ثينك تانك..

الذكاء الإصطناعي والحرب.. واقع جديد بدون ضوابط

الأربعاء ١٠ أبريل ٢٠٢٤ - ٠٤:٢٠ بتوقيت غرينتش

الذكاء الاصطناعي.. عامل جديد أكثر فتكا، يضاف إلى أهوال الحروب، ويعطيها بعدا يتجاوز الروادع الاخلاقية والضوابط الإنسانية والقانونية.

العالم _ ثينك تانك

من ميدان غزة، خرجت علامات واقع جديد بدأت تشهده الحروب، مع استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في قصفه للقطاع. والنتيجة.. إزهاق المزيد من الأرواح، وتدمير أكبر وأوسع دون تمييز بين مناطق مدنية أو عسكرية.

الإشارات الأولى لما تشهده غزة، ظهرت في أوكرانيا، حيث المختبر الدولي لفعالية الذكاء الاصطناعي كسلاح يمنح الصناعات العسكرية والأداء العسكري في الميدان دفعة هائلة بشقين، تكنولوجي يسابق الوقت، وإنساني متأخر كثيرا مقارنة بالشق الأول.

وإذا كانت الأمم المتحدة قد رفعت الصوت في مواجهة الخطر المحدق بالضوابط الإنسانية، فإن المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية للدول المتمكنة من هذه التكنولوجيا، تعرقل وضع ضوابط فعالة لسلاح الذكاء الاصطناعي

فمن يحاسب الكيان الإسرائيلي على استخدام الذكاء الاصطناعي المتفلت من أية ضوابط في عدوانه المتفلت من أية روادع قانونية وإنسانية؟ وما هو شكل مستقبل الحروب في ظل هذا الواقع؟

سؤال مهم ومحوري طرحته مقالة ' بولتن أوف ذا أتومك ساينتست' بعنوان.. هل يمكن ترويض التقنيات العسكرية المتقدمة قبل فوات الأوان؟

نقرأ في بداية المقالة.. كما أظهرت حرب أوكرانيا والأعمال العدائية في غزة، فمن دون إطار مشترك وقيود متفق عليها، تخاطر الدول بالسباق نحو القاع، فتنشر أنظمة أكثر تدميرا مع قيود ضئيلة. وصفت الحرب في أوكرانيا بأنها 'مختبر فائق للاختراع' أعطى فرصة اختبار أدوات جديدة مباشرة في المعركة.

بالمثل، يعمل الذكاء الاصطناعي العسكري على تشكيل الحرب في غزة. يستخدم الجيش الإسرائيلي منصة استهداف تعمل بالذكاء الاصطناعي، تلعب دورا مركزيا في الغزو المستمر. وفي حين تقدم قدرات عسكرية بالغة الأهمية، فإن الخسائر في صفوف المدنيين مثيرة للقلق.

هناك أيضا خطر أن يؤدي اعتماد 'إسرائيل' على استهداف الذكاء الاصطناعي إلى 'التحيز الآلي'، حيث يميل المشغلون البشريون إلى قبول التوصيات التي تولدها الآلة في الظروف التي كان البشر ليتوصلوا في ظلها إلى استنتاجات مختلفة.

في الجزء الثاني من مقالة 'بولتن أوف ذا أتومك ساينتست' بعنوان.. هل يمكن ترويض التقنيات العسكرية المتقدمة قبل فوات الأوان؟

نستكمل قراءة العوامل المحيطة بسلاح الذكاء الاصنطاعي في الحروب.

تتسابق الجيوش المتنافسة لنشر الأدوات الآلية، رغم عدم الإجماع حول الحدود الأخلاقية لنشر التقنيات غير المختبرة في ساحة المعركة.. هذا يثير القلق في ضوء أسئلة عديدة لم يتم حلها بعد: ما هي القواعد بالضبط عندما يتعلق الأمر باستخدام مسيرات قاتلة في المناطق المأهولة بالسكان؟ ما هي الضمانات المطلوبة ومن المسؤول إذا تعرض المدنيون للأذى؟

مع اقتناع المزيد من الدول بأن أسلحة الذكاء الاصطناعي تحمل المفتاح لمستقبل الحرب، سيتم ضخ الموارد لتطوير هذه التقنيات. في حين أنه قد يكون من غير العملي تقييد الأدوات التي تدعم الذكاء الاصطناعي، إلا أن هذا لا يعني أن الدول لا تستطيع اتخاذ المزيد من المبادرات لتحديد كيفية استخدامها

ينبغي للدول أن تتفق على وضع أرضية للسلوك فيما يتعلق بكيفية استخدام الجيوش للتكنولوجيات الناشئة في الحرب. (لكن في هذا السياق) هناك صفة الغرب المتوحش في كيفية نشر الدول للتكنولوجيات الجديدة لتعزيز مصالحها الأمنية الخاصة.

في قراءة للتعليقات حول هذا المووضع نبدأ مع هذا التعليق من "روان سوباسينغ" وفيه. نحن نركز على تنظيم الذكاء الاصطناعي والإدارة الخوارزمية كأولوية. ولكن دعونا نتأكد أيضا من أن نحظر الذكاء الاصطناعي العسكري تماما. كيف يمكن لدولة أن تقول إنها تمتثل للقانون الإنساني الدولي إذا كانت تستخدم أنظمة الأسلحة القائمة على الذكاء الاصطناعي؟

"تريف لويس"كتب أيضا.. السباق على الذكاء الاصطناعي على أشده. إن تطوير الأسلحة الآلية واختبارها على المدنيين بما يتعارض مع القانون الدولي والإنساني يجب أن يكون بمثابة إشارة حمراء لمن يتسابقون.

التعليق الأخير من ستيفان هيبلر ونقرأ فيه.. الذي كتب. يجب حظر أسلحة الذكاء الاصطناعي: لقد جعلت 'إسرائيل' من غزة مختبرا كبيرا لتطوير أسلحة آلية لصنع القرار.

إذن، حول الذكاء الاصطناعي كعامل جديد في الحروب، وسلاح يخرج الضوابط والقوانين الإنسانية عن الخدمة.

ضيف البرنامج:

- اورنيلا سكر مديرة موقع اجيال من بيروت

التفاصيل في الفيديو المرفق