت الدولة الأوكرانية اجهزتها العسكرية والأمنية لخدمة "البانديرية الجديدة".

وفي ذات السياق أصدر الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يوتشينكو مرسوما يقضي بمنح ستيبان بانديرا لقب بطل أوكرانيا، وهو مرسوم الغاه الرئيس الأوكراني التالي فيكتور يانوكوفيتش، الامر الذي ادى الى اندلاع احتجاجات عارمة نظمها القوميون الأوكرانيون، بدعم غربي واضح، اسفرت في النهاية الى صعود نجم زيلينسكي.

النازيون الأوكرانيون قاموا منذ 2014 بتطبيق تعليمات أيديولوجية زعيمهم "القضية ـ ضرب الروس"، فارتكبوا جرائم حرب وحشية ضد المدنيين في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، في أوكرانيا.

النقطة اللافتة التي توقف عندها العديد من المراقبين، أنه بعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وقف اليهود الأوكرانيون في صف النازيين الجدد ضد الروس، ونسوا أنهم ادعوا سابقا أن مئات الآلاف من أسلافهم قُتلوا بوحشية تحت الرايات الحمراء والسوداء لبانديرا الأوكرانية خلال الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن جرائم الفاشيين الألمان، والتي من المعتاد عدم ملاحظتها في المجتمع الأوكراني الحديث، وحتى المجتمع الأوروبي!!.

ما يجري في اوكرانيا اليوم يكشف عن حجم التضليل الذي مارسه الغرب على المجتمع الدولي، حول جرائم النازية ومنها المحرقة، وان الغرب لا يتهاون مع النازيين، وان كل من يتعاطف معهم فهو نازي ومعاد للسامية، بينما ما يجري في اوكرانيا يقول عكس ذلك، فالغرب يتبنى النازية، ويسلحها، تحت قيادة زيلينسكي، اليهودي، الذي من المفترض ان اجداده، عانوا الامرين على ايدي حلفائه اليوم.