وفيما يتعلّق بزيادة التوتر والتصعيد الإسرائيلي في سوريا ولبنان وغزة تحديداً، وفي هذا التوقيت تحديداً، ودوافع التصعيد الإسرائيلي، أكّد الكاتب والإعلامي حمزة البشتاوي أنّ هناك ورقة شروط وإملاءات أمريكية يريد كيان الاحتلال الضغط على كل هذه المحاور والجبهات من أجل تمريرها، وليس تمرير ورقة إسرائيلية فحسب. فهذه الورقة تلبي المشروع الأمريكي تجاه المنطقة، وتلبي ما يسمّيه بنيامين نتنياهو "الاحتياجات الأمنية لكيان الاحتلال".
ونوّه البشتاوي إلى أنه في هذا التصعيد رأينا وصول بنيامين نتنياهو إلى قمة جبل الشيخ في سوريا وتجواله في المنطقة الجنوبية منها، ورأينا الاعتداءات المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية، وعدم الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إضافة إلى عمليات القصف والاغتيال. هذه الجبهات تتزامن مع بعضها البعض تماماً، بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة وخرق وقف إطلاق النار في لبنان، وصولاً إلى عمليات الاغتيال التي تهدف إلى شراء تصعيدٍ عالي الخطورة.
ولفت البشتاوي إلى أنّ بنيامين نتنياهو يكسر اليوم الكثير من الخطوط الحمراء ويحاول تغيير المعادلات من خلال استهداف قادة المقاومة في لبنان، منوّهاً بأنّ عملية الاغتيال الغادرة والجبانة التي قام بها العدو الصهيوني تجاه أحد قادة المقاومة في لبنان — وهذا القائد حسب ما نشرته وسائل الإعلام كان قائداً رئيسياً في معركة أيمن فارس في الدفاع عن لبنان — تأتي في سياق هذا التصعيد.
شاهد أيضا.. قوات الاحتلال تقصف قطاع غزة وتواصل نسف المنازل
وحول الهدف من ارتفاع وتيرة الخروقات الإسرائيلية المتكرّرة في قطاع غزة، وما إذا كان الهدف إسقاط خطة ترامب وقرار مجلس الأمن الدولي، أم أنّها مسألة ضغوط وتهديد واستعراض قوة، أوضح البشتاوي أنّ سقف المطالب لدى ترامب ونتنياهو أصبح عالياً جداً. فهم يريدون فرض التطبيع وفرض الاستسلام؛ أي "السلام بالقوّة". وليس الهدف تحقيق وقف لإطلاق النار، بل فرض التطبيع والاستسلام على هذه المنطقة والسيطرة عليها بشكل كامل.
وأشار حمزة إلى أنّ التصعيد في غزة تحديداً، والتصعيد باتجاه لبنان أيضاً، يأتيان في سياق محاولة إخضاع القوى السياسية. لكنهم دائماً يصطدمون بحائط صدّ قوي وصلب ومتين اسمه المقاومة، واسمه الشعب. فبيئة المقاومة هي التي ترفض الاستسلام والخضوع لكيان الاحتلال وللمشروع الأمريكي.
ونوّه البشتاوي إلى أنّه بالنسبة لبنيامين نتنياهو أو كيان الاحتلال لا يوجد شيء اسمه الالتزام بوقف إطلاق النار. فهو دائماً يتحدث عن "المصالح الأمنية" لكيان الاحتلال، وعن المصالح التي يتبنّاها مجلس الأمن والمشروع الأمريكي الذي ينص على خطة ترامب. مشيراً إلى أنه منذ نشأة كيان الاحتلال، لم يلتزم بأي قرارات أو مواثيق أو أعراف دولية، بل يعتبر دائماً أنّ من حقه كسر كل القرارات الدولية وعدم الالتزام بأي اتفاقيات على قاعدة "المصالح الأمنية" و"الظروف الأمنية".
كما تطرق البرنامج إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يواجه اليوم معضلة التصعيد على ثلاث جبهات: غزة ولبنان وسوريا. وهذه المعضلة تستدعي أسئلة طُرحت في الإعلام العبري حول من سيتولى حفظ أمن الحدود على المدى البعيد.
ضيف البرنامج:
- الكاتب والإعلامي حمزة البشتاوي
التفاصيل في الفيديو المرفق ...