ما الذي تبحث عنه واشنطن في تل أبيب؟

ما الذي تبحث عنه واشنطن في تل أبيب؟
الجمعة ١٥ ديسمبر ٢٠٢٣ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

بحث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان -خلال زيارته لفلسطين المحتلة مدة الحرب على غزة، وسط تقارير أفادت بأنه طالب بإنهاء المرحلة المكثفة منها خلال أسابيع لا أشهر، بينما أشارت شبكة "سي إن إن" إلى توترات "غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ورئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو.

العالم - فلسطين

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده تريد من تل أبيب الانتقال من المرحلة المكثفة الحالية إلى مرحلة أقل حدة في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن سوليفان طلب من "الإسرائيليين" أن يكونوا أكثر دقة في عملياتهم العسكرية من أجل ما يسميه "تجنيب المدنيين تبعات الحرب" حسب قوله.

وجدد المتحدث التأكيد على أن واشنطن لا تؤيد وقف إطلاق النار بشكل مستدام ولكنها تريد مزيدا من الهدن الإنسانية لإدخال المساعدات إلى غزة وإنقاذ الرهائن، وفق تعبيره.

وادعى كيربي أن الرئيس الاميركي جو بايدن لا يزال يؤمن بما يسمى "حل الدولتين"، لكنه أضاف أن الأمر صار بعيد المنال في ضوء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في إشارة إلى عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ردا على جرائم كيان الاحتلال.

وفي تصريحات أخرى أدلى بها في وقت سابق قال كيربي إن واشنطن لا تملي شروطا على إسرائيل بشأن مدة الحرب لكنها تريدها أن تنهيها في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تحقيق هدنة قصيرة في غزة لأن هناك مخاوف من الهدن الطويلة باعتبارها في صالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ70 حربه المدمرة على غزة، التي خلفت حتى مساء الخميس 18 ألفا و787 شهيدا، و50 ألفا و897 جريحا وفقا لوزارة الصحة في القطاع المحاصر.

رؤية بايدن وسوليفان

غير أن موقع "أكسيوس" نقل عن مسؤولين أميركي وإسرائيلي قولهما إن سوليفان أبلغ نتنياهو وأعضاء مجلس وزراء الحرب أن عليهم الانتقال إلى المرحلة التالية الأقل حدة في غضون أسابيع لا أشهر.

وقال المسؤول في كيان الاحتلال لأكسيوس إن سوليفان لم يضغط من أجل إنهاء القتال لكنه أعرب عن "قلقه" بشأن نزوح الفلسطينيين في غزة والخسائر في صفوف المدنيين.

وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أن إدارة بايدن تتفهم أن جهود إسرائيل لملاحقة قادة حماس ستستمر عدة أشهر، لكن الرئيس يريد إنهاء الحملة الإسرائيلية الواسعة في غضون 3 أسابيع.

ومن جهتها، قالت الخارجية الأميركية إن "الأمر متروك للإسرائيليين بشأن المدة التي ستستغرقها العملية العسكرية" لكنها أضافت أن المسؤولين الأميركيين منخرطون في محادثات مع نظرائهم الإسرائيليين بهذا الشأن، وأن واشنطن لا تريد أن يستمر الصراع أكثر من اللازم، وفقا للوزارة.

وفي غضون ذلك، تناقلت وسائل الإعلام الأميركية تقارير عن المخاطر التي قد تجرها الحرب على صورة الولايات المتحدة وقيادتها على المستوى العالمي بالإضافة إلى التبعات المحتملة على الرئيس بايدن نفسه.

وتحدثت شبكة "سي إن إن" عن "توترات غير مسبوقة" بين البيت الأبيض ونتنياهو، وسط شعور بايدن بالثمن السياسي لوقوفه إلى جانب "إسرائيل"، وفقا لهذه الشبكة الأميركية.

وأضافت أن رحلة سوليفان إلى تل أبيب مؤشر على أن تل أبيب لم تأخذ في الاعتبار تحذيرات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن حماية المدنيين.