وحول دوافع العملية العسكرية الواسعة التي يشنّها جيش الاحتلال في الضفة الغربية، ولا سيما شمالها. قال الباحث السياسي والمتابع للشأن الإسرائيلي، صالح أبو عزة، إن جانباً من دوافع الهجوم يرتبط باتفاق غزة، مشيراً إلى أن الاحتلال يعيد تطبيق سياسة "جزّ العشب" الرامية إلى استنزاف قدرات المقاومة ومنع إعادة تشكيل مجموعاتها، كما حدث في محاولة القضاء على كتيبة جنين في وقت سابق.
هندسة ميدانية جديدة وتحركات واسعة
وأوضح أبو عزة أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيمات نور شمس وجنين وطولكرم والفرعة، وعمدت إلى إعادة هندسة الشوارع بداخلها لتسهيل الاقتحامات المستقبلية وتنفيذ أهداف عسكرية متعددة. وبحسب شهود عيان، فإن العمليات الجارية تبدو أقرب إلى مناورات ميدانية منها إلى حملة عسكرية.
وأشار إلى مشاركة 3 ألوية في الهجوم، ما يعكس اتساع نطاقه، ملفتا في الوقت ذاته إلى التشابه الجغرافي بين شمال الضفة وجنوب لبنان، وهو ما قد يفسّر استغلال الاحتلال لهذه المناطق كمساحات تدريب ومحاكاة عملياتية.
ضغط متعدد الأبعاد واستهداف للسكان.
ونوه أبو عزة أن ما يحدث في شمال الضفة يشبه تدريبات برية أكثر منه ملاحقات مباشرة، وأن طبيعة هذه العمليات تختلف جذرياً عن المناورات التي يجريها جيش الاحتلال داخل قطاع غزة بسبب اختلاف التضاريس وطبيعة البيئة الجغرافية.
وتابع أنه استشهد ضمن الملاحقات الإسرائيلية ما يقارب 5 عناصر من المقاومة الفلسطينية في جنين ونابلس وطولكرم. مؤكدا أن الاحتلال يحاول إبقاء المقاومة تحت ضغط مستمر ومنعها من عدم الارتياح، إلى جانب فرض ضغوط على السكان بشكل يومي.
وضرب مثالاً باقتحامات مدينة طوباس التي استهدفت منازل لا ينتمي أصحابها لأي مجموعات مقاومة، بل طالت منازل باحثين سياسيين وإعلاميين، حيث عبثت القوات الإسرائيلية بالأثاث وخلّفت خراباً، في إطار انتهاجه سياسة إرهاب سكانها.
طوباس… بوابة الأغوار وهدف العمليات
وبخصوص تركيز الاحتلال على طوباس، أوضح أبو عزة أن المدينة تمثل "بوابة الأغوار" ذات الأهمية الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي، حيث جرى خلال العامين الماضيين إفراغ أجزاء واسعة من الأغوار من سكانها الفلسطينيين ودفعهم نحو طوباس وجنين. وأضاف أنه لا يمكن الوصول إلى الأغوار الشمالية أو الجنوبية المحاذية للأردن إلا عبر هذه المدينة.
وأشار إلى أن أهمية طوباس بالنسبة للاحتلال تنبع من سببين:
1. أنها الممر الرئيس لأي نشاط للمقاومة باتجاه الأغوار.
2. أن كتيبة طوباس نفّذت عمليات نوعية مؤثرة خلال الفترة الماضية، وعادت للظهور بقوة من حيث العدد والجاهزية، ما يدفع الاحتلال إلى تكثيف الضغط عليها وتحييد المقاومين عبر القتل والاعتقالات.
زيارة وزير الخارجية الإيراني الى باريس
وحول زيارة عباس عراقجي إلى باريس ولقائه مع نظيره الفرنسي، رأى الإعلام العبري أن إيران ما زالت قوية سياسيا وعسكريا وأن محادثات عراقجي ستكون من منطلق قوة طهران وليست عكسها...
للمزيد إليكم الفيديو المرفق...