بقمة عربية إسلامية استثنائية اجتمع القاضي وحكوا بلغة ما سمعناها منذ سنين.. حديث عن قطع علاقات وفرض عقوبات استخدام أوراق ضغط حقيقية.. وحتى حصار اقتصادي على الكيان الإسرائيلي.
كان الخطاب عالي النبرة.. غضب و وجع ومحاولة للرد على ضربة كانت مفاجئة.. فقط كلنا نعرف أن الكلام وحده ما يكفي.
السقف الذي ارتفع بالقمة ينزل بثواني إذا ما كان مدعوماً بخطوات فعلية ليس فقط بيانات.. لأن ثاني يوم من القمة بدأ العدو الإسرائيلي عملية برية جديدة على غزة.
ثمان وأربعون ساعة منذ أعلن نتنياهو بدء المرحلة البرية من عملية عربات جدعون اثنين في مدينة غزة حتى أحكم الجيش الإسرائيلي طوقا ناريا على المدينة.. قصف جوي ومدفعي على أحياء مدينة غزة من أقصى الشرق حيث الزيتون والصبرا والشجاعية إلى أقصى الغرب حيث الشاطئ وتل الهوىـ مرورا بالرمال والشيخ رضوان والتفاح والدرج.
وبنفس اللحظة التي كان العرب يجتمعوا فيها ويجكوت عن ردع الطغيان كان وزير الخارجية الأميركي روبيو قاعد بتل أبيب إلى جانب نتنياهو ويقول بشكل واضح.. حماس لازم تنتهي والعلاقة مع الكيان الإسرائيلي علاقاة متينة.
والذي صار بقطر جزء من معركة الكيان الإسرائيلي ضد حماس، يعني أذا هناك أمل بموقف موحد ما لازم نراهن على الضمانات الأميركية، لان الدوحة تعتبر دولة حليف لأميركا، ومع ذلك عرف ترامب وبحسب المعلومات بالضربة قبلها بوقت طويل.. لكن ما بلغ القطريين إلا بعد الضربة بعشر دقائق.
فأين الضمانات؟ إذا فعلا العرب قرروا يستخدموا أوراق القوة التي بأيديهم من العلاقات الاقتصادية للضغط السياسي وللنفوذ الإعلامي وصولا لحلف عسكري.. فلازم نبدأ نرى إشارات ليس فقط خطابات.
إسرائيل من جهتها أعلنت أن الضرب متواصل، وأنها ستستهدف حماس أين ما كانت.
وكان نتنياهو قد صرح بعد الضربة على الدوحة: "إنتهت الأيام التي يكون فيها حصانة للإرهابيين في أي مكان.. أنا لن أعطي حصانة كهذه أن تكون موجودة لمن يقتلون شعبنا."
هذا يعني أن العدو الإسرائيلي ممكن يستهدف مرة جديدة قادة أو مواقع تعتبر مركزية لحماس حتى ولو كانت على أراضي عربية.
والعرب عندهم أكثر من ورقة ضغط.. مثل الضغط الاقتصاد السياسي، مثلاً ممكن أن نسمع خطوات مثل خفض التعاون الاقتصادي، أو مقاطعة شركات أو بنوك تسهل العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، أو مقاطعة استيراد وتصدير معينة.
هذا السيناريو ممكن يكون أولي.. لأنه أقل تكلفة سياسية لدول تخاف من ردود الأفعال الداخلية أو الدولية.
الورقة الثانية هي الإجراءات الدبلوماسية المشتركة، تحالف عربي إسلامي مشترك للمراسلات الأممية، دعوات لمجلس الأمن، جمع توقيعات، إستخدام شرعية القانون الدولي لتطبيق قرارات واضحة، مع أخذ موقف قانوني وسياسي موحد.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..