أمام احلام صغيرة بمقعد دراسي او جلسة عائلية دافئة في يوم بارد او لقاء عند بحر غزة بين الاحبة والاصدقاء.. وقع الشعب الفلسطيني أسيرا لأكبر ظلم مورس ربما في تاريخ البشرية، لم يقتله ويقتل احلامه "البشر" بل و"غير البشر" كذلك.
أسلحة ذكاء إصطناعي جديدة قادرة على إفناء العالم
المقصود من "غير البشر" هو سلاح الذكاء الاصطناعي، هذا السلاح الذي دخل بقوة في العدوان على قطاع غزة، كما انه استخدم ايضا في الحرب الروسية الاوكرانية وهناك الكثير من الضحايا بين طرفين، لذلك تناولت حلقة اليوم الذكاء الاصطناعي وهو من أسلحة الدمار القادرة على افناء العالم، وهذا الكلام ليس مزاحا او مبالغة.. هذه هي الحقيقة، وسلط البرنامج الضوء أيضا على التقنية العسكرية لهذا السلاح.
كما ناقش البرنامج القدرة العسكرية لمسيرة الصاعقة الايرانية، بالاضافة الى التعرف على احدى الشركات الحكومية الامريكية التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والمدعومة بشكل كبير من الولايات المتحدة وهي شركة "بالانتير" الامريكية.
ربما الكثير شاهدوا افلام غربية وتحديدا امريكية عندما كان يجري الصراع الختامي على كوكب الارض بين آلات متطورة من ناحية الذكاء وبين البشر وكان هناك تهديد لحياة البشر على كوكب الارض وفق ما كانت تروج له هذه الأفلام.
الامم المتحدة حذرت مؤخرا ومرارا من موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب، وهذه التحذيرات ليست مجرد تصريحات رسمية، بل هي مخاوف وقلق نتيجة المرحلة الجديدة التي دخلها تطوير الاسلحة بالاعتماد على البرمجيات وعلى التكنولوجيا، ووفق ذلك تكون هذه الاسلحه قادرة على اتخاذ قرار فتاك بعيدا عن السيطرة والرقابة.
التهديد الحقيقي ليس هو موضوع تطوير الاسلحة هذه بناء فقط على البرمجيات وعلى الخوارزميات، ولكن التهديد الحقيقي يتمثل في ان هذا التطوير يعتمد على شبكات عصبية، هذه الشبكات مرتبطة بأنظمة تعليم ذكية، فربما في يوم من الايام تصبح هذه الاسلحة اكثر تطورا من ناحية الذكاء من الانسان. ونحن نعلم ان هذه الخوارزميات أخطات وتخطئ لأن الآلات تخطئ بشكل كبير، وهنا تتضح الثغرة الكبيرة؛ إن أخطات أسلحة الذكاء الاصطناعي في الأهداف من سيحاسب القانون؟
كذلك الثغرة الثانية هي أنه إن تم تكليف اسلحة الذكاء الاصطناعي باستخدام اسلحة الدمار الشامل ومنها الاسلحة النووية كذلك، هنا نتحدث عن خروج كامل خارج منظومة القوانين الانسانية والاخلاقية ونتحدث عن مقتل ملايين من البشر، وهذا يشكل تهديدا غير مسبوق بلا شك للبشرية.
وربما خير مثال لاستخدام موضوع اسلحة الذكاء الاصطناعي في الابادة واستخدام هذه البرمجيات هو ما شاهدناه في قطاع غزة حينما قام العدو الصهيوني بإبادة البشر هناك من خلال ذكاء اصطناعي مثل "لافندر" و"وير از دادي" وكذلك ما يجري في الخليل من خلال الكاميرات المراقبة المرتبطة ببرامج نظام ذكي، تقوم هذه الكاميرات بمراقبة كل تفاصيل الحياة البشرية للفلسطينيين في منطقة الخليل، تحركاتهم اليومية وتحليل بيانات وجوههم وباقي التفاصيل وبالتالي هي من تتخذ القرار حين تواجدهم عند نقاط المراقبة بالسماح لهم بالمرور او عدم المرور او حتى اكثر من ذلك ربما تقوم بتصفيتهم.
ما كان يحدث في افلام هوليوود أصبح الان حقيقة ودائما ما يقول البعض ان الافلام هي تمهيد لما يحدث في المستقبل، هذا ما جرى في الكثير من السيناريوهات.
الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه في تحليل البيانات والاستطلاعات وتعقب الاهداف والوصول الى المناطق التي لا يستطيع البشر الوصول اليها لذلك يؤيد مستخدمو الذكاء الاصطناعي في الاسلحة العسكرية هذه التقنية لانها كما يقولون يستطيعون بعدد اقل من الجنود وعدد اقل من التكلفة البشرية الوصول الى اهدافهم بشكل كبير وهذا يجنبهم مسألة ضعف الاقبال على الخدمة العسكرية، كما أنهم يحققون الهدف بشكل كبير باستخدام أقل الامكانيات، وهناك أيضا مسألة ايضا مضاعفة القوة، فيكون الوصول الى مساحة كبيرة من الاهداف في وقت قصير، هذا ما يؤيد الذكاء الاصطناعي.
لكن من يعارض يقول بالعكس ان الذكاء الاصطناعي لا يقلل التكلفة البشرية عندما يتحملها اي بلد من البلاد المتصارعة يكون هناك مظاهرات معارضة لوقف الحرب والنزيف البشري، لأنه عندما يكون هناك بسط للقدرة العسكرية على منطقة كبيرة يكون هناك الكثير والكثير من الدماء البشرية وخصوصا ان تقنية الذكاء الاصطناعي تستطيع الوصول الى الاهداف حتى في الخنادق، كما انه من السهل تضليل الذكاء الاصطناعي عبر ارسال اشارات الكترونية خاطئة وصور خوارزمية خاطئة لتنتج تحليلات خاطئة تؤدي الى استهداف للبشر وهذا ما جرى في قطاع غزة وفي الحرب الاوكرانية الطرفان يستخدمون تقنية الذكاء الاصطناعي لكن التكلفة البشرية كبيرة وهذا ما يثير مخاوف كبيرة جدا لدى الامم المتحدة ولدى المنظمات الحقوقية لان هناك استخدام فضفاض لاسلحة الدمار الشامل الفتاكة تعد تقنية الذكاء الاصطناعي اكثر فتكا بالبشر من الاسلحة النووية ذاتها لانها سهلة التداول والانتقال وممكن ان يحصل عليها اي شخص وقد يكون هذا الشخص ارهابي او قد يكون جنرال مجنون او ديكتاتور، لذلك هناك الكثير من علامات الاستفهام حولها ومطالبات بحدها وتقنينها.
البشر يعيش الان في مرحلة حرجة ويبدو ان هناك تحد كبير ولا احد يعرف هل ستستطيع الامم المتحدة مواجهتها ام لا. لذلك اليوم فعلا بحاجة لمعاهدات بين الدول ولنظام قانوني عالمي جديد يضبط هذا الموضوع ويكون تحت الرقابة والسيطرة البشرية الى حد كبير.

قراءة تقنية في التكنولوجيا العسكرية
ضيف البرنامج الدائم الخبير العسكري الفريق الركن عبد الكريم خلف قال: العمليات العسكرية بشكل عام منذ الماضي وحتى اليوم وفي المستقبل، تعتمد على مبادئ وهذه المبادئ تتعلق بجمع المعلومات وتحويلها الى حقائق ومن ثم اجراء تقدير موقف قد يستمر ساعات او ايام او اشهر وبعدها اتخاذ القرار على نوعية الضربة او الهجوم إذا كانت عملية عسكرية واسعة.
واضاف خلف: الان الذكاء الاصطناعي يتحكم في كل نظم الملاحة وقواعد البيانات وشبكات الاتصال وايضا حتى عمليات الرصد والتحليل وتقدير الموقف، واذا نقارن بين الذكاء الصناعي وبين ما يقوم به البشر، البشر انا قد يستغرق في تقدير الموقف ساعات او ايام او حتى اسابيع او اشهر، فالذكاء الاصطناعي سيتخذ القرار خلال ثواني معدودة، وهذا فارق كبير وضخم بالوقت.
وتابع: كلنا نتذكر التهديد الروسي على لسان نائب رئيس مجلس الامن القومي لامريكا والغرب بأن روسيا حتى لو تعرضت الى ضربة نووية فهناك "اليد الميتة" التي ستقوم بالرد الشامل على كل الغرب وكل اهدافه على مساحة الكرة الارضية، بمعنى ان تحديد الاهداف قد وضع في قضية الذكاء الاصطناعي والقرار على الضربة فيما اذا تعرضت روسيا الى ضربة نووية ستكون ضربة آلية ستطال العالم بكامله وربما تنهي وجود البشرية، وانا أتحدث عن 6000 رأس نووي.
وأردف خلف: لهذا فإن قضية الذكاء الاصطناعي وخاصة في حرب غزة ودخول شركة عملاقة مثل مايكروسوفت لدعم الكيان في هذه التقنية، فإن الاحصائيات كانت تشير الى أن الاطفال الذين قتلوا كانت اعدادهم مهولة وكذلك عدد النساء والشيوخ وهم ليس لهم علاقة بالحروب، وتم استخدام ذات التقنية في نيجيريا وحصدت ارواح اكثر من 400 شخص على مدى سنوات بسبب الاخطاء.
وقال: نحن الآن نتحدث عن تقنيات جديدة دخلت في الذكاء الاصطناعي، وهذه التقنيات تعتمد خوارزميات تشكل شبكات عصبية قد تكون فيها درجة عالية من الاستقلالية باتخاذ القرار وتسبق البشر في قضايا الرصد والتحليل وتقدير الموقف واتخاذ القرار في نفس الوقت.
وتابع خلف: الجهة التي تقوم باستخدام هذه التقنية يجب ان تتوقف عند نقطتين؛ نقطة الاطلاق ونقطة ايقاف الاطلاق.. الآن الطائرات المسيرة الاسرائيلية فوق غزة ومنذ ان بدأت الحرب ولحد الان تستخدم الذكاء الاصطناعي وتتخطى هاتين النقطتين وبدون تدخل البشر، فهي تجمع المعلومات عن طريق بيانات شخصية وتقوم باستهداف منطقة حتى ولو كان يتجمع بها ألف شخص، من اجل قتل شخص واحد، والشهداء يكونون بأعداد مهولة وكبيرة.. فمن المسؤول عن الاطلاق أو إيقاف الاطلاق عند الشعور بوجود خطأ في المعلومات؟ يجب ان يكون من قبل الجهة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتتخذ القرار، القرار يجب ان لا يكون بيد الآلة، فالتأكد من الاهداف هي عملية لا تستغرق سوى دقائق وهذه الدقائق يجب ان تكون تحت نظر البشر وقدرته في التحكم في نهاية المطاف بقضية الضغط على الزر واطلاق المقذوف او شل هجوم حتى، نحن نتحدث أن الذكاء الاصطناعي سيدخل في كل الحروب البرية والبحرية والجوية.
وقال: الذكاء الصناعي سيختصر الوقت في المراحل الاولى من كل حرب، نتحدث عن جمع المعلومات، فليست كل المعلومات حقيقية أو مقبولة، هناك كم هائل من المعلومات يدخل في دورة استخبارات وهذه الدورة تنتج لنا حقائق، والحقائق تدخل في تقديم موقف ثم يتم اتخاذ قرار الهجوم، والذكاء الاصطناعي يختصر كل هذا، ونحن ممكن ان نستفيد من الذكاء الاصطناعي في قضية جمع المعلومات والحقائق وايضا تقدير الموقف لنصل الى لحظة الاطلاق، وهذه اللحظة يجب أن تكون بيد البشر وايقاف الاطلاق أيضا يجب ان يكون بيد البشر، وهاتين المرحلتين اذا كانتا بيد الذكاء الاصطناعي فالذكاء الاصطناعي ليس لديه مشاعر او تمييز، فهو يتعامل مع هدف وهناك قوانين للحرب، وفي القانون الانساني لا يجوز استهداف المدنيين والبنى التحتية المدنية ولا يجوز استهداف شخص وسط تظاهرة او في منطقة سكنية مكتظة بالسكان قد تؤدي الى قتل الكثير من المدنيين.
واردف الفريق خلف: هذه القرارات التي يساعد فيها الذكاء الصناعي يمكن ان نستفيد من بعض المراحل ولكن ان نقيد المراحل فيها لحظه تنفيذ الهجوم او تنفيذ الاستهداف لهدف ما هذا التقييد هو الذي سيتحكم بالذكاء الاصطناعي ولكن الان في التطور الهائل المستمر هناك مخاوف شديدة بهذه القضية، وقضية الخلايا العصبية قد تكون بديلا عن الانسان وتتخطى ارادته.
واضاف: الموضوع خطير جدا، فعلى سبيل المثال هم يستخدمون الذكاء الاصطناعي ويقيدوه في المرحلة الاخيرة، كما يحصل الان في روسيا في نظام "اليد الميتة"، ولكن ما الذي يمنع من قيام الجهة المقابلة من تطوير منظومة الكترونية قادرة على اختراق هذا الامر والقيام بالتلاعب بالبيانات ومن ثم توريط جهة ما بضربة نووية على سبيل المثال، والكيان الصهيوني هو من الدول المتقدمة في التكنولوجيا وممكن أن يتلاعب في أي مكان في العالم بهذه الخوارزميات وقد يسعى الى اشعال حرب كبيرة ومدمرة بين دولتين او اكثر، وهذه هي المخاطرة الرئيسية من استخدام الذكاء الصناعي، قضية الاشارات والتلاعب بالبيانات واختراقها امر ممكن ما دامت هي موجودة في الفضاء السيبراني.

الصاعقة: طائرة الظل الإيرانية المطوّرة لتوجيه الضربة الختامية
في فقرة القدرات العسکرية لمحور المقاومة، كشف عبد الكريم خلف عن تفاصيل تقنية وعسكرية هامة حول طائرة "الصاعقة" القتالية والاستطلاعية، معتبراً إياها "حجر الزاوية" في تطوير حرب المسيرات الإيرانية ودخولها مجال الذكاء الاصطناعي الميداني.
وأوضح خلف أن "الصاعقة" هي طائرة قتال متوسطة المدى، قادرة على العمل على مسافة تصل إلى 500 كيلومتر، وتتميز بإمكانية استعادتها بعد إطلاقها، مما يتيح لها تنفيذ مهام جوية تستهدف أهدافاً محددة بدقة عالية باستخدام صواريخ مشابهة لصواريخ "هيل فاير" الأمريكية.
وأشار خلف إلى أن هذه الطائرة مبنية على الهندسة العكسية للطائرة الأمريكية RQ-170 التي سيطر عليها سابقاً حرس الثورة الاسلامية وهي سليمة. وأكد أن هيكلها مصنوع من مواد ماصة للموجات الرادارية، مما يجعل بصمتها الرادارية "شبه معدومة"، مشابهاً في التصميم الهندسي الطائرة B-2 العملاقة.
بالإضافة إلى مهامها القتالية، تستخدم "الصاعقة" كطائرة استطلاع مزودة بمتحسسات وكاميرات ليلية ونهارية وحرارية، كما تعمل كـ"طائرة قيادة وسيطرة جوية" لنقل المعلومات مباشرة لغرف العمليات، مما يسرع من اتخاذ القرارات المناسبة في المعارك البرية والبحرية والجوية. وقد نجحت هذه الطائرة بشكل كبير في سوريا باستهداف شخصيات ومقرات هامة تابعة لتنظيم داعش بفضل دقة صواريخها.
ولفت الخبير الأمني إلى أن الطائرة تشكل "حجر الزاوية" في العمليات متعددة المهام، حيث تستخدم أحياناً لتوجيه "الضربة الختامية". ويدخل في استخدامها الحديث دمج الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدام سرب من 3 أو 4 طائرات أو أكثر لتحليل الأهداف في الجو ومنح غرف العمليات القدرة على اختيار "الهدف الأثمن" وتحقيق خسارة فادحة للعدو.
من ناحية الأداء، تمتاز الطائرة بالسرعة والدقة؛ حيث يمنحها محركها التوربيني النفاث قدرة على الارتفاع إلى حوالي 30,000 قدم وسرعة تبلغ 350 كيلومتراً في الساعة، مع مدى طيران يصل إلى خمس ساعات على محيط 500 كيلومتر. هذا يسمح لها بالتحليق حول الهدف لمدة طويلة لاستخراج بيانات محدثة باستمرار.
وأوضح خلف ان سبب ارتفاع كلفة الطائرة نسبياً هو ارتفاع تقنياتها، بما في ذلك امتصاص الموجات الرادارية ووجود "حوامل مخفية" للقنابل الذكية ذات الوزن العالي والقوة التدميرية الكبيرة. وأشار إلى أن المستقبل يكمن في دمج خوارزميات الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر على متن الطائرة لتعزيز قدرة غرف العمليات على الاختيار التكتيكي للأهداف.
وأشار خلف إلى أن المطورين يرون أن مستقبل هذه الطائرة سيكون جزءاً مهماً من "حرب المعلومات وحرب الاستخبارات" في ظل التطورات، وأن هناك نسخاً مستقبلية أكبر وأسرع قيد التطوير من قبل الصناعات الجوية الفضائية الإيرانية.

'بلانتير' والـ AI: أسلحة أميركية لإبادة أهالي غزة
اما فقرة رصد من برنامج شيفرة فقد اختصت بالکشف عن أسرار جديدة حول دور شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة "بالانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies)، في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بوسائل الذكاء الاصطناعي والمراقبة خلال إبادة اهالي قطاع غزة.
وتعد هذه الشركة من أبرز مؤسسات وادي السيليكون، وتعمل بشكل مباشر مع وزارة الدفاع والوكالات الاستخبارية في الولايات المتحدة.
وتکشف تقارير أممية ودولية، ومن بينها تقرير صادر عن لجنة خدمة الأصدقاء الأميركية (AFSC)، إن "بالانتير" تُصنَّف ضمن قائمة من 15 شركة يُشتبه في مسؤوليتها عن توفير أدوات وتقنيات أسهمت في عمليات القتل والاعتداء على المدنيين في غزة.
التقارير وصفت الشركة بأنها من بين الجهات التكنولوجية الرئيسية المساهمة في "الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني، عبر تزويد الجيش الإسرائيلي بأنظمة تحليل بيانات واستهداف قائمة على الذكاء الاصطناعي.
تشير المعلومات إلى أن "بالانتير" أُسِّست عام 2003 بتمويل مباشر من الذراع الاستثمارية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (In‑Q‑Tel)، ويعمل فيها عدد من الضباط الأميركيين السابقين.
ويرأس مجلس إدارتها بيتر ثيل، الملياردير الأميركي الألماني الأصل، وأحد أوائل المستثمرين في "فيسبوك". أما الرئيس التنفيذي الحالي فهو أليكس كارب، الملياردير اليهودي الأميركي الذي يُعد من بين أغنى 300 شخصية في العالم، والذي أعلن في تصريحات علنية فخره بالتعاون مع "إسرائيل".
في أكتوبر 2023، نشرت "بالانتير" إعلاناً مدفوعاً في صحيفة نيويورك تايمز قال نصه بوضوح: "بالانتير تقف مع إسرائيل"، ما أثار موجة انتقادات من النشطاء والمنظمات الحقوقية حول العالم.
ويؤكد المراقبون أن الجيش الإسرائيلي استخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي التي وفرتها الشركة في تحليل صور الأقمار الصناعية، وتحديد الأهداف، وتوجيه الضربات الجوية في قطاع غزة، فضلاً عن برامج التجسس والمراقبة المُستخدمة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
تُعتبر "بالانتير" بمثابة "اليد التنفيذية التقنية" للحكومة الأميركية، إذ تعمل بميزانية ضخمة وغير معلَنَة التفاصيل. وتؤدي دوراً محورياً في دمج الذكاء الاصطناعي بين القطاعين العسكري والمدني، وهو ما يثير اتهامات بخرق القوانين الدولية التي تحظر استخدام الأنظمة المدنية في أغراض قتالية.
تمتلك الشركة فرعاً رسمياً في تل أبيب، ويعمل فيها عدد من الضباط السابقين في وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200، المعروفة بتخصصها في الهجمات السيبرانية وتحليل البيانات.
ويرى محللون أن وجود هذه الكفاءات داخل "بالانتير" يعزز التكامل بين المنظومتين الأميركية والإسرائيلية في مجالات الرصد والاستخبارات الميدانية.
بعد تصاعد الحرب على غزة، اتَّسعت دائرة الانتقاد الموجهة للشركة، إذ أعلنت منظمات ونقابات في الولايات المتحدة وأوروبا مقاطعتها لـ"بالانتير" بسبب "المساهمة في جرائم حرب".
كما تحدثت تقارير عن فتح الشركة فرعاً في الإمارات العربية المتحدة ضمن توسعها في المنطقة، في وقت تواصل فيه الدفاع عن مواقفها المعلنة تجاه "إسرائيل".