منعطف حاسم ونقطة تحول كبرى في الصراع السوداني الممتد لعامين يمثله سقوط مدينة الفاشر آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور غربي السودان وسط مخاوف وتحذيرات من تكرار المأساة التي شهدها الإقليم من عمليات تطهير عرقي ومجازر منذ بداية القرن الحالي ومن خطر تقاسم وتقسيم السودان فعلياً حيث يحكم الجيش الشمال والشرق والوسط بينما تهيمن قوات الدعم السريع على دارفور وأجزاء من جنوب البلاد.
وفيما أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر آخر كبرى مدن إقليم دارفور، أعلن قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان انسحاب قواته من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم حرصًا على أرواح المواطنين وما تبقى من المدينة.
وفي حين تتزامن التطورات الميدانية مع تزايد الاتهامات بالتدخلات الخارجية ومع تقارير أممية بحصول قوات الدعم على دعم عسكري من الإمارات أعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الوضع في السودان لم يعد أزمة داخلية فحسب بل تحول إلى مشكلة دولية بفعل التدخل الخارجي الذي يقوِّض أية فرصة للتهدئة أو الوصول إلى حل سياسي.
وعلى الصعيد الإنساني أعلنت منظمة الصحة العالمية أن مستشفى السعودية للأمومة وهو المنشأة الصحية الوحيدة التي كانت تعمل جزئيًا في المدينة تعرّض لهجوم جديد الأحد.
وتشير تقديرات أممية إلى أن نحو 260 ألف مدني لا يزالون محاصرين داخل المدينة، يعانون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه، بعد أن أقامت قوات الدعم السريع سورًا ترابيًا يمتد لمسافة 35 ميلًا حول المدينة، مما أعاق دخول المساعدات الإنسانية وعرقل عمليات الإجلاء.