وقف اطلاق النار في السودان على طاولة مصر وبريطانيا فقد بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع مستشار الامن القومي البريطاني جوناثان باول مستجدات الاوضاع في السودان، حيث أكد الجانبان ضرورة تكاتف الجهود الاقليمية والدولية لتهيئة المناخ المناسب لاطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره.
عبد العاطي جدد التأكيد على الموقف المصري الثابت في دعم الشعب السوداني ومؤسساته الوطنية بما يعزز مسار الاستقرار ويصون الدولة السودانيه.
لكن مبادرة الرباعية التي تشكل اساس عمليه السلام الجارية في السودان تحتوي على الكثير من الثغرات كشف عنها وزير الخارجية السوداني السابق علي يوسف الشريف من ابرزها تجاهل الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع وعدم تحديد مصيرها في المستقبل السياسي والعسكري للبلاد، وهو ما يعرقل فرص اطلاق عمليه سلام حقيقية.
قوات الدعم السريع التي تمكنت مؤخرا من السيطرة على مدينة الفاشر غرب السودان، اتهمها الجيش السوداني بمحاولات تهجير الاهالي قسرا وجلب مجموعات جديدة من مناطق سيطرتها في نيالا واخرى وادخالهم الى مدينة الفاشر، حيث تم توطينهم داخل منازل السودانيين الذين نزحوا قسرا عن ديارهم.
من جانب آخر فإن آلاف السودانيين الفارين من الحرب الدامية في بلادهم ما زالوا يصلون الى تشاد المجاورة والفقيرة، فيما تتدهور الاوضاع الانسانية على الارض في المنطقه.
وذكرت مصادر دولية ان اكثر من 4 ملايين و300 الف سوداني فروا الى البلدان المجاورة منذ بداية الحرب الاهلية في نيسان/ ابريل 2023 وحتى اليوم.
وتحاول الامم المتحدة تخفيف عبر نقل عدة آلاف من اللاجئين الى مناطق قريبة لكن العاملين في المجال الانساني حذروا من ان الاسوأ قد يكون مقبلا مع عدم وجود أي مؤشر على توقف الحرب في السودان.
وعلى الارض كثف الجيش السوداني هجماته في إقليم كردفان السوداني وتحديدا ولاية شمال كردفان التي شهدت تطورا ميدانيا كبيرا خلال الساعات الاخيرة مع تسجيل تقدم واسع للقوات المسلحة السودانية واشتعال المعارك على اكثر من محور حول مدينة الابيض عاصمة الولاية.