اطارات فارغة.. الحلقة (5)

مقابر جماعية وصوت الصمت.. فندق السلام يوثّق جرح النجف وكربلاء!

الأربعاء ١٣ أغسطس ٢٠٢٥
٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش
وثائقي"إطارات فارغة"من إنتاج قناة العالم، يسلّط الضوء على ذكريات العراق المليئة بالمرارة والعذاب، فقد كان العراق دائماً مسرحاً للعديد من الأحداث المؤلمة، لكن مع وصول حزب البعث وصدام إلى السلطة، اكتست هذه الأحداث لوناً آخر… أحمر بلون الدم.

ومنذ وصول حزب البعث العراقي الى السلطه عام 1968 ميلادي وخاصة خلال فتره 24 عاما من حكم صدام فقط قتل او فقد حوالي سبعة ملايين عراقي حتى اليوم لا يزال مصير معظمهم مجهولا الى حد كبير. وتحمل الحياة دائماً الكثير من الحكايات لتحكيها - أحياناً تكون حلوة وأحياناً مرة - لكن منذ سنوات طويلة لم يكن لبلد آبائي وأجدادي أي حكاية سوى الحكايات المريرة؛ مرارة فقدان أحبائنا وفراغ ملايين الإطارات من صور وذكريات الراحلين.

العراق بعد سقوط صدام… حرية الشعائر بعد عقود القمع

مرت سنوات طويلة على سقوط نظام صدام، وخلال هذه السنوات أُتيحت الفرصة للناس للتعبير عن معتقداتهم الدينية من خلال إقامة الشعائر والطقوس. لكن هذا الأمر لم يتحقق بسهولة، إذ إن التاريخ المعاصر للعراق كان مليئاً بجرائم الحكام البعثيين وعدائهم للدين ومظاهره الشعبية.

انتفاضة شعبان 1991… صرخة تحرر من قيود البعث

كانت أحداث انتفاضة شعبان عام 1991، إضافة إلى كونها مواجهة لسياسة صدام العدوانية، ردة فعل طبيعية للتحرر من قيود حزب البعث التي فرضها على ممارسة الشعائر الدينية، مثل مواكب العزاء في شهر محرم ومسيرات الأربعين.

قمع دموي وعودة السياسات الانتقامية

لقد أتاح الحراك الواسع للمعارضين في انتفاضة شعبان فرصة للناس للتحرر من ضغوط النظام البعثي، إلا أن القمع الدموي للانتفاضة أدى إلى عودة سياسات صدام اللاإنسانية التي مُورست بأسلوب انتقامي ضد الشعب.

مجازر النجف وكربلاء… حين اختلط الدم بالمقدس

وقال السيد عبد اللطيف حسين عميدي استاذ علوم التربية الإسلامية وهو شاهد على أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 :" حدثت جرائم كبيرة ومنكرة عند دخول القوات الصدامية إلى مدينة كربلاء ومدينة النجف الأشرف بالخصوص، لأن هاتين المدينتين بطابعهما المقدس وشدة الاشتباك فيهما ألحقتا الأذى بالنظام. هذه المحافظات، وكذلك محافظة الناصرية، تجمع فيها المجاهدون وأبلوا بلاءً حسناً في تلك الأيام، فقابلهم النظام بوحشية وقمع وقتل وتعسف، وبدأت هناك المقابر الجماعية والاعتقالات الجماعية والعشوائية.

فندق السلام… من دار ضيافة إلى مسرح للإبادة!

وقال الحاج مهدي الشمري(أبو علي) وهو شاهد على أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 :"بعد انتهاء الانتفاضة الشعبانية وسيطرة الجيش ودخوله إلى الأماكن، أُخليت الأحياء والبيوت من السكان، وأُخرجوا لأجل تصفية المجاهدين، وبدأ تفتيش البيوت للبحث عن المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في الانتفاضة. ألقي القبض على كثير من الشباب المشارك في الانتفاضة وغير المشارك من الأبرياء".

أدى فشل الانتفاضة وسيطرة الجيش على النجف إلى واحدة من أبشع الكوارث التي شهدتها المدينة، حيث وقعت مجازر دموية مروعة في فندق السلام بالنجف. جُمع من تبقى في هذه المدينة في منطقة فندق السلام، حتى وكلاء المرجعية والمعممين والعلماء. كان يتم عزل من لديهم شهود أو اعترافات وإرسالهم إلى بغداد للقضاء عليهم، أما الباقون فلم يبق منهم أحد، ودُفنوا أحياء في مقابر جماعية.


شاهد أيضا.. منع الشعائر ومجازر البعث.. ذاكرة النجف تروي أحداث الانتفاضة الشعبانية

وقال السيد عبد اللطيف حسين عميدي استاذ علوم التربية الإسلامية وهو شاهد على أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991 :" بعد انتهاء الانتفاضة وسيطرة النظام على مدينة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، ارتُكبت أبشع الجرائم، واستُفرد بما تبقى من الناس والمدنيين. كل من يُعتقل على الظنة والشبهة، أي شاب يتجول في الشارع، كان يتم اعتقاله ثم إيداعه في منطقة فندق السلام، ثم لا يُعرف مصيره".



شهادة الناجين… روايات ترسم ملامح المأساة

اليوم لم يتبق من فندق السلام سوى مزارين رمزيين للشهداء، ولم يعد هناك أثر يُذكر من بقاياه. وبناءً على المطالبات الشعبية للحفاظ على ذكرى الشهداء، تقرر إنشاء متحف تاريخي في هذا الموقع.

وأضاف السيد عبد اللطيف حسين عميدي:" كان فندق السلام فندقاً كبيراً تحده مساحة تقارب 3000 متر مربع، مع ساحات تحيط بالفندق. له تاريخ مرير ومأساوي بالنسبة لأهالي مدينة النجف الأشرف، لأن لهم ذكريات بأن أبناءهم فُقدوا في هذا المكان، حيث جُمعوا وقسم دُفن حياً، وقسم ذُهب به إلى بغداد لتكملة التحقيق معه، والجميع لم يُعثر له على أثر".

فيما قال الشيخ الدكتور عباس القريشي رئيس المركز العراقي لتوثيق جرائم الإرهاب والتطرف التابع إلى العتبة العباسية المقدسة:" أصبح فندق السلام على مساحة 29 ألف متر مربع تقريباً معتقلاً أساسياً لأزلام النظام ومخابراته، حيث اعتُقل أكثر من 25 ألف شاب من أبناء النجف في هذا المكان. كان بعض البعثيين يرمون الضحايا من أعلى السطح إلى الأرض أثناء التحقيق".

جرائم بلا قيود… عندما صار القتل مباحًا!

وقال السيد عبد اللطيف حسين عميدي:" بعد دخول الجيش، صعدوا إلى الطوابق حيث كان الجرحى راقدين في المستشفى مع المسعفين والممرضين والأطباء الذين لم يتمكنوا من ترك المرضى الذين يحتاجون رعاية. شوهد بأم العين كيف قاموا برمي جثث الجرحى والشهداء من الطابق الأعلى حتى تتكسر عظامهم، ثم يأتي جرَّاف لنقل هذه الجثث ووضعها في سيارات حوضية لدفنها في أماكن مجهولة في النجف.في قمع الانتفاضة".

لم تكن هناك أي قيود على الجيش والقوات الأمنية لحزب البعث في ارتكاب الجرائم الوحشية، إذ كانوا يمارسون التعذيب والقتل بحق الأسرى والسجناء وكل من يقع في قبضة سجونهم الأمنية بكل حرية ودون أي مساءلة.

علي الكيمياوي… اليد الباطشة التي أطلقت رصاص الإبادة

بعد فشل انتفاضة شعبان، أوكل صدام مهمة قمع أهل الجنوب إلى علي حسن المجيد المعروف بـ"علي الكيمياوي"، حيث منح قواته في جميع المدن الإذن بإطلاق النار المباشر، مما مهد الطريق لارتكاب مجازر واسعة في العراق وأسفرت هذه الأوامر عن مذبحة راح ضحيتها آلاف الرجال والنساء والأطفال الذين إما قُتلوا أو دُفنوا أحياء.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...

0% ...

آخرالاخبار

دول أوروبية تقاطع يوروفيجن احتجاجا على قرار السماح بمشاركة الاحتلال


رسائل التصعيد الإسرائيلي وولادة التسوية اللبنانية داخل لجنة الميكانيزم


انتحار ضابط بجيش الاحتلال بعد مشاركته حرب غزة


في زيارة دولة.. بوتين يصل قصر دلهي الرئاسي بالهند


'أسوشييتد برس': انهيار البحرية الأمريكية أمام العمليات اليمنية


تواصل الخروقات والقصف الإسرائيلي على غزة


الاحتلال يرتكب 7066 انتهاكا بحق فلسطينيي الضفة والقدس في نوفمبر


قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب