بين الجلسة 12 وزيارة لودريان: لا رئيس للجمهورية قريباً

بين الجلسة 12 وزيارة لودريان: لا رئيس للجمهورية قريباً
الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

منذ الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، التي عقدت في الأسبوع الماضي، كان من الواضح أنّ غالبيّة القوى السياسية دخلت مرحلة إنتظار ما يحمله في جعبته المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، بعد أن كانت باريس قد جمعت قمّة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

العالم لبنان

القمة انعقدت قبل ساعات من وصول لودريان إلى بيروت، وبذلك لم تكن غالبية القوى المحلية على علم مسبق بما سيقدّمه لودريان خلال لقاءاته معها، بالرغم من أن المعلومات كانت قد تحدثت عن جدول أعمال موسّع، إلا أنّ الرجل أكّد، في اليوم الثاني من زيارته، أنّ الهدف منها إستطلاع الوضع، ما يعني أن ليس لديه من مبادرة يقدمها.

بالنسبة إلى مصادر سيّاسية متابعة، كلام المبعوث الرئاسي الفرنسي يعني أن لا حلول منجزة، حيث المرجح أنه سيعمل على جمع المعطيات لوضعها أمام ماكرون، وهي من المؤكّد ستكون مدار بحث مع الأفرقاء الدوليين والإقليميين المؤثّرين في الملفّ اللبناني، ما يعني أن رحلة البحث عن الحلول الممكنة ستنطلق بعد ذلك، لكن هذا لا يلغي معادلة أنها ستستمر في مواجهة العديد من الصعوبات.

في هذا السياق، تستغرب هذه المصادر أن تبادر باريس إلى إرسال لودريان في زيارة إستطلاعيّة فقط، بالرغم من أنّها كانت حاضرة في تفاصيل الملفّ الرئاسي منذ اللحظة الأولى لدخول البلاد الشغور بعد إنتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، وبالتالي كان من المفترض أن تكون لديها كامل المعطيات اللازمة، لا سيما أنها كانت قد استقبلت، في الأشهر الماضية، العديد من الشخصيات المحلّية المؤثرة.

من وجهة نظر المصادر نفسها،يقول الكاتب اللبناني ماهر الخطيب ان هذا الواقع يعكس حالة التخبّط التي يمر بها الجانب الفرنسي في التعامل مع الملفّ اللبناني، خصوصاً أنه سبق له أن قدم أكثر من مبادرة لم يكتب لها النجاح في السنوات الماضية، وبالتالي هو لا يريد تكرار هذا الأمر لا سيّما بعد الإنتقادات التي كان قد تعرض لها، في الفترة الماضية، على خلفيّة مبادرة المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة.

في قراءة مصادر نيابية متابعة لمسار الإستحقاق الرئاسي، كل ما يحصل منذ جلسة إنتخاب الرئيس الماضية يتّجه لاستبعاد انتاج رئيس للجمهورية في وقت قريب، الأمر الذي تأكد من خلال المضمون الرئيسي لزيارة الموفد الفرنسي، مع العلم أن الإشارة الأهم كانت في ما ورد ضمن تقرير لصحيفة "لوموند"، قبل ساعات من وصوله، لناحية الحديث عن أن السعودية لا تزال تظهر موقفاً متجاهلاً.

وتلفت هذه المصادر إلى أن البلاد دخلت، منذ الأسبوع الماضي، مرحلة جديدة عنوانها التوازنات التي أفرزتها جلسة الإنتخاب، حيث تأكد عدم قدرة أي فريق على إيصال مرشحه دون الآخرين، ما كان قد دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى إطلاق دعوة جديدة للحوار، من دون أن تتمّ ترجمة ذلك من الناحية العملية، خصوصاً أنّ باقي القوى تتعامل معه كفريق في اللعبة لا وسيط.في المحصّلة.

ترى المصادر نفسها أنّ هذا الواقع لا يعني أن البلاد ستكون متروكة، لكن الحلول الممكنة تحتاج إلى المزيد من الوقت، ما يؤشّر الى معادلة تعقيد الملف بعد جلسة الإنتخاب الماضية، أما بالنسبة إلى المدى الذي قد يتطلبه ذلك، فتدعو إلى التوقف عند كلام قائد الجيش العماد جوزاف عون عن ضرورة تعيين أعضاء المجلس العسكري، بسبب عدم قدرة أحد على إستلام الجيش إلا رئيس الأركان الذي ينوب عن قائده.

مراسل العالم