لودريان لا يزال يستطلع المواقف ولم يطرح أي مبادرة للحل

لودريان لا يزال يستطلع المواقف ولم يطرح أي مبادرة للحل
الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

مروحة اللقاءات والجولات الاستطلاعية التي أجراها الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان مع القيادات اللبنانية كانت محور افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة .

العالم_لبنان

وفي السياق لفتت صحيفة البناء واصل المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان جولاته ولقاءاته، في لقاءات لودريان التي شملت كتلة الوفاء للمقاومة والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والمرشح سليمان فرنجية، كان واضحاً من تعليق رئيس القوات سمير جعجع حول أن الأمر لا يستدعي حلاً خارجياً أن جعجع لم يكن مرتاحاً لطرح لودريان، بينما أعرب فرنجية عن ارتياحه للقاء لودريان، وقالت مصادر نيابية مواكبة للقاءات لودريان إنه يحاول أن يستكشف مواقف الأطراف من عناوين مثل الحوار وأسماء المرشحين ومفهوم السلة المتكاملة التي تضم اتفاقاً على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة ومناصب الدولة الأساسية مثل حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش.

ولبّى سليمان فرنجية دعوة المبعوث الرئاسي الفرنسي الى مأدبة غداء في قصر الصنوبر بحضور السفيرة الفرنسية آن غريو والنائب طوني فرنجية.

وبعد اللقاء لفت سليمان فرنجية، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، الى أن اللقاء كان إيجابياً وجرى حوار بناء للمرحلة المقبلة.

وذكرت مصادر إعلامية أنه من جملة الأسئلة التي طرحها لودريان على بعض من التقاهم أسئلة تتعلّق بالموقف من قائد الجيش واحتمال التحاق باسيل بقافلة داعمي فرنجية مُشدّداً على ضرورة التوافق. ولفتت الى أن "لودريان نبّه الى أنّ صورة لبنان تدهورت عالمياً وكثرٌ لم يعودوا راغبين بدعمه على اعتبار أنه على اللبنانيّين تدبّر أمورهم ولكن فرنسا لا يُمكن أن تترك لبنان.

ومن المتوقع أن يعقد لودريان اجتماعات اليوم مع سفراء اللقاء الخماسي الدولي في لبنان.

من جهتها، رأت صحيفة الأخبار شكل زيارة الموفد الفرنسي لودريان فاق مضمونها أهمية. مؤكدة أن التوقّعات المرتفعة التي سبقت الزيارة لم تتطابق مع ما حمله الرجل بعدما تبيّن، مبدئياً، أن هدفها هو عبّر عنه لودريان: استطلاعية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته، وهو ركّز خلالها على توجيه نصيحة إلى الأطراف اللبنانية بالحوار. وفي ظل الإجماع على أن الموفد الفرنسي كان مستمعاً، تباينت التفسيرات لهذه المقاربة الإصغائية، بين من وصفها بأنها محاولة لمسح المواقف المحلية تمهيداً للتقدم بـشيء جديد، ومن رأى فيها إشارة إلى ثبات باريس على مبادرتها بتسوية سليمان فرنجية - نواف سلام.

وفيما وصفت مصادر مطّلعة اللقاء مع باسيل بالإيجابي والودود جداً جداً، علماً أن بين الرجلين صداماً سابقاً يعود إلى الموقف من الحرب في سوريا عندما كان لودريان وزيراً للخارجية، قالت مصادر في الفريق المعارض لترشيح رئيس تيار المردة إن الموفد الفرنسي بدا مسلّماً بأن المرحلة السابقة قد طُويت، وبأن المرحلة المقبلة لن يكون فيها فرنجية مطروحاً فرنسياً، بعدما لمس حجم المعارضة له.

بدورها رأت صحيفة الجمهورية أن الموفد الرئاسي الفرنسي وفي ضوء استطلاعاته، وجد نفسه محاصراً بِكمّ هائل من التفسيرات للأسئلة التي يطرحها، والتي على أساس الاجوبة التي تلقّاها عليها سيَصوغ تقريره الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ليبني على الشيء مقتضاه لجهة ما يمكن ان تتخذه فرنسا من خطوات، بالتعاون مع السعودية وبقية دول مجموعة الخمسة العربية والدولية، تساعد على حل الازمة اللبنانية بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية وتكوين سلطة جديدة تتولى ورشة الانقاذ.

بالفرنسية استطلاع، وبلغة السياسة اللبنانية رسائل وإشارات... هكذا أراد كل فريق تفسير مواقف الموفد الفرنسي جان ايف لودريان على رغم من انتقائه الكلمات استِشعاراً منه بدقة وحساسية المرحلة وحساسيتها. لكن مصدرا سياسيا رفيعا اطلع على أجواء غالبية اللقاءات واستطلع فحواها أكد لـ«الجمهورية» ان هذا الديبلوماسي الفرنسي المحنّك والعتيق كان سائلاً اكثر منه مُجيباً ومُطلِقاً مواقف.

واشار الى ان لودريان لم يحمل معه فكرة او طروحات انما كان واقعيا فتحدث اكثر عن البرامج والمواصفات متجنّباً الانحياز الى الاسماء، فالدولة التي تصنّف نفسها حالياً «ام الصبي» في الاستحقاق الرئاسي والتي تقود تفويضاً ظلها في مساعدة المسؤولين في لبنان على انجاز الاستحقاق لا تخوض حربا كونية و«تنفخ على اللبن لأن الحليب كاويها»، فرئيسها ايمانويل ماكرون بنفسه زار لبنان عام 2020 مرتين ولم يستطع التوصّل الى تشكيل حكومة، فكيف سيتمكن الان من انتخاب رئيس؟

من هنا يقول المصدر ان نصيحة المبعوث الفرنسي للجميع عموما كانت التفكير بعقل وللمسيحيين خصوصا بعدم الذهاب برئيس تحد والاتفاق مع الثنائي الشيعي وليضعوا الشروط والضمانات التي يريدون، خصوصاً ان الاصطفاف المسيحي الذي تجلى في جلسة ١٤ حزيران لم يصل الى نتيجة، بل على العكس كرَّس الشرخ. ولذلك لا تستطيع فرنسا ان تتبنى هذا الاصطفاف، و في كل الحالات سيرفع لودريان تقريره الى الاليزيه ويعود في تموز لاستكمال البحث.