ويعتبر مضيق هرمز نقطة استراتيجية مهمة والمدخل الأساسي للنفط المتجه للأسواق العالمية وممر لبضائع تتدفق عبره بقيمة مئات مليارات الدولارات سنويا.
فممرات إيران المائية ورقة قوة من أوراق القوة التي لم تخرجها ولم تستخدمها بقسوة بعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي حديث خاص مع قناة العالم الإخبارية أشار مستشار مركز الدرسات الاستراتيجية للشرق الأوسط في طهران ماشاءالله شمس الواعظين إلى المساحة الواسعة التي تشكلها حدود الممر المائي الإيراني مضيق هرمز حيث تبلغ 1800كيلومتر وهي مساحة واسعة تمنح إيران امتيازات استراتيجية جغرافية واقتصادية خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة العالمية.

واعتبر أن الموقع الاستراتيجي الحيوي الذي تمتاز به إيران يجعل الجهات الغربية بما فيها الولايات المتحدة أو أوروبا أن تضعها بعين الاعتبار في مفاوضاتها وعلاقاتها معها، ومن ذلك المنطلق يشكل نقطة قوة كبيرة لإيران.
وفي معرض حديثه عن مفهوم عسكرة المياه الدولية أكد شمس الواعظين أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي هما اللذان يقومان بعسكرة المياه الدولية في أنحاء العالم، مشيرا أن لكل دولة الحق في استخدام الممرات الدولية سلميا.
وكشف أن سبب اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية، القوة البحرية الايرانية عند خروجها من الممرات الدولية يرجع الى أن أمريكا تريد حصر استخدام الممرات المائية الدولية لأغراضها العسكرية البحتة وأهدافها بعيدة المدى، وذلك رغم كون هذه المياه دولية ولا تخضع لسيطرة أي دولة أو جهة.
واستطرد قائلا إن الولايات المتحدة كذلك تعارض حضور الصين في البحر الجنوبي.
وكذلك أشار شمس الواعظين الى أن بريطانيا تأتي في المرتبة الثانية بعد أمريكا التي تريد السيطرة على الممرات المائية الدولية والهيمنة عليها.
وفي جانب من كلامه أوضح شمس الواعظين أن إيران استخدمت من قدراتها في الحرب الأخيرة إطلاق صاروخ واحد فقط على جنوب فلسطين المحتلة، لكي تعطي إشارة أو رسالة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بأنهما إذا ما قاما بضرب إيران وقدراتها الدفاعية فإنها ستلجأ إلى القوة البحرية اللامتناهية لإيران فيما يتعلق باستمرارية القتال.
ولفت إلى أن: المهم أن إيران هي ما تقوم بصناعة هذه القدرات، وهذا يعني لن تصل إلى النقطة التي من الممكن أن تستسلم أو تحاصر فيها.
وبشأن استخدام ورقة غلق مضيق هرمز قال: أنا لا أعتقد أن إيران سوف تستخدمها في المدى المنظور والتحديات التي نرى حجمها في هذه المرحلة، وحتى في المرحلة المقبلة، لن تقدم إيران على استخدام هذه الورقة إلا إذا كان هناك تحديا يتجاوز كل الحدود ويصل إلى مثلا ضرب وجود إيران أو المحاولة لتقسيم إيران لسبعة دويلات.. وهذا ما تشير إليه إسرائيل علنيا من ضمن الأهداف.. أنه نحن دولة صغيرة إما أن نكبر نحن أو نصغر الباقيين أي الدول العظيمة والكبيرة في المنطقة.
ورداً على سؤال حول إغلاق إيران مضيق باب المندب عبر حركة أنصار الله بشكل غير مباشر قال شمس الواعظين: من الصعب قبول هذه النظرية، وهي فرضية خطيرة جدا.. لكن عندما نطرح فرضية أخرى تتعلق بحرب وجودية ستستخدم إيران كل أوراقها الضاغطة.. أنا على يقين في هذا المجال.. بشرط أن يكون هذا التحدي تحدي وجودي، وليس تحديا مثل ما رأيناه في الحرب الأخيرة.
وصرح أن: إسرائيل أصغر من أن تتحدى إيران في المجال العسكري، وهي ارادت أن تعي بإسرائيل قدراتها الصاروخية في خلق التوازن الاستراتيجي وفي إدخال الرعب.. لذلك أنا أسمي هذا التوازن توازن الرعب.
وأكد أن: إيران ليست بحاجة لتتعرض لهجوم إسرائيلي، لكن إذا تعرضت وإذا قامت إسرائيل باعتداء مرة أخرى على إيران وأن يكون هذا الاعتداء في إطار ما يسمى بتقسيم إيران ستكون الكارثة ويوم القيامة، وستفتح أبواب جهنم على إسرائيل.
وصرح شمس الواعظين قائلاً: أعتقد أن إيران بعد هذه التحديات والأزمات ستكون قوة صاعدة جدا في الناحية الاقتصادية والجيواستراتيجية في المنطقة، لأنها أثبتت أنها أولا لن تنكسر ولن تنسحب من مواجهة التحديات.. لذلك سيكون من الواجب على كل القوى التفاوض مع إيران والتعامل معها حسب حجمها ومع هذا الموقع الاستراتيجي في المنطقة.
وأضاف: هذا مهم جدا، لأن الولايات المتحدة الأميركية لا تعرف ذلك، فيما الدول الأخرى مثل روسيا والصين يعترفون بهذه القوة ويطلبون من إيران التريث فيما يتعلق بضرب إسرائيل، لإن إيران تتمتع بقوة ومزايا أكبر من حجم المواجهة مع إسرائيل.
المزيد في سياق الفيديو المرفق..