وقالت الشرطة في بيان رسمي إنها تلقت بلاغا عن تجمع للمتظاهرين، فتوجهت على الفور لتفريق الحشد وحماية فرق الشرطة العسكرية، إلا أن المتظاهرين استمروا في الاحتجاج، مما أدى إلى انقلاب إحدى مركبات الشرطة وإلحاق أضرار بمركبات أخرى، وتم اعتقال شخصين على خلفية الأحداث.
وأضافت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن محاولة الاعتقال جاءت بعدما فشل عناصر الشرطة في الوصول إلى الطالب المتهرب في منزله، لوجوده داخل مدرسة دينية تابعة للحريديم.
ويشكل اليهود "الحريديم" نحو 13% من سكان الكيان الصهيوني، ويعرفون بالتزامهم الديني الحاد ورفضهم الاندماج في الجيش الإسرائيلي بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، معتبرين أن الاندماج بالمجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرار مجتمعهم.
ويأتي هذا الحادث بعد قرار المحكمة الإسرائيلية في يونيو 2024، الذي ألزم الحكومة بوضع سياسة فعالة لإنفاذ التجنيد الإلزامي على الحريديم خلال 45 يوما، بما يشمل إجراءات جنائية واقتصادية ومدنية صارمة.
وقد ألزمت المحكمة الحكومة بمحاسبة المتهربين ومنعت تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
وعلى مدى عقود، كان الحريديم يتجنبون التجنيد عبر تأجيلات مستمرة حتى بلوغ سن الإعفاء البالغ حاليا 26 عاما، في ظل تدخل كبار الحاخامات الذين أصدروا فتوى دينية تُلزم أتباعهم بعدم الالتحاق بالجيش، والتشجيع على تمزيق أوامر الاستدعاء.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إصدار قانون يُعفي الحريديم من التجنيد استجابة لمطالب أحزاب دينية مثل "شاس" و"يهدوت هتوراه"، اللذين انسحبا سابقا من الحكومة، لكنهما أبديا استعدادا للعودة حال إقرار القانون الذي يلبي مطالبهم.