وحول قراءة التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداً ضد حركة حماس معلناً انسحاب أمريكا من المفاوضات بعد رد حماس على المقترح بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى الذي رفضته الحركة، التي ذهب فيها إلى حد التهديد بالقضاء على حركة حماس، أكّد الكاتب والباحث الاستراتيجي الدكتور علي حمية أن المقترح المتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والذي رُفض لاحقًا، هو ذاته الذي قدّمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في أيار/مايو 2024، وقد وافقت عليه حركة حماس آنذاك، بينما رفضه الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مُنح مهلة لتنفيذ عملية "القضاء على حماس وعلى سكان غزة جميعاً"، كما وُصف إعلامياً بالعبارة الإنجليزية "to demolish Gaza" أي "لمحو غزة عن الخريطة".
وأشار حمية إلى أن حركة حماس كانت تُبدي مرونة وموافقة على المقترحات، في حين ظلّ العدو الإسرائيلي يرفضها. وبيّن أن لهذا الرفض أسباباً أربعة واضحة، تتجسّد في: إعلان بروتوكولات هانيبال، وخطة الجنرالات، وخطة عربات جدعون، وخطة شمشون.
وأضاف أن دونالد ترامب، قبل عودته إلى المشهد السياسي، صرّح برغبته في تحويل غزة إلى "ريفييرا"، موضحًا أن الحرب الدائرة في غزة هي "حرب أمريكية تُنفذ بأدوات إسرائيلية"، بل إنها حرب أمريكية مباشرة، لأن الجيش الإسرائيلي ما كان ليتمكن من خوضها لولا التدخل الأمريكي الفعلي والميداني.
ولفت حمية إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحرّك ساكنًا بعد تاريخ 27 أكتوبر، وذلك بعد أن تمّت إبادة "فرقة غزة"، التي تضم 12 ألف جندي وليس 1200 كما أُشيع. وأشار إلى أن الأساطيل الأمريكية رست في بحر غزة وفي سواحل حيفا، لتنطلق عملية الاجتياح الإسرائيلي للقطاع في 28 أكتوبر، بعد 21 يوماً من التوقف، بسبب عجز الجيش الإسرائيلي عن تنفيذ العملية بمفرده. وقد شاركت في هذه العملية قوات "نايفي سيلز"، و"دلتا فورس"، ووحدات بريطانية خاصة، في قتال ميداني مباشر.
ونوّه إلى أن التدخل الأمريكي بات واضحًا للعيان، مذكّراً بفشل مشروع الميناء العائم الذي أعلنته الإدارة الأمريكية، والذي قُدم كوسيلة لإدخال المساعدات الإنسانية، بينما هدفه الحقيقي كان السيطرة الأمريكية المباشرة على غزة.
شاهد أيضا.. حماس تصدر تعليمات عاجلة إلى "وحدة الظل"
كما أشار حمية إلى أن القوة متعددة الجنسيات الموجودة في سيناء تعمل تحت إشراف أمريكي، وفق اتفاقيات كامب ديفيد. وأضاف: "من يحاصر غزة فعلياً – أمس واليوم – هو الطرف الأمريكي، ومن يقود الحرب على غزة هو الأمريكي". وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يعترف بأن غزة باتت لعنة، وأن لبنان يشكل له هزيمة دائمة، لذلك تتولى الولايات المتحدة ملفي غزة ولبنان، بينما تترك لإسرائيل التعامل مع ملفات الأردن، وسوريا، ومصر، ودول أخرى.
وبحث البرنامج كيفية تناول الإعلام العبري لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك من خلال تعليقات محلّليه ومعلّقيه. فقد أطلق ترامب تهديداً صريحاً بالقضاء على حركة حماس، معلناً انسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات، وذلك عقب رفض الحركة للمقترح المتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة.
كما ناقش البرنامج ردّ حركة حماس على المقترح، والرفض الذي قدّمته، والذي قابله ترامب بتهديد مباشر. وأشار البرنامج إلى أن هذا الرد لم يلقَ قبولاً من الإدارة الأمريكية، وكان موضع اهتمام وتحليل واسع في وسائل الإعلام العبرية، التي كشفت بدورها عن الشروط التي تضمنها ردّ حماس على المبادرة.
ضيف البرنامج:
- الكاتب والباحث الاستراتيجي الدكتور علي حمية.
التفاصيل في الفيديو المرفق..