تتسارع الجهود الدبلوماسية الدولية لإيجاد مخرج للحرب في روسيا وسط تسريبات عن مسودة اتفاق سلام جديد تقوده الولايات المتحدة ويتضمن تغييرات جوهرية في موازين الأمن والسيادة بالمنطقة.
مسؤول أميركي اكد تقريراً إعلامياً يفيد بأن مسودة الاتفاق تتضمن التزاماً من الولايات المتحدة وحلفائها بتقديم ضمانات أمنية لكييف على غرار تلك الخاصة بحلف الناتو، تنص على الرد على أي هجوم عسكري كبير في المستقبل. وأفاد تقرير أكسيوس بأن الضمانات قد تشمل استخدام القوة العسكرية إذا لزم الأمر.
البيت الأبيض أكد أن المناقشات لا تزال جارية، فيما اعلنت الرئاسة الأوكرانية تلقيها رسمياً مشروع الخطة حيث قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن أي اتفاق يجب أن يضمن سلاماً مشرفاً”واحترام السيادة.
بالتوازي، أعلن الكرملين زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد مراكز القيادة وتلقيه تقريراً بالسيطرة على مدينة كوبيانسك، بينما نفى الجيش الأوكراني ذلك. وأكد رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف أنّ القوات تتقدم على معظم الجبهات، في حين اعتبر المندوب الروسي في مجلس الأمن فاسيلي نيبينزيا أن وضع القوات الأوكرانية “حرج”.
في المقابل، شددت نائبة مندوب أوكرانيا في مجلس الأمن كريستينا هايوفيشين على عدم الاعتراف بأي تبعية للأراضي الأوكرانية لروسيا، مؤكدة استعداد كييف لدخول مفاوضات جادة مع الحفاظ على خطوطها الحمراء ورفض أي قيود على قدراتها الدفاعية.
وتتضمن الخطة الأميركية المقترحة تقديم كييف تنازلات واسعة تشمل الاعتراف بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك والقرم كأراضٍ روسية، وتقاسم السيطرة على خيرسون وزابوريجيا، وخفض حجم الجيش إلى ستمئة ألف جندي، والتخلي عن السعي للانضمام إلى الناتو. كما تنص الخطة كذلك على إعادة دمج روسيا في الاقتصاد العالمي وعودتها إلى مجموعة الثماني اضافة الى ذلك اتفاقية عدم اعتداء بين الأطراف، وضمانات أمنية لأوكرانيا، وتمويل إعادة الإعمار، وإعادة تشغيل محطة زابوريجيا النووية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع تقاسم إنتاجها.
وفي بروكسل، أكد الاتحاد الأوروبي ضرورة إشراكه وأوكرانيا في أي مبادرة سلام، فيما شددت كايا كالاس على أن نجاح أي خطة يتطلب موافقة الأوكرانيين والأوروبيين، واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن “السلام لا يعني الاستسلام”.