حكاية ثورة..

وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامية

الخميس ٠٦ فبراير ٢٠٢٥
٠٢:٣٩ بتوقيت غرينتش
اكد وزير الدفاع الأسبق حسين دهقان، انه لو لا قيادة الامام الخميني واسلوبه ونهجه في القيادة الذي كان يركز على حضور الشعب في الميدان، ورفع مستوى الوعي حول فلسفة هذا النظام وهذه الثورة، لما تحقق هذا الانتصار والنجاح الباهر للثورة الاسلامية.

العالم - حكاية ثورة

وفي بداية حديثه لبرنامج "حكاية ثورة" قدم وزير الدفاع الاسبق التهاني والتبريكات بمناسبة عشرة الفجر وذكرى انتصار الثورة الاسلامية، وحيا الروح الملكوتية للامام الخميني رضوان الله عليه وكل من قدم في سبيل الثورة وعانوا من المشاكل من نفي وتعذيب وسجن والذين نالوا شرف الشهادة، فلولا كل ذلك لما شهدنا انتصار الثورة الاسلامية. لأن نظام الشاه كان يعتمد على مجموعة من القدرات والامكانيات العسكرية والامنية، وكانوا قد اوجدوا تلك الامكانيات بشكل يمكن في أي مرحلة أن تواجه أية تهديد لأساس النظام الملكي. وقد تمكنت الثورة بقيادة الامام من ان تمنع استخدام كل تلك الامكانيات والقدرات في مواجهة الثورة ونضال الشعب، بل أن تقف الى جانب الشعب ونضاله وتؤدي الى سقوط نظام الشاه بكل تلك السهولة. ولو لا قيادة الامام واسلوبه ونهجه في القيادة الذي كان يركز على حضور الشعب في الميدان، ورفع مستوى الوعي حول فلسفة هذا النظام وهذه الثورة، لما تحقق هذا الانتصار والنجاح الباهر للثورة الاسلامية. فكان الشاه يمثل نظام السلطة في المنطقة، بمعنى انه كان حارس المصالح الامركية في المنطقة، وكان من اشد الداعمين لـ"اسرائيل" في المنطقة ايضا.

استراتيجية الولايات المتحدة

واضاف دهقان ان لقب شرطي المنطقة الذي يطلق عليه كان بسبب قوله ان اميركا لا تحتاج الى الحضور في المنطقة من أجل حفظ مصالحها وأنا سأقوم بهذه المهمة، بتعبير آخر كان الشاه يريد تولي مهمة نقل وضمان سلامة امدادات الطاقة من المنطقة الى الدول الصناعية، وكان الغرب بعد الحرب العالمية يبحث عن ضمان سلامة امدادات الطاقة وبسط سلطته على المنطقة.

واشار الى ان استراتيجية الولايات المتحدة كانت تعتمد على ركيزتين، في مجال الامن والدفاع على ايران، وفي الجانب الاقتصادي على السعودية، فهذان النظامان كانا يضمنان مصالح الولايات المتحدة ويحفظانها، وكانت ايران تبحث عن ان تكون لها اليد العليا في مواجهة النظام العراقي آنذاك، ولم تكن له هناك مشكلة مع السعودية لانهما كانا تابعين لمنظومة واحدة، فكلاهما كانا عضوين في النيتو وكانت لهما علاقة وثيقة ومباشرة مع الولايات المتحدة التي كانت تتمتع بنفوذ واسع فيهما. ومن جهة اخرى فإن تركيا ايضا كانت عضوا في النيتو، لكن النظام الذي كان الشاه يرى نفسه في مواجهة معه وكان يسعى ان يكون صاحب اليد العليا معه خاصة من الناحية العسكرية هو النظام العراقي، لذلك التفوق الذي سعى اليه كان على صعيد التهديدات التي كان يواجهها في المنطقة، والحصول على التفويض الكامل من الولايات المتحدة والدول الغربية من خلال طمأنتهم وضمان مصالحهم وخاصة امدادات الطاقة من المنطقة، يكفي ان يثقوا به ويزودوه بالامكانيات وبذلك حصل على لقب شرطي المنطقة.

وبين ان الجيش الشاهنشاهي كان من الناحية التسليحية والتكنولوجية والادارة والمعرفة، مستندا الى النظام الغربي وبالتالي فان تجهيزه كان كذلك، ومنذ فترة كان الشاه قلقا من هذا الامر، وان هذه الاتكالية الكاملة على الغرب ليس معلوما ان تأتي دائما بنتائج ايجابية له، ولذلك قام بشراء بعض المعدات العسكرية من الروس من دبابات ومدرعات ما الى ذلك، كما انه اقدم على شراء بعض المعدات الاخرى من دول اخرى حتى لا يكون تجهيزه اميركيا فقط، لكن هذا ليس كل الرواية، ففي مجال الامن والدفاع والعسكرتارية، التسلح والمعدات هو جزء من امر الدفاع، فهناك الاستراتيجيات وخطوط السير والتدريبات والمراسيم هي التي تحدد طريقة استخدام الادوات، وكان اكثر تبعية في هذا الجانب من الجوانب الاخرى، من جانب آخر كان المستشارون الاميركيون حاضرين ومتغلغلين على كافة المستويات الفنية والادارية في منظومتنا الدفاعية.

شاهد ايضا.. حكاية ثورة..مستشار قائد الثورة يكشف عن شروط إيران للحوار مع أمريكا

التحديات بعد انتصار الثورة الاسلامية

كان من الطبيعي ان يغادروا بعد انتصار الثورة، وبالتالي نحن واجهنا تحديات على مستوى التشغيل والصيانة، وكان المستشارون والخبراء الاميركيون يقومون بهذه المهام بأنفسهم ولا يسمحون للعاملين الايرانيين بالتعرف على أسرار عملهم. مثلا فيما يتعلق بأسطولنا الجوي لو تعطلت اي قطعة منها فانها كانت تحمل بالكامل الى الخارج وهناك يتم اصلاحها ومن ثم تعاد الى البلاد، اذا ايدينا كانت خالية بشكل او بآخر في مجال التشغيل وايضا في مجال الصيانة، المستشارون غادروا ونحن بالطبع كنا نواجه مشاكل، لكن هؤلاء تصوروا انه بمغادرتهم لم يتمكن الجيش من الوقوف على قدميه، وهذه الحاجة كانت ماسة اكثر من غيرها في القوة الجوية، ولذلك انطلقت حركة جهاد الاكتفاء الذاتي في القوة الجوية بهدف ملئ الفراغ الناجم عن رحيل الاميركان، وهنا النظام ربما لم يجد البديل عن ذلك بالمستوى المعرفي والتكنولوجي المطلوب، ولكننا كنا بحاجة الي تشغيل منظوماتنا، وفكرنا في ايجاد بدائل، وهكذا تمكنا من ملء الفراغ في مجال الكوادر البشرية، فمهندسونا وطيارونا والمنظومة العلمية والجامعات في البلاد كل ذلك اصبح في خدمة تحقيق هذا الهدف، حتى نسد هذا الفراغ والنقص، وتمكنا بذلك من الحفاظ على تلك المنظومات.

واشار الى انه كان هناك تصور في العالم وخاصة في الولايات المتحدة وكذلك لدى صدام بأن الجيش يعاني الان من حالة انهيار وفوضى ولا يتسم بالانسجام والوحدة ولا يمكنه مواجهة جيش آخر نظم صفوفه لمواجهته، فعندما نقوم بتحديد تهديد موجه لنا، نقوم بتحديد آليات التهديد ايضا، بأي أدوات، ومن اية حدود وكيف يمكن ان يدخل الى بلادنا، اذن ترتيب صفوف جيشنا كان بناء على احتمالات حركة الجيش العراقي باتجاه حدودنا، وصدام كان يتصور أن جيشنا فقد قيادته، والجيش كان يواجه مشاكل وتشتتا في صفوفه، وبالطبع الامام الخميني وقف ضد ذلك بقوة، وسلم امر الجيش الى الشعب، والكل بذلوا جهودهم، ومنعوا انهيار الجيش من الداخل ولم يحصل ذلك وبقي الجيش محافظا على قوامه.

واضاف ان الاميركان لم يكونوا يعرفون اوضاعنا، وصدام اعتبرها فرصة مناسبة، الجيش كان في حالة ضعف، والامكانيات والاسلحة غير قابلة للاستخدام، والقادة العسكريون غير موجودين، اذا هذه هي الفرصة لتحقيق كل ما كان يصبو اليه خلال الفترة الماضية. اميركا كانت لا تريد ان يستقر نظامنا، وصدام كان يريد ان يحقق كل اهدافه خلال الفترة الانتقالية، والعالم كله يدعمه، لذلك يمكنه ان يتذرع بقضية اروند رود وشط العرب ويعوض بذلك عقدة الاحتقار التاريخية لديه، كما انه يستطيع عبر الدول الغربية ان يلحق الضرر بنظامنا السياسي، وهكذا اندلعت الحرب. هنا اذا سألنا اين استعاد جيشنا وقواتنا المسلحة قوامها وتطور واصبح جيش الجمهورية الاسلامية بالمستوى الذي هو عليه اليوم، فيجب أن نقول ان ذلك حصل في فترة الحرب، فخلال تلك الفترة كنا نسعى الى الاكتفاء الذات بحيث تبقى ماكنتنا الحربية فاعلة ونشطة.

شاهد ايضا.. إيران تدشن أكبر إنجاز بحري عسكري على الإطلاق + فيديو

الادارة الجهادية

وردا على مزاعم حصول ايران على اسلحة من الكيان الصهيوني بشكل غير مباشر، قال دهقان ان هذه تهمة يوجهونها لنا، وهذا يستدعي ان تكون "اسرائيل" حريصة على عدم تفوق الجيش العراقي علينا ومنع تضررنا، وهذه فرضية خاطئة، هذا ما يروجه الاسرائيليون، ليظهروا بشكل او بآخر ان ايران تابعة لـ"اسرائيل" أو ان "اسرائيل" تقف في ظهر ايران، لماذا، لأن الثورة الاسلامية رفعت قضية تحرير القدس كشعار أساسي لها، واحياء القضية الفلسطينية، وان "اسرائيل" كيان غير مشروع في هذه المنطقة، اذن "اسرائيل" ترغب في ان يتم اتهام ايران بانها مدعومة من "اسرائيل"، وهذا ما يؤثر على سمعة ايران خاصة في العالم العربي، لجهة ان ايران المدعومة من "اسرائيل" كيف يمكن ان تكون ضد "اسرائيل"، ولا يمكنها بالتالي رفع علم مقارعة "اسرائيل"، خلاصة القول ان هذه الفرضية خاطئة تماما، وهي من فبركات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مواجهة الثورة الاسلامية.

واضاف ان الامر الاخر هو ان ما ذكرته امر طبيعي، فنحن لدينا اسلحة اميركية وبأي طريقة تتاح لنا ان نوفر قطعاتها والامكانيات اللازمة لها سنقوم بذلك، وبالطبع يمكن ان يتم ذلك باسعار اغلى، وصعوبة اكثر وتوقيت غير مناسب، هذا صحيح، فهذه طبيعة الحرب والمواجهة في الميدان، فعلى اي حال لا يمكن ان تبقى الجمهورية الاسلامية مكتوفة الايدي، فلدينا اسلحة ومعدات ولا يمكن دفنها، بل يجب الاستفادة منها وتشغيلها، لذلك منذ بداية الحرب بذلت كل الجهود والمساعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستفادة من الامكانيات العلمية والصناعية في البلاد، وبالهمة الجهادية التي تطرح كثيرا من قبل سماحة القائد بعنوان الادارة الجهادية، وتعني ان تحقق افضل النتائج بأقل الامكانيات والكلفة، ويجب ان تكون مؤمنا بما تفعل. وبذلك عملنا بشكل لم تخرج المعدات الاميركية من دائرة التشغيل والعمل حتى نهاية الحرب، ربما ليس بنسبة مئة بالمئة، ولكن غالبيتها كانت فاعلة بفضل الادارة الجهادية وحركة الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الامكانيات العلمية والتقنية المتاحة في البلاد، وما كان يمكن توفيره من الخارج ايضا، حتى تبقى منظوماتنا فاعلة.

وشدد على انه يمكن ان اقول اننا ملكنا ناصية التكنولوجيا على مستوى هذه الامكانيات والادوات، لكن ربما نُسأل ماذا عن المستويات الاخرى، نحن نقوم برصد التطورات على المستوى الدفاعي والمنظومات الدفاعية، وبالتالي فانت مضطر لأن ترفع مستواك الى مستوى التهديدات والتحديات، واذا تمكنت من التفوق عليها فانك ستخلق معادلة ردع، واذا بلغت مستواها، فستكون موازنة قوى، ومستوى علماءنا وصناعتنا والتكنولوجيا في البلاد اليوم هي بمستوى يمكننا من خلالها ان نطور ونحدث امكانياتنا لنكون قادرين على مواجهة التهديدات الموازية لنا، وهذه الامكانية موجودة اليوم في بلادنا، فمثلا على صعيد طائرات اف-14، هناك خصوصيتان بارزتان فيها، وكما تعلمون فان الولايات المتحدة لم تزود اي بلد سوانا بهذا النوع من الطائرات، كما انها تستخدمها هي نفسها في قواتها البحرية، وكانت في حينها سلاحا استراتيجيا، وتتميز الاف 14 بالرادار وومنظومة فونكس، وبدونهما تفقد كل ميزاتها وتكون طائرة عادية، اليوم نحن تكمنا من تصنيع فونكس اقصد مثيلها بالاضافة الى رادار طائرة اف 14 محليا وبنفس المستوى، وهذا يعني اننا نستطيع الاستفادة من اف 14، وتبقى قضية الصيانة وما شاكل وفيها اوضاعنا جيدة ايضا.

اساس العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامية

فلسفة واساس العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامية تتمثل في الاية المباركة في سورة الانفال، "واعدوا لهم ما ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"، الله سبحانه يلفت في هذه الآية المجتمع الاسلامي الى ضرورة الاعداد والتجهيز والاستعداد بالاسلحة والمعدات التي تستطيعون بها ضمان امنكم، ليس فقط اليوم بل أمام كل التهديدات المستقبلية، فبناء على ذلك لا يمكن لنظام الجمهورية الاسلامية ان يعتمد في قضية الدفاع على عامل الزمن والاخرين، وهذا الاعداد يجب ان يكون من الداخل، بالشكل الذي تصفه الاية، ترهبون به عدو الله وعدوكم، وهذا ما يعبر عنه اليوم بالردع، اي يجب ان تكونوا اقوياء الى حد الا يطمع العدو فيكم ويجرؤ على الاعتداء عليكم، وان يعلم ان الاعتداء سيقابل برد يجعله نادما.

واضاف ان الامر الاخر الذي كان مطروحا دائما، هو العمق الدفاعي الاستراتيجي، بمعنى ان قواتنا المسلحة هي رأس المنظومة الدفاعية والضمان الحقيقي لهذه المنظومة هي القاعدة الاجتماعية التي تضمن الامن، سواء من جانب الوحدة والانسجام وايضا من جانب التسلح الاجتماعي. فعلى مدى فترة الحرب الشعب هو من حمل غالبية اعباءها، فابناء هذا الشعب تطوعوا لميادين القتال، ووفروا جانبا كبيرا من احتياجات الجبهات، ومن جانب آخر وقفوا بقوة في ظهر النظام، وتحملوا كل الصعاب، حتى يتمكن النظام من متابعة اهدافه، واليوم ما يطرح من حرب ناعمة هو فقط لايجاد هوة بين الشعب والنظام.

وتابع ان القضية الاخرى التي اشرتم اليها هي الامن الاقليمي والسيطرة الامنية من خارج الحدود، وهذا امر طبيعي، فكل الانظمة تحاول بسط دائرة نفوذها الامني ما استطاعت، لكن هل يجب يكون ذلك على شكل احتلال وتهديد الاخرين وفرض الاملاءات عليهم، لا، وانما تحمل المسؤولية في ذلك عبر الارضية والامكانيات والجغرافيا المحلية، فاليوم كل مكان في الدنيا يكون في موقف مواجهة نظام السلطة، ورفض الاستكبار ويريد حريته واستقلاله وحفظ هويته وسيادته الوطنية ومصالحه القومية، تلقائيا يجد نفسه في جبهتنا المشتركة، ولذلك فان هذا التناغم موجود، ولا حاجة للحضور او تنظيم المجموعات بالنيابة وما الى ذلك، هم بنفسهم حاضرون وفي هذا الطريق، الجمهورية الاسلامية تدعم كل مجموعة او تيارات او فئات تعمل على مواجهة نظام السلطة أو "اسرائيل"، والقاعدة تقول عدو عدوك صديقك، وصديق عدوك عدوك، فكل من هو صديق النظام الاسلامي وكل من يناضل في هذه الجبهة من الطبيعي ان يدعمه النظام الاسلامي، ولذلك فأن ما نقوله عن الامن من وراء الحدود ليس بالحضور الميداني لنا، ولا ارسال قوات مدربة ومنظمة، وانما هم مجموعات تربطنا بها هذه المسؤولية الالهية المقدسة، وهذا هو محمور المقاومة، مجموعات تقارع نظام السلطة وتناضل لتحقيق الاستقلال والهوية الوطنية والامن لنفسها.

وقال وزير الدفاع الاسبق ان العالم في مجال الامن والدفاع قام بتطوير ادبيات ويقوم بتحليل الظواهر المختلفة وفق تلك الاسس التي وضعها لنفسه، من وجهة نظرهم، لا يمكن ان تكون هناك قوة متعاونة معك الا ان تكون تابعة لك، يعني انك انت اوجدتها ونظمتها وجهزتها وتقودها، ومن هنا تأتي قضية مجموعات الحرب النيابية، وكانوا من قبل يطلقون عليها الطابور الخامس، والروس ينظرون لذلك بطريقتهم والولايات المتحدة بطريقتها، القوى التي لديها سيطرة ومصالح في اي مكان تحاول ان توجد قوة تحفظ لها مصالحها هناك، وبالطبع في فترة كانوا يعينون مباشرة عملاء لهم، ثم جاءت فترة الاستعمار الجديد وقالوا يجب ان نعين اشخاصا يرعون مصالحنا، اذن الغربيون ينظرون للأمر من منطلقهم الفكري والخلفية التي بنوها في اذهانهم وادبياتهم، لكن فيما يتعلق بايران، جرت عملية بيت المقدس وتم طرد الجيش العراقي من الاراضي الايرانية بشكل شبه كامل، وبالتزامن قامت "اسرائيل" بمهاجمة لبنان واحتلاله من الجنوب حتى بيروت وقاموا باخراج الفلسطينيين من لبنان بالكامل، وجنوب لبنان تقطنه غالبية شيعية، الجمهورية الاسلامية بعثت بقوات الى لبنان من اجل الدفاع عن الناس ومواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولكن لم تمكث القوات الايرانية هناك طويلا، وعادت بسرعة، وبقي عدد محدود منها لتدريب وتنظيم اللبنانيين ليدافعوا هم انفسهم عن ارضهم ويواجهوا الاحتلال. حزب الله ولد من رحم هذا التوجه، لبنانيون مدربون منظمون لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي. في عام الفين انسحبت "اسرائيل" من لبنان، لماذا؟، لانها لم تعد قادرة على البقاء هناك، ولم تعد قادرة على ضمان امنها هناك، فتركت لبنان، حزب الله حدد مهمة لنفسه وهي المقاومة اللبنانية.

حزب الله يمثل الشعب اللبناني

واوضح ان ذلك يعني ان حزب الله هو ممثل الشعب اللبناني بمعزل عن انتماءه الشيعي او السني او الدرزي او المسيحي، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، ولذلك خلال حرب 2006 وقف كل اللبنانيين دون استثناء خلف حزب الله، رغم كل القصف والخسائر التي لحقت حتى بالمناطق المسيحية.

واضاف ان هناك قاعدة تقول ان المنتصر في الحرب هو من يحقق أهدافه فيها، وان البادئ في الحرب اذا لم يتمكن من تحقيق اهدافه التي حددها من حربه فانه سيكون مهزوما فيها، في غزة ماذا ارادت "اسرائيل" من حربها، بعد السابع من اكتوبر، اولا ان تقضي على حماس نهائيا، ثانيا ان تهجر الفلسطينيين من غزة من الشمال الى الجنوب، وتدمير كل البنية التحتية في القطاع من اجل ان يجبر الناس على ترك القطاع، وكان هناك حديث من انهم اذا جاءوا بالناس الى رفح يمكن من هناك ان يبعثوهم على سيناء، ويخلوا القطاع نهائيا، ومن ثم تسلم السيطرة لحكومة مثل سلطة الحكم الذاتي، وثم تقوم بوصل اراضي غزة بالضفة، وكانت تحمل تصورا من انها من خلال القضاء على حماس والمجيئ بحكومة مثل السلطة الفلسطينية يمكن ان تحصل على ضمانات بأنها لن تواجه تهديدا في المستقبل من ناحية القطاع، وتطمئن انه لن يشكل خطرا عليها. ولم تبق جريمة لم ترتكبها ولا سلاح لم تستخدمه "اسرائيل" في القطاع، والعالم اتخذ جانب الصمت من جهة ومن جهة اخرى قدم الدعم، حتى الدول العربية لم تقدم احتجاجا، بتعبير آخر سُمح ل"اسرائيل" بأن تفعل ما تشاء للقضاء على المقاومة في الاراضي المحتلة وضمان امنها فيها، ولكن رغم كل الدمار والقتل والتشريد والابادة بقي الشعب على ارضه.

ندعم تسليح قطاع غزة والضفة الغربية لمواجهة "اسرائيل"

وقال انه نحن اعلنا بالتحديد اننا سندعم تسليح قطاع غزة والضفة الغربية لمواجهة "اسرائيل"، وقلنا بشكل رسمي اننا قمنا بذلك، وسنواصل ذلك. ولكن حفر شبكة الانفاق ليس من عملنا.وبين ان نحن نعمل فقط على ان تتمكن المقاومة من الحصول على الامكانيات والبنى التحتية اللازمة للتمكن من الدفاع عن نفسها ومواجهة الاحتلال، وهذا مبدأ اساسي واستراتيجي في سياستنا، ولكن الفلسطينيين هم من يحددون ماذا يفعلون وما يريدون، وهم يقررون بناء التنظيم الذي يريدون، والشبكة الانسانية والاتصالات وما الى ذلك، هم يقررن ذلك ويتخذون الخطوات اللازمة لتحقيقها، ومنذ ان سيطرت حماس على غزة وحتى السابع من اكتوبر استطاعت ان تفعل الكثير في اللقطاع، المهم اليوم هو ان"اسرائيل " االتي تدعي ان اجهزة استخباراتها قوية الى حد انها ترصد اي حركة صغيرة او كبيرة في أي مكان ومتابعتها وافشالها، كيف فشلت في رصد كل ما قامت به حماس، بناء 800 كيلومتر من الانفاق تحت الارض ليس بالامر الهين، المهم ان "اسرئيل" تكبدت في السابع من اكتوبر اكبر هزيمة امنية استراتيجية، وكل الجرائم التي ارتكبتها بعد ذلك هي للتعويض عن هذه الهزيمة.

المزيد بالفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران


سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة