ويزعم الأمريكي أن لا دول في الشرق الأوسط، وأن هذه المنطقة لطالما احتلت. ويبدو أن الأمريكي لا يعلم أن لا تاريخا قديما لبلاده وأنه وأهله مهاجرون احتلوا أرض الآخرين بالسلب والقوة.
لطالما مناطقنا احتلت وكانت مطامع لآخرين ومن يقرأ التاريخ يعلم أن أبناء هذه المناطق أصحاب حضارات قديمة من أولى الحضارات في العالم، ولطالما أخرجوا محتليهم بالمقاومة ولم يسلموا سلاحهم ولن يتركوا أرضهم.
الأمريكي انسحاب من اتفاقية نووية مع إيران ثم أراد الضغط عليها من بوابة أوروبا وفي الملف الأول ستتناول هذه الحلقة آلية الزناد والرد الإيراني على إعادة الحظر.
وتتطرق في ملفها الثاني التصعيد في المنطقة إثر تفعيل آلية الزناد والاحتمالات المطروحة.
كما ترصد في ملفها الثالث إحدى صواريخ المقاومة تدعى فاتح خيبر وخرمشهر4 ، لتتعرض لدلالات النفخ الإسرائيلي على البوق الإعلامي في الملف الأخير.

الملف الإيراني: بين تفعيل آلية الزناد والرد الإيراني
قال الخبراء إن أوروبا فعلت آخر ورقة دبلوماسية كانت بيدها من خلال تفعيل الترويكا آلية الزناد وإعادة العقوبات.
وذكر الخبراء أسبابا لذلك الأمر أولها التقارب الروسي الايراني وتسليحها بمسيرات إيرانية في الحرب الروسية الأوكرانية، كما أشاروا الى التقارب الأوروبي الأمريكي والاستعطاف الأوروبي لأمريكا، فيما تطرقوا الى الطابع النفسي لشعور طهران بالثقة وخروجها منتصرة بعد الحرب الإسرائيلية التي استمرت 12 يوما.
وهناك أهداف أمريكية أوروبية لتفعيل آلية الزناد على ايران هي أن واشنطن طلبت من طهران تسليمها جميع الأورانيوم المخصب مقابل 3 أشهر.
بدورها طهران بذلت كل مساعيها الدبلوماسية للحيلولة دون تفعليها ولكنها انتهت وهي تدرس خيارات للرد عليها حيث أعلنت طهران دارسة تعليق التعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية وكذلك لم تستبعد الخروج من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي ، الى جانب سيناريوهات أخرى من بينها العودة للمواجهة العسكرية ، كما تناقش أيضا خيار التفاوض الدبلوماسي.
هذا وجرى تفعيل آلية الزناد وسط 17 تقرير أوروبي يؤكد على التزام طهران الكامل ببنود الاتفاق النووي.
ولا شك أن طهران لا تريد عودة العقوبات ولكن بالمقارنة بين التخلي عن الملف النووي والصاروخي وبين عودة العقوبات فهي تختار الأخير، رغم أنها تنعكس على الداخل الإيراني سلبا ولكنها تمكنت طهران من تطوير قدراتها وتحقيق اكتفاء ذاتي في المجال الاقتصادي حيث حقق رقم 18 عالميا حسب الصندوق العالمي.
وسارعت طهران بردود أفعال حيث استنكر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إعادة الحظر قائلا إن بلاده مستعدة لمواجهة أي سيناريوهات محتملة ولن تقبل بمفاوضات تؤدي لأزمات جديدة.
كما قال وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي إنه لا يحق لأي دولة تغيير بنود قرار مجلس الأمن المؤيد للاتفاق النووي مضيفا أن الترويكا الأوروبية ليست لها الأهلية القانونية مؤكدا أن واشنطن هي التي انسحبت من الاتفاق فيما طهران بقيت ملتزمة بها.
من جانب آخر رحب الكيان الإسرائيلي بفرض معادلات جديدة على الأرض.
وما ينبغي الاشارة اليه أن العقوبات التي تمت إعادة تفعليها ليست جديدة بل تشمل العمليات المصرفية وبيع النفط وغيرها التي لا ترتبط بالملف النووي.

الملف الثاني: احتمالات المواجهة العسكرية بعد إعادة إجراءات الحظر على إيران
وحول احتمالية الرد العسكري على تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات كشف خبير قناة العالم في الشأن العسكري الفريق الركن عبد الكريم خلف أن المواجهة العسكرية المحتملة قائمة بنسبة كبيرة وذلك بالاعتماد على مقوف الطرفين في هذه المجابهة.
وأشار عبد الكريم خلف الى كلام الرئيس الايراني الذي قال ماذا يريد الغرب حيث نتحدث معه وخلال المفاوضات تتغير لهجته وتطالب بما لا لم يكن متفقا عليه في المفاوضات، ما يدل على أن الغرب لا يريد التفاوض مع طهران بل كل ما ينوون نزع مصادر قوتنا.
وأوضح أن قضية الصواريخ لا ترتبط بالاتفاق النووي حيث أنها من وسائل الردع الإيراني الكبير.
وأضاف أن الجانب الأوروبي والأمريكي يريد تسليم اليورانيوم المخصب بدون مقابل.
وتطرق الى الموقف الإسرائيلي الذي ركز على تطوير قدراته وتحديثه على ضوء ما جرى في شهر حزيران جراء الحرب بين ايران وإسرائيل وعلى ضوء أن إسرائيل لا تقدر على المواجهة العسكرية بمفردها.
من جانبه، أشار الخبير العسكري أن إيران بعد الحرب قام بترميم قدراتها العسكرية وأضرارها وفي الوقت نفسه تجهز نفسها لحرب شرسة أخرى.
واعتبر أن تجربة إطلاق صاروخ لطهران يبلغ مداه 10 آلاف كيلومتر مربع هو يهدف لعزل إسرائيل عن محيطها لأن الصاروخ يصل الى أوروبا وأمريكا ما يؤكد أن المعركة ستكون بين الجانبين إيران وإسرائيل.
وأوضح أن هذا الأمر يثير هلع وفزع أوروبا لأن أمريكا لم تتدخل والغرب لم يتدخل ما قد يؤدي لوقوع الغرب في كارثة.
ورأى الخبير العسكري أن الجانبين الايراني والاسرائيلي يستعدان للمجابهة والمواجهة القادمة ملفتا أن الاصطدام القادم لا يكون من نوع معركة حزيران بسبب تداعياته المدمرة المحتملة وذلك بسبب تحديد بنك الاهداف الإسرائيلية خلال الحرب الـ12 يوما.
وأكد أن إيران لم تضرب هدفين رئيسيين هما مفاعل ديمونا بسبب تأثيراتها على مصر والأردن وجنوب أوروبا والهدف الثاني هو المدنيين الذين تجنبت إيران ضربهم، مشيرا الى أن بقية الاهداف طالتها الصواريخ وتلقت تدميرا واسعا.
واعتبر أن المجابهة القادمة بين ايران وإسرائيل لا تكون فيها حدود حمراء.
وحول المصالح الأمريكية في المواجهة العسكرية بين ايران وإسرائيل أشار الى أن الردع أنواع ومن أدواتها التهديد بالعامل الاقتصادي والعامل العسكري.
وأوضح أن الوصول الى مرحلة ذورة المواجهة وهي استخدام السلاح والمواجهة العسكرية تفتقر لعوامل عدة لا يعتبرها الكيان بالحسبان.
ونوه أن نتنياهو قد يلجأ لإشعال حرب مع إيران خلال أيام أو اسابيع مقبلة مشيرا الى أنه توقيت يتفق عليه كثيرون ، وأن المجرم نتنياهو يقوم بخطوة مفاجئة.
وحول نتائج الحرب المحتملة القادمة بين ايران وإسرائيل رأى أنها ستؤثر سلبا عليها بشكل كبير وتنعكس على مستقبلها السياسي والوضع الراهن في ظل وجود أزمات داخلية.
وتطرق الى سبب الآثار السلبية على إسرائيل حيث القوة الصاروخية الايرانية بكميات هائلة بمديات كبيرة التي فشل الكيان في اعتراضها، تقدر على ضرب جميع أهدافها الاسرائيلية.
وبالاشارة الى المواجهة البحرية وتداعياتها كشف الخبير الاستراتيجي الفريق عبد الكريم خلف أن في حال شن الحرب سيعلق مضيق هرمز وكذلك مضيق باب المندب وسيؤثر على 30 بالمائة من التجارة العالمية التي بدورها ينعكس سلبا على سعر الطاقة والنفط.
وأكد أن ايران إذا تتعرض مصالحها البحرية للخطر، ستفرض نفس الموقف على الطرف المقابل في مضيق هرمز وباب المندب، معتبرا أن ملامح الحرب القادمة تغير وجه الشرق الأوسط ولن تبقى أمريكا هي القوة العظمى الوحيدة.

الملف الثالث: صاروخ خرمشهر 4
وأكد الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، العقيد الركن عبد الكريم خلف، أن ايران تمتلک صاروخاً بسرعة تصل الی 16 ماخ، يهدد مدى تأثيره القواعد الأوروبية الداعمة للكيان الإسرائيلي.
وقال العقيد الرکن عبدالکريم في حديث لبرنامج شيفرة علی شاشة قناة العالم ان صاروخ "خرمشهر 4" الإيراني، الذي دخل الخدمة حديثاً، يمثل "نقله نوعية" في مفهوم الردع الإقليمي، مشيراً إلى أن سرعته التي تصل إلى "16 ماخ" تجعله محصناً ضد جميع منظومات الدفاع الجوي العالمية، وأن مدى تأثيره يهدد الآن القواعد الأوروبية الداعمة للكيان الإسرائيلي.
أكد العقيد خلف أن صاروخ "خرمشهر 4"، الذي يندرج ضمن جيل صواريخ "خيبر"، يمتلك مزايا تقنية هائلة تضعه في مصاف الأسلحة المتقدمة عالمياً. ويشير العقيد خلف إلى أن السرعة الابتدائية والنهائية للصاروخ تصل إلى 16 ماخ (19700 كيلومتر في الساعة)، واصفاً إياها بـ "السرعة الجنونية". وللمقارنة، ذكر أن الصين وصلت إلى 11 ماخ، بينما تتحدث روسيا عن 16 ماخ. والميزة الأبرز هي حمولته التفجيرية الضخمة التي تصل إلى 1.5 طن من المواد المتفجرة. وأوضح خلف أن هذا الحجم من المواد يحدث "خللاً ودماراً هائلاً وكبيراً" في منطقة قد تتجاوز 1000 متر، مشيراً إلى أن استخدام حزمة واحدة من 4 صواريخ يعني إطلاق 6 أطنان من المتفجرات، وهو ما يعادل تأثير "نصف قنبلة نووية" على الموقع المستهدف.
وأفاد الخبير الاستراتيجي بأن "خرمشهر 4" وصل إلى مرحلة تقنية فريدة لم يسبق لها مثيل في الصواريخ الباليستية، تتعلق بالدقة والمناورة في المراحل الأخيرة. وأوضح أن الصاروخ يمتلك أجهزة ملاحة متطورة في رأسه الحربي تسمح له بتغيير مساره عدة مرات في المسار الأخير قبل الوصول إلى الهدف، ثم يعود لضربه وتدميره، وهذا ما يجعله هدفاً شبه مستحيل للاعتراض.
ووسع العقيد خلف دائرة التهديد الجغرافي، مشيراً إلى أن الصاروخ يمتلك الآن القدرة على الوصول إلى قواعد البريطانيين في قبرص، وأهداف في البحر الأحمر، وجنوب أوروبا. وأضاف أن المهندسين، بمجرد إضافة ما بين 500 إلى 750 كيلومتراً إضافية لمدى الصاروخ، ستكون الدول الأوروبية الثلاث التي تدعم الكيان بالطائرات والصواريخ في مرمى النيران الإيرانية.
واعتبر خلف أن هذا الصاروخ هو ما أعلنت عنه طهران بأنه "خيار استراتيجي للرد على أي تهديدات إقليمية"، لافتاً إلى أن حجم التدمير المتوقع هو ما يهز الكيان الإسرائيلي. وضرب خلف مثالاً على ميناء حيفا، الذي تزيد منشآته عن 6 كيلومترات، قائلاً: "أربع صواريخ في هذه المنطقة ستجعل من هذا الميناء في خبر كان"، مشدداً على أن هذا التدمير لا يمكن للكيان تحمله إطلاقاً. ولم يقتصر خلف الأمر على الكيان، بل ذكر أن "حزم الصواريخ" هي التي هزمت الأمريكان في البحر الأحمر، حيث كانت الصواريخ الفرط صوتية قادرة على تدمير حاملات الطائرات الضخمة، ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتوسط عبر عُمان مع صنعاء لإيقاف الحرب.
وفيما يتعلق بمحاولات الطرف الآخر لسد الثغرات الدفاعية، أكد العقيد الركن عبد الكريم خلف أن صاروخ "خرمشهر 4" والصواريخ الفرط صوتية لغاية الآن لم يتم التوصل إلى تقنية لمقاطعتها أبداً. وأشار إلى أن كل ما يجري حالياً هو عمليات تطوير لمنظومات الدفاع مثل منظومة حيتس 3 التي تدخل مرحلة الاختبارات بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا، لكنها تظل عاجزة، مؤکداً انه أمام هذه السرعة العالية والمناورة في المرحلة الأخيرة، صعب جداً أن تقوم وسائل الدفاع الجوي بتتبع الصواريخ.
وأشار خلف إلى أن السباق التسليحي يشمل أيضاً الجو، حيث قامت إسرائيل في الضربة الأولى باستعارة 22 طائرة "تنكر" للتزود بالوقود في الجو، لدعم ما يقرب من 200 طائرة ضرب وحماية جوية. وختم خلف تحليله بالتأكيد على أن إيران "عدّت العُدّة لهذا الأمر"، وأن لديه معلومات مؤكدة بأنها طورت منظومات دفاع جوي قادرة على الوصول إلى بدايات كبيرة جداً، ويمكنها إسقاط طائرات التزود بالوقود، مما سيضع الطائرات المقاتلة الإسرائيلية "في معضلة في الجو".

الملف الرابع: الدفع بالشوفار ودلالاته
أثار أداء طقس ديني يهودي قديم في العاصمة السورية دمشق، من قبل حاخام أمريكي سوري الأصل، موجة من التساؤلات والتحذيرات الأمنية والاستراتيجية، حيث اعتبر محللون أن هذا الطقس ليس مجرد شعيرة عادية، بل إعلان "سري" للسيطرة على الأراضي وخطوة في مشروع "إسرائيل الكبرى" المزعوم.
وتداول نشطاء مؤخراً مقطع فيديو لحاخام يدعى "هنري حمراء"، وصل من الولايات المتحدة، وهو يقوم بأداء الصلاة والنفخ في "الشوفار" (البوق اليهودي المصنوع من قرن حيواني) داخل كنيس قديم في دمشق القديمة. وأشير إلى أن هذه الزيارة كانت منظمة وتعد الأولى ليهود دمشق بعد انقطاع دام 30 يوماً.
اعتبر تحليل أمني واستراتيجي أن دلالة هذا الطقس "حساسة وخطيرة"، مشيراً إلى أن النفخ بالشوفار يرمز، ضمن دلالاته المتعددة، إلى السيادة والسيطرة على أراضٍ جديدة.
ويؤكد الخبراء أن الجماعات اليهودية المتطرفة التي تؤمن بضرورة بناء الهيكل الثالث ترى في النفخ بالبوق إعلاناً للانتصار وإنهاءً للحقبة الزمنية الإسلامية على الأراضي التي تطالها الشعيرة، وبداية للحقب اليهودية. واستشهدوا بأن هذا الطقس تكرر سابقاً عند اقتحام المسجد الأقصى، وفي هضبة الجولان المحتلة، ومؤخراً قبيل معركة غزة، والآن في دمشق.
ووصف التحليل هذه الممارسات بأنها جزء من "حرب دينية" علنية تستهدف الأراضي العربية، كما أنها تُستخدم كـ"حرب نفسية" لرفع معنويات المستوطنين وتشجيعهم على "القتل والتدمير" باسم بناء الدولة.
وكشف التحليل عن معلومات استراتيجية مرتبطة بالعقيدة اليهودية المتطرفة، تربط هذا الطقس بمشروع بناء الهيكل المزعوم ومفهوم "إسرائيل الكبرى".
فقد ذكر أن هناك تحذيراً توراتياً حول عقوبة إلهية قد تحل على بني إسرائيل إذا لم يتم بناء الهيكل الذي يُفترض أن قاعدته في القدس وطرَفه في دمشق وسيناء. وربط المحللون بين طقس النفخ وبين ما يُعتقد أنه شرط ديني لإقامة إسرائيل، وهو "فتح القبور".
وأشاروا إلى أنه تم فتح قبر في القدس، وتم مؤخراً فتح قبر آخر في دمشق بحجة أداء الصلاة الاعتيادية، في حين تبقى زيارة الحاخام حمراء "بمهمة مقدسة" في إطار هذا المشروع. ووفقاً لهذه الرواية، يتبقى قبر واحد في مصر، مما يتقاطع مع المفهوم المتداول حالياً لـ "إسرائيل الكبرى" الذي يهدف إلى إعادة هندسة الشرق الأوسط تحت مشاريع استيطانية استعمارية واضحة.
وعلى صعيد ردود الفعل، أعرب التحليل عن أسفه لـ "نوم" القوميين وغياب الردود الفعل العربية والإسلامية على هذه الخطوات التي تعطي "معنويات" للكيان الإسرائيلي لمواصلة خططه.
في الختام، وعلى الرغم من الجدل الذي أثاره الطقس ودلالاته، خلص المحللون إلى أن هذا الفعل يظل في النهاية نوعاً من "الدعاية والحرب النفسية". وتم تذكير الكيان بأن النفخ بالبوق لم يمنع جنوده من الخروج من جنوب لبنان في "توابيت"، وأن الحرب الحالية في غزة تشهد هي الأخرى دماء جنود إسرائيليين تسيل على الأرض.