وفي حوار مع قناة العالم ببرنامج "ضيف وحوار" مع المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم وحول نظرة المقاومة الفلسطينية لهذه الخروقات وللمرحلة الأولى بشكل عام، لفت قاسم إلى أن معركة" طوفان الأقصى" تعتبر معركة استراتيجية في تاريخ فلسطين وكل حركات المقاومة.موجها التحية للشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، حيث قدم وضحى بمئات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى، ووجه التحية أيضًا لقوى المقاومة التي كان لها إسهام عظيم في معركة طوفان الأقصى التي تُعد معركة استراتيجية كبيرة في تاريخ الأمة الفلسطينية، بل في تاريخ كل حركات المقاومة في العصر الحديث.
إتفاق وقف إطلاق النار
وفيما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، أكد قاسم أن حركة حماس مصرة وجاهزة وتعمل على تطبيق كل ما جاء في الاتفاق بكل تفصيلاته، فيما يتعلق بالمرحلة الأولى التي تم الاتفاق على تفاصيلها اللوجستية والإدارية الخاصة بعملية التبادل.
وأوضح أنه تم التوافق على تسليم الأسرى جميعاً الأحياء العشرين، وتم ذلك في اليوم الأول بل في الساعات الأولى، وأيضاً تسليم الجثامين التي كانت موجودة لدى القسام تم تسليمها في نفس اليوم.
وتابع أن الأيام التالية شهدت بحثًا مستمرًا ومتواصلاً عن الجثامين من الأسرى الإسرائيليين وهم من جيش الاحتلال، لتسليمهم حسب ما تم الاتفاق عليه، مبيناً أن حماس بذلك تريد أن تنزع كل ذريعة ممكنة من الاحتلال لعودة الحرب أو استمرار الحصار على قطاع غزة.
شاهد أيضا.. غزة تعاني من نقص شديد في الغذاء ومستلزمات الحياة
ولفت قاسم إلى أن الهدف الأساسي الذي تحركت الحركة في الفترة الأخيرة من أجله هو وقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم حماس أن خروقات الاحتلال بالجملة تمثلت باستشهاد أكثر من 80 مواطنًا فلسطينيًا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إضافة إلى استمرار الحصار، وعدم دخول المساعدات بالمستوى المطلوب، والتهديدات بعودة الحرب بشكل مستمر، وعدم فتح معبر رفح حتى الآن.
وأوضح أن هذه الإشكالات والخروقات تهدف إلى عرقلة الاتفاق، مشيرًا إلى أن حماس تتواصل مع الوسطاء لضمان تنفيذه وإلزام الاحتلال به.
وأضاف أن الاتفاق يحقق مصلحة عليا للشعب الفلسطيني تتمثل أساسًا في وقف حرب الإبادة التي استمرت أكثر من عامين، وأسفرت عن مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير شبه كامل لقطاع غزة وتجويع غير مسبوق في تاريخ المنطقة.

جولات المفاوضات وموقف نتنياهو
وبسؤاله عن المقاومة الفلسطينية التي كان هدفها الأساسي وقف الحرب ووقف المجزرة، ولكن حماس خاضت مفاوضات طويلة وصعبة، وكان نتنياهو يتهرب من استحقاقات أي جولة وعن نقاط القوة لدى المقاومة وأين كانت العقبة لتحقيق الاتفاق:
نوه قاسم إلى أنه بالنسبة لكل ما حدث من جولات التفاوض والاتصالات وتحركات الوسطاء وصيغ الاتفاقات، كان الهدف الأساسي للاحتلال هو انتزاع اعتراف بالاستسلام من حركة حماس وتسليم الأسرى دون ضمانات.
وأوضح أن نتنياهو والوزراء الإسرائيليين كانوا يتحدثون بوضوح عن رغبتهم في استسلام حركة حماس ورفع الشعب الفلسطيني الراية البيضاء، بل كان هدفهم المعلن تهجير أهل غزة والاستيطان داخل القطاع.
وأكد أن هذا الأمر كان حاضراً في كل جولات المفاوضات، لكن حماس رفضت الاستسلام أو التهجير أو المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في غزة، وأداء المقاومة الميداني المميز، أفشل مشروع التهجير وأجبر الاحتلال على وقف الحرب مرغماً، بعدما عجز عن تحقيق أهدافه بالقوة.
وأشار إلى أن الوسطاء من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة أكدوا أن الحرب انتهت، كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي ترامب، لافتاً إلى أن نتنياهو كان العقبة الأساسية أمام الوصول إلى الاتفاق.
شاهد أيضا.. حماس: منع الصحافة الدولية من دخول غزة يؤكد سعي الاحتلال لطمس جرائمه!
المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ومدى جهوزية المقاومة
وبسؤال قاسم عن مدى جهوزية المقاومة للدخول في المرحلة الثانية، خاصة مع حديث الاحتلال عن نزع سلاح المقاومة:
رأى قاسم أن الاتفاق يتضمن مراحل متعددة، وقد طبقت حماس المرحلة الأولى بالكامل وفق الآليات والبنود المتفق عليها.
وأوضح أن المرحلة الثانية أكثر تعقيداً وتشمل قضايا شائكة تتعلق بترتيبات الأوضاع في قطاع غزة وعلاقة المقاومة بالاحتلال مستقبلاً، إلى جانب ملفات داخلية وإقليمية ودولية، مثل إدارة غزة والمساعدات ودور مجلس السلام العالمي.
وأكد أن هذه المرحلة تتطلب حواراً وطنياً فلسطينياً معمقاً وصادقاً للتوصل إلى توافقات وطنية دقيقة تسمح بممارسة حق الشعب الفلسطيني في النضال واستعادة حقوقه ونزع ذرائع الاحتلال حول سلاح المقاومة أو حكم غزة.
الموقف العربي والدولي من المقاومة
وحول المطلوب عربياً ودولياً للحفاظ على مشروع المقاومة: أكد قاسم أن المقاومة حاضرة وباقية في كل مكان يوجد فيه الاحتلال، وهذا قانون إنساني طبيعي.
وأوضح أن حماس تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال، وهي جزء من حركة تحرر وطني ممتدة منذ منتصف القرن الماضي.
وأضاف أن المطلوب من الدول الإسلامية هو إلزام الاحتلال والولايات المتحدة بتطبيق الاتفاق، وتكثيف الدعم الإنساني والإغاثي، وإسناد فلسطين سياسياً في المحافل الدولية، والدفع نحو إعمار قطاع غزة.

الوصاية الدولية على غزة
وعن كيفية طرح وجود قوات دولية أو عربية لإدارة غزة: أكد قاسم أن هذا الموضوع يخص كل فلسطيني وليس حماس وحدها، وهو مرتبط بمستقبل قطاع غزة ووحدة النظام السياسي الفلسطيني.
وشدد قاسم على رفض الحركة لأي وصاية دولية أو أجنبية على غزة، مشدداً على أن القرار الفلسطيني يجب أن يكون مستقلاً، مع الترحيب بدور القوى الصديقة في الإغاثة والإعمار دون تدخل في الشأن الداخلي.
شاهد أيضا.. روبيو: تحركات 'إسرائيل' لضم الضفة تهدد اتفاق غزة
الوضع الإنساني وإدخال المساعدات
وحول كيفية تعامل حماس مع تعنت الاحتلال في إدخال المساعدات الإنسانية أشار قاسم إلى أن الاحتلال يستغل الورقة الإنسانية لابتزاز المواقف السياسية منذ فرضه الحصار على غزة عام 2006.
وبيّن أن الحصار مستمر منذ نحو عشرين عاماً، وتفاقم خلال الحرب الأخيرة إلى درجة المجاعة التي أودت بحياة المئات، فيما لا يزال الاحتلال يتحكم في المعابر والمساعدات.
وأضاف أن الاتفاق نص على إدخال 600 شاحنة يومياً من الإغاثة، لكن الاحتلال ما زال يتعنت، وهو ما تتابعه حماس مع الوسطاء من مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، داعياً المؤسسات الدولية إلى الاستمرار بالضغط على الاحتلال حتى يلتزم.

إعادة الإعمار ووحدة الموقف الفلسطيني
وبسؤاله عن المطلوب لإعادة إعمار غزة وتحقيق الوحدة الوطنية؟ لفت قاسم إلى أن الفصائل الفلسطينية اتخذت موقفاً مسؤولاً وانحازت إلى مصالح الشعب الفلسطيني، وستواصل العمل لضمان استمرار وقف إطلاق النار ومنع عودة حرب الإبادة.
وأكد ضرورة عقد حوار وطني فلسطيني شامل وجامع يضم جميع القوى والفصائل، بما فيها فتح والسلطة والمنظمة، لصياغة توافقات حقيقية للنهوض بقطاع غزة الذي يعيش دماراً شاملاً وانعداماً لمقومات الحياة.
صمود المقاومة بعد عامين من الحرب
وعن نية المقاومة في الاستمرار بعد عامين من الحرب واستشهاد قادة القسام اعتبر قاسم أن المقاومة حق مشروع دائم للشعب الفلسطيني، ولا يمكن لحماس أن تتخلى عنه، فهو مبدأ إنساني وطبيعي.
وأكد أن الشعب الفلسطيني كله شارك في الفعل المقاوم، من المقاتلين إلى المدنيين، وأن اغتيالات الاحتلال لم تُضعف الحركة التي تملك قدرة على سد الفراغات واستمرار العمل المقاوم.
وأضاف أن إرادة المقاتلين أقوى من الدمار والحرب، وأن حماس تمثل التعبير الأصدق عن تطلعات الشعب للحرية والاستقلال والعيش الكريم، مؤكداً أن لا قوة في العالم قادرة على القضاء على هذه التطلعات المشروعة.

التمسك بوقف الحرب وبناء غزة
وبسؤال قاسم حول إلتزام حماس بالاتفاق رغم اتهامات الاحتلال بتعطيله شدد قاسم أن حركة حماس ملتزمة بشكل كامل بما جاء في اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة، وأثبتت ذلك عملياً بتسليم الأسرى في اليوم الأول، وتواصل العمل على تسليم باقي الجثامين رغم خروقات الاحتلال.
وأكد أن هدف الحركة المركزي هو منع عودة الحرب واستكمال الاتفاق لإطلاق عملية إعمار حقيقية وإغاثة شعب غزة ليعيش بحرية وكرامة على أرضه.
وختم بالقول: حماس ملتزمة بالاتفاق وستلتزم بكل ما يتم التوافق عليه وطنياً من أجل تحقيق هدف مركزي، وهو منع عودة الحرب إلى قطاع غزة.
لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق...