وفيما يتعلق بفوز المرشح المسلم زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك، التي تضم العدد الأكبر من الصهاينة، وسبب الغضب الإسرائيلي من فوز هذا المرشح، لفت الكاتب السياسي عبد الله قمح إلى وجود عدة أمور؛ أولها أن هذه المدينة تاريخياً يحكمها اليهود، وهي المدينة الاقتصادية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية. فهذا الشخص المسلم – كما يصوّرونه دائماً – يُعدّ خطراً على نفوذ اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديداً في مدينة نيويورك. هذا جانب.
وأوضح قمح أنه، إضافة إلى كون ممداني مسلماً، فهو اشتراكي ديمقراطي من فئة الشباب والجيل الجديد، مما يعني – كما يرونه – أن هناك خطراً على التأثير اليهودي داخل الحزب الديمقراطي. فالأفكار التقليدية التي يتبعها اليهود ويمارسونها بالضغط على الحزب الديمقراطي، لم تعد تتسرب إلى هذا الجيل الجديد الذي يتحدث لغة فلسطين.
ونوّه قمح إلى أن ممداني الذي فاز اليوم بمنصب عمدة نيويورك، هو ناشط سابق وداعم للقضية الفلسطينية، وبالتالي فهذا يشكل خطراً في نظرهم.
أضف إلى ذلك أن اليهود دائماً يطمحون في مدينة نيويورك إلى أن يكون الشخص الفائز إما يهودياً أو مناصراً لأفكارهم. لكن أن يفوز مرشح على مرشحي دونالد ترامب، فهذا ما يصفه الصهاينة بأنه "يوم أسود" في نيويورك.
شاهد أيضا.. صفعة مدوية لترامب.. فوز أول مسلم برئاسة بلدية نيويورك!
وفيما يتعلق بالرئيس دونالد ترامب الذي انخرط في هذه المعركة، ولم يكن من المجدي أن ينخرط فيها، لأنّه وضع نفسه في مواجهة مباشرة، رأى قمح أن ترامب يعتبر أن هناك احتمالاً لتغيير تركيبة معينة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة له.
كما أشار إلى أن هناك خشية لدى ترامب من انعكاس نتائج هذه الانتخابات، خصوصاً وأنها كانت انتخابات نصفية، ونحن اليوم على بُعد عام تقريباً من الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يريد ترامب التفريط بالفكر الجمهوري داخل الكونغرس.
ولفت قمح إلى أن الانتخابات التي جرت اليوم في نيويورك، أو الانتخابات البلدية بشكل عام، وإن لم تكن متداخلة مع الفكرة الفيدرالية، إلا أنها تُعدّ مؤشراً على التوجه العام في الانتخابات المقبلة، إذ قد ينتقل الثقل إلى الحزب الديمقراطي، وتحديداً إلى الجناح الاشتراكي داخله، مما قد يؤدي إلى فقدان ترامب للأكثرية في الكونغرس الأمريكي، وهذا بدوره يؤثر على سياساته الداخلية والخارجية.
كما ألقى البرنامج الضوء على أن فوز المرشح زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك نزل كالصاعقة على الإسرائيليين، الذين تحدثوا في وسائل إعلامهم عن هذه الخسارة الكبيرة التي مُني بها الكيان في فوز هذا المرشح المسلم.
وتطرّق البرنامج أيضاً إلى مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية التي كانت عامرة بالتعليقات المتفاعلة مع فوز ممداني برئاسة بلدية نيويورك. ونورد بعض مضامين هذه التدوينات:
كتب أفشاي كارو:"تُقام احتفالات بفوز زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لانتخابات عمدة نيويورك، الذي شكّل هزيمة لترامب. وسرعان ما تم تداول تصريح ممداني خلال حملته الانتخابية بأنه سيعتقل نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب إذا زار نيويورك."
وكتب نير كاتيراشي:"قال ممثل طهران في البرلمان الإيراني أبو القاسم جليلي إن فوز زهران ممداني في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك دليل على قوة شعار "الموت لإسرائيل"، ثم انضم أعضاء آخرون في البرلمان إليه في ترديد هتاف (الموت لإسرائيل)."
أما سكاروفي فكتب:"ممداني يرفض إدانة حماس، ويرفض التراجع عن تصريحات (عولمة الانتفاضة) التي تدعو في الواقع إلى إبادة الصهيونية."
ضيف البرنامج:
- الكاتب السياسي عبد الله قمح
التفاصيل في الفيديو المرفق ...