نتنياهو وغزة.. أهداف تتحقق بالإبادة الجماعية

الأربعاء ٣١ يناير ٢٠٢٤ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

قرار من القضاء الدولي لمنع الإبادة الجماعية في غزة. وهجوم مضاد من الاحتلال لإفراغ القرار من مضمونه. كل ذلك تمهيدا لتنفيذ مشروع بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، القاضي نهاية الأمر بتنفيذ الإبادة بحق الفلسطينيين.

العالم - ثينك ثانك

رغم أنه قرار غير مسبوق من محكمة العدل الدولية يطالب بمنع ارتكاب إبادة جماعية في غزة، إلا أن حيثياته تبقي مساحة يستفيد منها الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة حربه.. وجرائمه في القطاع دون قلق من محاسبة حقيقية.

وغياب المحاسبة انعكس جرأة تمثلت في المؤتمر الذي حمل صفة الرسمية من خلال مشاركة وزراء في حكومة نتنياهو، ودعا إلى احتلال القطاع، وتهجير الفلسطينيين، والشروع بالاستيطان هناك..وهو ما بدأ فعلا عبر قطع التمويل عن وكالة الأونروا.

كل ذلك يحصل بسلاح الغذاء، وتحت عنوان الهجرة الطوعية.. لكن لا يمكن وضعه خارج إطار الإبادة الجماعية، وإن بشكل مختلف. إبادة تنقذ نتنياهو حتى لو على حساب علاقته مع حليفه الأميركي.

لكن ماذا عن الانقسام الداخلي الذي يهدد نتنياهو وحياته السياسية؟ وماذا لو انقلبت الطاولة على حكومة اليمين بمبادرة من واشنطن التي تبدو الأكثر إحراجا بسبب عبثيات نتنياهو وحكومته؟

ما بين قرار محكمة العدل الدولية والإبادة الجماعية في غزة، تحرك إسرائيلي لتنفيذ المشروع اليميني، عبر وكالة الأونروا.
هذا ما أشارت إليه مقالة ذا إنترسبت للصحافي راي غرم بعنوان.. بقطعها تمويل الأونروا، أميركا تقرب إسرائيل من هدفها..

تقول ذا إنترسبت.. أحد القرارات الأساسية الصادرة عن محكمة العدل الدولية يتعلق بالمساعدات الإنسانية، ووقف عرقلة تدفقها. وبدلا من ذلك، شنت إسرائيل هجومها الدبلوماسي على الأونروا، وسمحت للمحتجين الإسرائيليين بمنع دخول المساعدات. ونتحدث هنا عن أهم وكالة إغاثة يتجمع فيها حوالي مليون نازح

غريم يضيف.. إذا قرأت وسائل الإعلام الغربية، فستجد هذا الموقف البسيط: وكالة الإغاثة وظفت إرهابيين، لذا عليها أن ترحل.. عدم حصول موظفي الأونروا المئة واثنين وخمسين الذين قتلوا في الحرب على يد "إسرائيل" على أي اهتمام في هذه الدورة الإخبارية، يرمز تماما إلى عدم التماثل في السرد

لكن الأونروا لم تكن هدفا إسرائيليا عشوائيا. فالمنطق الأقل شعبية هو أكثر وضوحا: "إسرائيل" لا تريد أن يعتبر الفلسطينيون لاجئين بموجب القانون الدولي، لأن هذا يعني ضمنا الحق في الأراضي المحتلة التي لا تريد "إسرائيل" أن تعتبرها كذلك. القادة الإسرائيليون واضحون تماما في أنهم يعتزمون الضم

(المركز الثاني)
الإبادة جماعية قد لا تقتصر على غزة.. نعم.. هذا ما نقرأه في مقالة ميدل إيست مونيتور بعنوان.. ما هو هدف نتنياهو النهائي في "الشرق الأوسط"؟

تريد حكومة الاحتلال في "إسرائيل" جر إيران إلى حرب كبرى. ولكن لماذا قد تقوم "إسرائيل" بالتصعيد ضد أقوى أعدائها الإقليميين إذا لم تكن قادرة على التغلب على أعدائها الأصغر؟ الإجابة المختصرة هي أنه من خلال إشراك إيران بشكل مباشر، من شأن ذلك إرغام الولايات المتحدة على خوض حرب إقليمية كبرى.

بالنسبة لبنيامين نتنياهو، فإن حربا أميركية إيرانية هي بمثابة شريان حياة لسياسي يائس يدرك بشكل كامل أن عدم تحقيق النصر في غزة يعني هزيمة الجيش الإسرائيلي. مثل هذه الهزيمة هي أيضا نهاية لأسطورة أن "إسرائيل: وواشنطن قادرتان على فرض إرادتهما السياسية على المنطقة.

لا يرتبط الخلاف بين بايدن ونتنياهو بأي اعتراض أخلاقي أميركي على الإبادة الجماعية في غزة، ولكن بمخاوف من أن تؤدي حرب أخرى في المنطقة إلى التعجيل بانهيار القوة الأميركية في الدول الغنية بالطاقة. نتنياهو يجب ضبطه. وإذا لم يحصل ذلك، فإن الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة ستصبح عمليات إبادة جماعية في مختلف أنحاء المنطقة.

حول الإبادة الجماعية والمشروع الإسرائيلي في غزة بعض التعليقات على منصة إكس..

الكاتب السياسي "اسحق برنشتاين" علق هنا. مرة أخرى، تجد حكومة نتنياهو طريقة لاستغلال هذا الصراع لتحقيق أهداف طويلة المدى. وبغض النظر عن صحة الادعاءات بتورط شركاء محددين في الأونروا، فإن تجميد التمويل لن يؤدي إلا إلى زيادة بؤس غزة.

"كايتي" كتبت تعليقا وفيه. حقيقة أن هؤلاء القادة الإسرائيليين يحتفلون علنا بتدمير غزة، ويخططون علنا للاستيطان في فلسطين على حساب حياة الفلسطينيين. هذا أمر يتجاوز الشر. "إسرائيل" تشكل خطرا لا يمكننا تجاهله. سمهم ينتشر بسرعة في الولايات المتحدة.

الناشط السياسي "جيري غود" أشار إلى تواطؤ الإدارة الأميركية في الإبادة الجماعية. تواصل الولايات المتحدة تمويل الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" ضد الشعب الفلسطيني. لنكن واضحين: حكومة نتنياهو اليمينية تقوم بتجويع غزة وتنفذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، والولايات المتحدة متواطئة في هذا الكابوس.