خاص بالعالم
وقال اونصاي في حوار خاص مع قناة العالم خلال برنامج "ضيف وحوار" تحت عنوان "تركيا: الانتخابات القادمة والسياسة الخارجية": ان حزب العدالة والتنمية يعمل مبكراً على قدم وساق في التوعية والترويج للانتخابات القادمة، مشيراً الى انه عندما يفوز الرئيس أردوغان في الانتخابات ستشهد المزيد من تحسين العلاقات مع المنطقة بأكملها وتحديداً مع سوريا بالكامل.
واليكم فيما يلي نص المقابلة..
العالم: لماذا الحمى المنتشرة والتي بدأت مبكراً للحديث عن الانتخابات، هل بسبب التعقيدات السياسية الموجودة؟
اونصاي: في داخل حزب العدالة والتنمية بعد خوض الانتخابات بغض النظر عن نوعها تكون فترة جديدة لنعمل من جديد ويقع على عاتقنا أن يكون علينا ضغط كبير من أجل الشعب.
وطبعا نحن أمامنا كثير من الأشياء للعمل لتوعية الناس بكل الوسائل وعبر الإعلام لتوصيل برنامجنا الانتخابي، وهذا دافعنا للعمل المبكر في التوعية الانتخابية.
والانتخابات القادمة أطلقنا عليها مشروع المئة عام، ونرى أنه من المهم الفوز في الانتخابات القادمة من أجل الشعب ومن أجل المواصلة في فتح العلاقات التركية على العالم الخارجي وتحديداً العالم الإسلامي والحفاظ على الأراضي التركية ولأجل كل ذلك بدأنا مبكراً في الترويج للانتخابات القادمة.
عملنا في حزب العدالة والتنمية الآن هو تعبئة للشعب لقد حددنا أهدافنا وأحلامنا وتجهيز إدارات مختلفة لإدارة هذا العمل وواجهنا العديد من المشاكل والأزمات وقمنا بحل الكثير منها في مختلف مقرات الحزب وقمنا بالعديد من الإنجازات ونقوم بزيارات للمدارس والبيوت والجامعات لنصل لكل فئات الشعب وقمنا بدراسات استقصائية بشأن المستقبل والانتخابات.
ومن وجهة نظرنا قد حققنا إنجازات مهمة ونقوم بعمل جيد ، ومع هذا نحن نواصل العمل ضمن خطط للوصول لكل بيت في كل ولايات تركيا وهذه استراتيجيتنا للوصول للناخب التركي.
نأمل أن تقوم القواعد الانتخابية بالمزيد من الجهد للوصول لأفضل نتيجة في هذه الانتخابات وهذا سيتطلب الكثير من العمل والتركيز على أهداف كل يوم بيومه ونعمل بلا توقف.
وكما قلت من قبل عندما يتعلق الأمر بالحزب لدينا برنامج نسير عليه وأنجزنا الكثير ولو أردنا مقارنة حزب العدالة والتنمية بالأحزاب الأخرى فحزبنا لديه 11 مليون عضو موجودين في مختلف ولايات البلاد، وإذا ما قارنا بالأحزاب الاخرى فحزبنا أكبر ب 4 أضعاف من الأحزاب الأخرى مجتمعة.
وهذه من المهم أن تحضر عند مقارنة حزب العدالة والتنمية بالأحزاب الأخرى ومثلما قال رئيس الحزب السيد رجب طيب أردوغان بان برنامجنا الإنتخابي سيتم تفعيله خلال هذه الفترة القادمة.
أيضاً عندما ننظر إلى الأرقام في تركيا فإن حزب العدالة والتنمية يتقدم وبمعنى آخر استعداداتنا للانتخابات تسير بالشكل الذي نريده. ومن الناحية الفنية لمشروعنا نحن نثق برؤية الحزب وهذا البرنامج أشرف عليه رئيس الحزب وواثقون من تحقيقه لإنجازات.
العالم: ربما الملف الاكثر بروزاً وتأثيراً في هذه الانتخابات القادمة، ان هناك الكثير من التقارير تتحدث دائماً عن موضوع الاقتصاد، هل الحزب يرى بان هذه مشكلة تواجهه في الانتخابات القادمة، خصوصاً وانها مؤثرة على الناخب التركي؟ وهل برامج الحزب قادرة على الخروج من هذه الازمة؟
اونصاي: الآن على سبيل المثال عندما ننظر إلى العالم في الثلاث سنوات الإخيرة واجه العالم فايروسا كبيرا وهذا أثر على الاقتصاد العالمي، والمعارضة تدرك ذلك، لكن للأسف يتجاهلونها والحرب بين روسيا وأوكرانيا أثرت على الاقتصاد العالمي والغذاء وغلاء الأسعار، وكل هذا في الواقع له تأثير على ارتفاع الأسعار والتضخم الذي حل بتركيا وأثر على الأسعار في تركيا.
وعندما ننظر للاقتصاد التركي فهو اقتصاد لايزال قوياً ويلعب دوراً مهماً في التوريد، فنحن لا نريد أن ينظر إلى الاقتصاد التركي أنه متدهور لكن الأزمات العالمية أثرت عليه لذلك الحكومة تعمل بشكل جيد لتحقيق نجاحات وأرقام قياسية.
وبالنسبة لموضوع الطاقة والغاز لدينا إنجازات، ووجدت تركيا حقولاً من الغاز سنستفيد منها في السنوات القادمة عندما نبدأ باستخراج النفط من أراضيها ،وكل هذا ستبدأ تركيا بتحقيق الفائدة من ورائه. وواثقون باجتهاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل شعبنا.
وكما نعرف أن العالم الآن يواجه مشكلة في الغاز والطاقة فإننا نرى الوضع العالمي كيف يسير في المقابل تركيا ليس لديها مشكلة في الطاقة وهذا يعطي مؤشراً أن تركيا بلد قوي لأنه لم يتضرر في موضوع الطاقة وقادر على تلبية احتياجاته خصوصاً في ظل الحرب الروسية الأوكرانية القائمة ولو كان الاقتصاد ضعيفا بالشكل الذي تتحدث عنه المعارضة لعاشت تركيا أزمات.
أكبر هناك مشكلة في تركيا الآن تتعلق بالقوة الشرائية في المواد الاستهلاكية والحكومة تلعب دوراً كبيراً في تثبيت الأسعار بالنسبة للمحلات التجارية والأسواق. ونحن ندرك أن الرئيس يحاول أن يحارب الفائدة وإن شاء الله سنبقى نواصل هذا الطريق لتمضي هذه الأزمة لنعيد القوة الشرائية للمواطنين مرة أخرى وواثقون في برامجنا وخططنا.
العالم: الى جانب قضية الاقتصاد، هناك ايضاً بعض الاصوات تصعّد الخطاب العنصري في تركيا ضد اللاجئين تحديداً، ما هو موقف حزب العدالة والتنمية تجاه هذه الاصوات؟ ماذا تقولون في هذا الاتجاه؟
اونصاي: يجب أن ننظر إلى موضوع العنصرية في تركيا بنظرة أوسع، لو عدنا للزمن مرة أخرى وعادات الأتراك وأعرافنا والجغرافيا التي نعيش بها وثقافتنا سنجد أننا نحترم كل الثقافات والأعراف ولم نفرض ثقافتنا على أحد. وأحب أن أذكر لكم شيء آخر إن أصل جدودي من البوسنة، وأنا أزور البوسنة كثيراً، وأرى هناك أن تركيا التي حكمت 450 سنة لا يوجد شخص هناك شخص يتحدث كلمة واحدة تركية، وهذا يدل كم أن تركيا لم تفرض ثقافتها على أحد، ونحن شعب نحترم جميع الأعراق والجنسيات والبلاد.
وننظر أيضا الآن في نفس الموقف إلى البلاد الأوروبية التي غزت العالم وأفريقيا فقط 50 سنة هذه البلدان أصبحت تتحدث الإنجليزية والفرنسية فكيف هذه الـ50 سنة استطاعت تغيير لغة البلاد، وفي المقابل الأتراك وجودهم لـ 450 سنة لم يفرضوا لغتهم على أحد وهذه النظرة الصحيحة التي يجب أن يؤخذ منها الموضوع.
وهذا يدل على أن الشعب التركي ليس كما يحاول البعض أن يصوره به وهذه رسالة مهمة جداً يجب أن يعرفها العالم بأننا لسنا عنصريين. وأحب أن أقول لكم مثلا عن مدينة كوتاهية عام 1914 كان النفوس بها 54 ألف نسمة نصفهم كانوا مسلمين والنصف الآخر مسيحيين، وحتى الآن هناك ما يزيد عن مائة سنة وهناك تعايش ولا تحدث خلافات أو عنصرية.
أنا الآن أحاول أن أوضح صورة أنه لا يوجد هناك عنصرية في ثقافتنا وهذا ما يريد حزب العدالة أن يبقى في تركيا ،لكن هذه الاصوات التي تصعد خطابات العنصرية في تركيا هي أصوات دخيلة على الشعب التركي ويجب رفضها ومواجهتها، لأن الإسلام يرفضها يجب أن تبقى المفاهيم الإنسانية تجمعنا وتعاليم ديننا هي الحاضرة .
حزب العدالة والتنمية الآن يحاول أن يحارب موضوع العنصرية ويواجه كل من يسيء لهذه الصورة، والمستفيدون من تصعيد خطاب العنصرية هم أولئك الذين يريدون تدمير العالم الاسلامي، وللأسف هناك أصوات تتساوق معها داخليا لهذا يجب مواجهتهم.
نحن في حزب العدالة والتنمية نحاول أن نقف بجانب كل اللاجئين ونساعد بما نستطيع، لدينا لاجئين سوريين وأفغان ومن عدد من الدول الأخرى، ويحاول البعض أن يصعّدوا خطابات العنصرية ضدهم، هم أشخاص فقط لا يعبروا عن ثقافة تركيا وهدفهم تحقيق مصالح شخصية ذاتية.
في تركيا يوجد 4 أو 5 مليون سوري ينتظرون العودة إلى بلادهم، وإن شاء الله يعودون من جديد، وهذا سيحدث قريبا، فهناك حراك دبلوماسي جاد لحل الأزمة مع سوريا
العالم: الملف الذي يمكن الحديث به ايضاً، هو ملف بدأ يطفو على الساحة التركية، بايجاز هل يمكن ان تخبرنا ما هي نقطة الخلاف في مسألة تبكير الانتخابات ما بين التحالف الحاكم وحزب العدالة والتنمية والمعارضة ايضاً، هناك نقطة خلاف حول قبل 6 ابريل او بعده، ما هو الخلاف بالتحديد؟
اونصاي: في العام الماضي في 6 أبريل تم التعديل في البرلمان التركي على الانتخابات القادمة بشأن نسبة الحسم في الدستور التركي السابق، الانتخابات تكون في الشهر السادس بالنسبة للمعارضة، هذا يعطيهم وقت أكثر لأن لديهم مشكلات في تحديد مَن المرشح. ومع هذا هم يدركون أن الدستور التركي يسمح بتبكير الانتخابات لكنهم لا يريدون للتعديلات المتعلقة بنسبة الحسم هذه أن تمر، لذلك هم يرغبون أيضا بانتخابات قبل مرور عام على تعديلات نسبة الحسم، فبالتالي تبقى نسبة الحسم مثل السابق دون اعتماد هذه التعديلات، نحن ملتزمون بما ينص عليه القانون والقانون يسمح بتبكير الانتخابات.
العالم: اذا انتقلنا لقضية العلاقات التركية الخارجية، نلاحظ في الآونة الاخيرة ان هناك انفتاح لتركيا نحو تحسين علاقاتها بجيرانها والمنطقة، هل يمكن القول الآن بان الدبلوماسية ستنجح في حل الازمة مع سوريا، وان تطبيعاً كاملاً قد بات قريباً؟
اونصاي: الملفات الخارحية المتعلقة بعلاقات تركيا بجيرانها، تركيا تحاول في هذا الاتجاه ان تكون جيدة عبر سياسة واضحة، الذي حصل في سوريا جعل المنطقة بأكملها تحدث فيها مشاكل مختلفة، والإرهاب انتشر بشكل كبير عبر الحدود، وغيرها من البلاد وهذا ساهم في توتير العلاقات وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، نحن نحاول أن نحافظ على حدودنا ومصالح الشعبين التركي والسوري، لذلك نحاول في الفترة الحالية تحسين العلاقات مع سوريا من أجل تحقيق الاستقرار.
أغلب الدول الموجودة في الشرق الأوسط تعرف أن تركيا ماضية في هذا الطريق وتدرك الجهود التي تبذلها تركيا، وبالنسبة للشرق الأوسط لم أر أن تركيا كانت هي السبب المباشر في أي أزمة في أي من الدول.
نحن نحاول الآن حل ازمات مختلفة عبر سياسة خارجية تسعى لاستقرار المنطقة من خلال الدبلوماسية لذلك هناك اجتماعات مستمرة بين الزعماء لأجل ذلك، وبالنسبة لموضوع سوريا فتركيا تقف بجانب سوريا وتدعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها.
وأذكركم بموقف من فترة قريبة، اقترح أحد الوزراء أن يكون حالة ثقافية بين البلدين، وذهب فريق فنار بهشة إلى الشام ولعب هناك مع أكبر الأندية في سوريا، نحن نحاول أن نبدأ بالمبادرة لتحسين العلاقات، وطبعا توجد دول كثيرة لا تريد لتركيا أن تعيد علاقاتها مع جيرانها لتحافظ على مصالحها، وتريد أن تبقى هذه الأزمات تركيا لديها الآن نجاحات كبيرة في تحسين علاقاتها مع الدول المجاورة.
وأنا أعتقد وآمل في الفترة القادمة ستكون العلاقات مع سوريا أفضل بكثير من السابق، ويجب علينا أن لا ننسى أن اتحاد الدول خصوصاً الجيران يساهم في تحسين المنطقة بأكملها، وهذا ما لا يريده الغرب، وتركيا لن تسمح للغرب بأن ينفذ أجنداته ورغباته التي هي ضد مصالح الشعوب، نأمل أن الانتخابات القادمة في 2023 عندما يفوز الرئيس أردوغان ستشهد المزيد من تحسين العلاقات مع المنطقة بأكملها.
العالم: في ذات الموضوع، تركيا تقول بأن دافعها من وراء المصالحة هو مصلحة الشعب التركي، هل تعتقد ان هذا هو الدافع الوحيد، أم ان هناك دوافع اخرى لها علاقة مثلاً بالامن، وبالاقتصاد وبمجموعة من العوامل الاخرى؟
اونصاي: يجب علينا أن نفكر بهذه الطريقة عندما ندخل بحديث مثل هذا، يجب أن نعرف أن الرئيس التركي ورئيس الوزراء عندما يتكلمون بهذا الموضوع يتكلمون بحساسية شديدة جداً لأنهم يريدون في النهاية مصلحة تركيا، وأن لا يكون ذلك على حساب مصالح الشعب السوري على عكس ما تروج له بعض شخصيات المعارضة بأن ما يجري متاجرة باللاجئين السوريين.
وأعتقد ان السياسة التركية في الفترة القادمة تحاول دبلوماسياً الوصول لحل كامل ومصالحة كاملة مع سوريا، وهذا يجري من خلال المحادثات التي تهدف للوصول لما يخدم مصالح الشعب السوري أيضاً، وأعتقد وآمل أيضا أن الفترة القادمة تشهد تحسناً كبيراً في العلاقات وسنرى ذلك في المستقبل القريب.
العالم: سؤال أخير، ضمن تطور علاقات تركيا بجيرانها، كان هناك مجموعة من الاتفاقات مع ايران لها علاقة باتفاقات اقتصادية، تجارية واتفاقات لها بالغاز، هل تتوقعون ان يستمر هذا التحسن في العلاقات؟
اونصاي: تركيا دائما تحاول تحسين العلاقات مع بلاد الجوار خاصة البلاد التي تجمعها مع حدود مثل الجمهورية الإسلامية الايرانية، وفي الفترة الرئاسية للرئيس رجب طيب أردوغان نلاحظ دعماً في أكثر من أزمة لإيران مع الولايات المتحدة الامريكية واتخاذ مواقف داعمة، وهناك علاقات قوية بين إيران وتركيا تربطهم ببعض سواء في السياسة أو الاقتصاد أو في المواقف.
وكما نعرف بأن الشعب الإيراني محب لتركيا وكذلك الشعب التركي يبادله نفس الشعور، في النهاية العراق وسوريا وإيران وتركيا هي دول من المهم أن يبقوا بعلاقات جيدة وان يحافظوا على الاتفاقات والعلاقات بينهم، وبالنسبة للاقتصاد هو موضوع مهم ويلعب دوراً مهماً في العلاقات بين هذه الدول وخصوصا تركيا وإيران.
وكما قلت قبل ذلك أضيف أن تركيا الآن بنسبة كبيرة سيكون هناك تبادل تجاري أكثر من خلال الثروات التي ستستفيد منها تركيا قريباً بعد اكتشاف مصادر طاقة، وحتى لاحظنا من أكثر من سنتين مجموعة من الاتفاقات المهمة في مجال الطاقة مع دول الجوار ،وهذا يعود بالنفع على اقتصاد البلد والبلدان المجاورة أيضاً وعلى صعيد تركيا.