أكثر من الف ومئتيي عملية اقتحام نفذتها ما تسمى بفرقة الجليل خلال عام واحد، بعضها وصل إلى عمق خمسة كيلومترات داخل الحدود اللبنانية، عمليات تقول الصحافة العبرية إنها غير مسبوقة.
لكن خلف هذا السلوك، تكشف التقديرات الإسرائيلية عن أزمة ردع حقيقية. فالقصف الجوي اليومي لم يوقف حزب الله عن تعزيز قوته، بل إن التهويل الإسرائيلي بحسب محللين يعكس إدراكا بأن الحزب ما زال يمتلك قدرات تؤهله لاجتياح المستوطنات الحدودية وتهديد الجليل، وربما توسيع دائرة النار نحو حيفا وتل أبيب خصوصا مع امتلاك حزب الله مخزونا من الصواريخ والمسيرات الهجومية، رغم فقدانه عددا من قادته بحسب الاعلام العبري. وهي الاحتمالات التي ترتعد منها المؤسستان السياسية والعسكرية في تل أبيب.
شاهد أيضا.. بيروت: تشييع مهيب للشهيد الطبطبائي والمقاومة تتوعد بالرد
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، نفذت القوات الإسرائيلية عملياتها في محيط واحد وعشرين قرية لبنانية، شملت كمائن ودوريات وتفجير مواقع يزعم الاحتلال أنها بنى عسكرية. ورغم إخفاء هذه الوقائع طوال عام لمنع التصعيد، تؤكد الصحيفة أن حزب الله كان على علم كامل بكل عملية.
وفي الجانب العسكري، رفع الاحتلال وجوده على الحدود إلى ضعفي ونصف ما كان عليه قبل السابع من أكتوبر، مع نشر مستمر للمسيرات في الأجواء اللبنانية.
ويقر ضباط كبار بأن حماية المستوطنات لا تكون بالسياج وحده، وأن العمل داخل الأراضي اللبنانية صار شرطا دائما ما يعني عمليا اعترافا بأن حزب الله هو المتحكم الحقيقي في الميدان.
ويصف جيش الاحتلال المرحلة الحالية بأنها مرحلة إعادة تشكيل، مشددا على أنه سيبقى فعالا وعدوانيا إذا لم تنزع أسلحة الحزب. لكن مراجعة السنوات الماضية تكشف أن كل محاولة لتحييد الحزب كانت تنتهي بواقع ميداني أكثر تعقيدا لصالحه.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...