عام على اتفاق لبنان.. وصاروخ "خليج فارس" الإيراني

وسنتناول في ملفنا الثاني قراءة ميدانية عسكرية لحدث بالغ الأهمية جرى مؤخرا في بلدة بيت جن السورية في الجنوب السوري، وكيف تصدى الاهالي المدنيين لتوغل القوة الصهيونية، وهذا سيغير الحسابات لا شك في المستقبل.

في الملف الثالث لدينا "صاروخ خليج فارس" الإيراني.. هذا الصاروخ الذي أقلق ولا يزال يقلق الولايات المتحدة.. هذا الصاروخ الذي قيل عنه إنه يغير قواعد الاشتباك البحري.

وفي الملف الرابع أي ملف رصد لدينا نظام مراقبة "مورفيوس" الإسرائيلي، الذي أطلقه الكيان الإسرائيلي لمراقبة جنوده عبر مواقع السوشيال ميديا.. وكيف حول الكيان الإسرائيلي مواقع التواصل الاجتماعي إلى ثكنة عسكرية.

المشهد بعد عام على اتفاق لبنان

عام مر على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفي هذا العام كان هناك التزام من طرف واحد وهو بالطبع الطرف اللبناني.. إلتزم وقام بالانسحاب من المناطق الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار.. لكن شاهدنا أنه منذ وقف إطلاق النار حتى الآن هناك انتهاكات مستمرة من قبل الكيان الإسرائيلي.. غارات متعددة على الجنوب اللبناني، كان آخرها الغارة التي جاءت في نفس يوم الذكرى الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار.

هذه الغارات كانت قوية جدا وتعتبر من أقوى الغارات بعد عملية اغتيال القائد في حزب الله الشهيد هيثم الطبطبائي، وكان الشهيد الطبطبائيأحد يعني القادة العسكريين المهمين في حزب الله والكيان الإسرائيلي كان يريد بهذه العملية أن ينهي القدرات العسكرية لحزب الله.. وكانت دائما الذريعة إنما هو يستهدف الجنوب بسبب البنية العسكرية لحزب الله، وأن هناك نوع من التجديد في هذه البنية العسكرية.

لكن الرد اللبناني كان من المقاومة أنه نحن لن نقوم بالاستسلام ولا ننزع السلاح طالما كان هناك محتل بجوارنا ويقوم بقصفنا، وكانت الرئاسة اللبنانية أيضا لها موقف مشرف في هذا الموضوع وأنها قامت بالتأكيد على أن لبنان محتل وأن الكيان الإسرائيلي هو الذي دائما لا يحترم هذا الاتفاق ويقوم بعرقلته.

الغريب طبعا لهجة الميكانيزم واللجنة الرباعية المشرفة على الوقف إطلاق النار.. والولايات المتحدة لم يقوموا بأي تعليق على ما يجري وكأن الكيان الإسرائيلي له الحق في القيام بأي شيء.

هذا هو السيناريو الصهيوني لبيت جن السورية

جرى توغل إسرائيلي جديد في المنطقة ومحاولات لقلب الموازين لصالح الكيان الإسرائيلي.. حيث كانت هناك عملية عسكرية على سوريا، وكان هناك تصدي من قبل أهالي بيت جن لها.

وبهذا الشأن أوضح الفريق الركن عبد الكريم خلف الخبير العسكري في قناة العالم أن: السردية الإسرائيلية مضحكة جدا.. قيل بأن منطقة بيت الجن منطقة فيها مطلوبين ودورية إسرائيلية كانت محمية دخلت لاعتقال هؤلاء المطلوبين.. وتحدثوا عن كمين فيه أنصار الله.. وفيه حماس.. وفيه الجهاد الإسلامي.. ونقلوا كل محور المقاومة وضعوه في بيت الجن.. وهذا أمر سخيف لا قيمة له.

ولفت إلى أن السرديات الإسرائيلية حينما تطلق لا أحد يعترض عليها من جهة التغطية السياسية للولايات المتحدة والغرب وما إلى ذلك، وقال إن الذي حصل أن هؤلاء أرادوا الدخول إلى منطقة بيت الجن لأسباب عديدة، و حصل رد فعل فوري على ما قامت به القوات من اعتداء وإطلاق نار وما إلى ذلك، وحصل ما حصل بإصابة ستة من الصهاينة وتدمير عربة تم قصفها من الجو.

وأضاف أن: حقيقة الأمر أن بيت الجن منطقة حيوية وذات أهمية استراتيجية.. بيت الجن تتبع إداريا إلى منطقة قطنة، وهي جزء من محافظة ريف دمشق، وهي تعتبر نقطة الربط الرئيسية لطرق المواصلات مع القنيطرة ومع دمشق، وتذهب باتجاه مزارع شبعا المتنازع عليها ما بين الاراضي فلسطين المحتلة ولبنان.

ولفت إلى أن هذه المناطق تؤمن منطقة رصد لحوض كبير جداً يمتد إلى مسافة 10 كيلومتر باتجاه جبل الشيخ، وهي قريبة من السفح الشمالي لجبل الشيخ، وتسيطر على ما تبقى من منطقة بحدود 35 باتجاه دمشق.

وصرح: لهذا هم أرادوا خلق مشكلة للتوغل والقيام بالسيطرة على هذه المنطقة تباعا، لكي تكون دمشق تحت مرمى الرصد والنار في المستقبل، والذي جرى أن الضربات التي حصلت على هذه المنطقة ومحيطها هي تمهيد لدخول لاحق من هذا الكيان، وتأسيس ما يسمى بالنقاط الحصينة التي تستطيع أن تدافع عن نفسهابـ360 درجة لإسقاط هذه المنطقة عسكرياًومن ثم استغلالها استخباراتيا.

القدرات العسكرية.. صاروخ "خليج فارس" الايراني

أكد الخبير العسكري الفريق الركن عبد الكريم خلف أن صاروخ "خليج فارس" يمثل نقلة نوعية في قدرات الردع البحري، نظراً لكونه صاروخاً باليستياً أحادي المرحلة يعمل بالوقود الصلب ويتميّز بسرعة عالية تمنع أنظمة الدفاع الجوي من التعامل معه في الوقت المناسب.

وأوضح خلف أن الصاروخ قادر على قطع نحو 60 كيلومتراً في أقل من دقيقة، ويصل إلى أهدافه البحرية خلال دقيقتين إلى ثلاث دقائق فقط، ما يمنحه قدرة حاسمة على اختراق الدفاعات وإصابة الهدف بنسبة تتجاوز 95 بالمئة.

ويحمل الصاروخ رأساً حربياً بوزن 650 كيلوغراماً، وهو ما يجعله قادراً على إحداث دمار بالغ في القطع البحرية الكبيرة مثل الفرقاطات والمدمرات، بل وقد يؤدي إلى شطرها وتعطيلها بشكل كامل، خاصة مع اعتماده تقنية الهجوم العمودي بعد بلوغ نقطة الارتفاع القصوى.

وأشار خلف إلى أن مداه البالغ 300 كيلومتر، إلى جانب سرعته التي قد تصل إلى 4 ماخ، يجعلانه أحد أكثر الأسلحة تأثيراً في الممرات البحرية الضيقة كالخليج الفارسي ومضيق هرمز، حيث يمكن إطلاقه من الساحل الإيراني الممتد لأكثر من ألفي كيلومتر.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة تنظر إلى هذا السلاح بوصفه تهديداً جدياً لتحركاتها البحرية في المنطقة، خاصة في حال نشر بطاريات منه في عدة نقاط استراتيجية، الأمر الذي يجعل معظم القطع البحرية الغربية أهدافاً سهلة نسبياً خلال أي مواجهة محتملة.

وختم بالتأكيد على أن صاروخ "خليج فارس" أعاد رسم قواعد الاشتباك البحري في المنطقة، وأن امتلاكه يمنح إيران قدرة ردع فعالة يصعب على الخصوم تجاهلها.

"مورفيوس" برنامج لمراقبة "اسرائيل" لجنودها

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي نظاماً جديداً للمراقبة يعتمد على الذكاء الاصطناعي باسم "مورفيوس"، مهمته متابعة كل ما ينشره جنود الاحتلال على مواقع التواصل من صور وفيديوهات وتعليقات، بهدف منع تسريب أي معلومات قد تُستغل أمنياً.

يأتي هذا بعد اتهامات داخلية بأن منشورات الجنود خلال السنوات الماضية وفّرت للمقاومة الفلسطينية، خصوصاً حماس، معلومات حساسة ساعدتها في الإعداد لعملية طوفان الأقصى. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن وحدة الحرب الإلكترونية في حماس تمكنت عبر حسابات مزيفة وتطبيقات خبيثة من تحويل هواتف جنود الاحتلال إلى أدوات تجسس، والوصول إلى بيانات بالغة الحساسية، من مواقع عسكرية إلى تفاصيل تكنولوجية دقيقة.

"مورفيوس" سيُراقب نحو 170 ألف جندي، ويرسل إنذارات فورية عند نشر مواد غير مسموح بها، وفي حال كانت المعلومات حساسة يتلقى الجندي اتصالاً مباشراً من ضابط أمن المعلومات للتحقيق.

إطلاق النظام يعكس فشل منظومات الاحتلال التكنولوجية السابقة، وتصاعد قلقه من الاختراقات، إضافة إلى الخشية من استخدام منشورات الجنود كأدلة ضده في الملاحقات الدولية.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..