العالم - الأميركيتان
وجاءت تصريحات غوتيريش خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي، عُقدت على مستوى رفيع، ترأسها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي ترأس بلاده مجلس الأمن للشهر الحالي.
وعقدت الجلسة لنقاش "فَاعِلية التعددية الدولية في أوقات الصراعات". وتختار في العادة الدول التي ترأس مجلس الأمن جلستين أو أكثر للتركيز عليها خلال رئاستها وتعقدها على مستوى رفيع.
واستهل غوتيريش إحاطته بالحديث عن الأوضاع في السودان، مدينا الاقتتال الدائر بين طرفي النزاع (الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع)، داعيا إلى "وقف العنف"والأعمال العدائية، ، ومحذرا من أن "تفاقم الأوضاع بشكل كارثي في السودان يمكن أن يطاول المنطقة بأكملها وما هو أبعد".
وقُتِل 427 شخصاً وجرح 4000 تقريباً خلال عشرة أيام من المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب آخر إحصائية للأمم المتحدة.
وأكد غوتيريش "استمرار عمل البعثة الأممية داخل وخارج السودان"، داعياً إلى وقف الأعمال العدائية في السودان والسماح بإجلاء المدنيين.
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة "القصف العشوائي للمناطق المدنية، بما في ذلك المنشآت الصحية".
وشدد على ضرورة أن يتمكن المدنيون من الوصول إلى الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى، كما السماح والتمكن من إخلائهم من مناطق القتال.
وأكد أنه "على تواصل مستمر مع طرفي النزاع ودعوتهما لنزع فتيل التوترات والعودة إلى طاولة التفاوض"، مردفاً: "علينا جميعاً أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان عن حافة الهاوية"، مجدداً الدعوة إلى وقف لإطلاق النار.
إلى ذلك، أوضح أن "الأمم المتحدة ليست بصدد مغادرة السودان"، مضيفاً أن الهيئة الدولية "تعيد تنظيم وجودنا في السودان كي نتمكن من مواصلة دعمنا للشعب السوداني"، مؤكداً "التزامنا تجاه الشعب السوداني، دعماً لرغبته في مستقبل ينعم فيه بالأمن والسلام. نقف إلى جانبه في هذه الأوقات العصيبة".
وحول التعددية الدولية، قال غوتيريش: "يمثل إنشاء الأمم المتحدة في عام 1945 أفضل محاولة للبشرية لمنع أي تكرار لأهوال الحربين العالميتين والمحرقة".
وتابع قائلاً: "على مدى السنوات الـ78 الماضية، تماسك النظام متعدد الأطراف وحقق بعض النجاحات الملحوظة".
وتوقف غوتيريش مطولاً عند التعددية الدولية ونجاحاتها، وأشار إلى عدد منها قائلاً: "أثبتت الحلول متعددة الأطراف القدرة على حل التحديات المتعددة، من طبقة الأوزون إلى القضاء على شلل الأطفال وغيرها الكثير، وما كان هذا التقدم ممكنا لولا وقوف بلدان العالم معاً، كأسرة بشرية متعددة الأطراف".
وتتولى روسيا رئاسة مجلس الأمن الدولي في إبريل/نيسان. وتواجد وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى مقر الأمم المتحدة ليترأس اجتماع يوم أمس، وجلسة أخرى تعقد الثلاثاء حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.