ويروى الجريح علي السبلاني من بلدة فلاوى في بعلبك، تفاصيل اللحظات الأولى لإصابته خلال حادث انفجار أجهزة البيجر الذي شهدته منطقة الضاحية الجنوبية، مبينًا أنه كان يعمل أمام حاسوبه عندما بدأت آلة النداء بإصدار صوت إنذار غريب، قبل أن تنفجر في يده وتفقده أصابع وعينًا.
وقال السبلاني إن الجهاز أظهر رسالة "System Error"، وحين حاول الضغط على زر التشغيل انفجر بقوة، ما أدى إلى إصابته بشكل مباشر في الوجه واليدين. وأضاف أنه فقد وعيه لحظات بعد وصوله إلى مستشفى سان جورج وسط مشاهد فوضى وإصابات بين عشرات الجرحى الذين وصلوا بشكل متزامن عقب الحادث.
زوجته سارة السبلاني أكدت أنها تلقت خبر إصابته دون معرفة الأسباب الحقيقية، وكانت تقيم في البقاع لحظة وقوع الانفجار. وأضافت أنها قطعت الطريق إلى بيروت خلال 45 دقيقة في حالة صدمة، قائلة: "كل ما كنت أريده هو أن يعيش. لم أكن أعرف ماذا حصل ولا سبب الانفجار". وأشارت إلى أن مشهد زوجها في قسم الطوارئ كان صادمًا، إذ كان ملفوفًا بالشاش والدماء تغطي وجهه.
وأوضح السبلاني أن عائلته لم تتمكن من التعرّف عليه فورًا نتيجة التشوهات التي أصيب بها، ولم يعرفوا هويته إلا من خلال علامات جسدية. وأضاف أن بناته كنّ في حالة انهيار قبل أن يخبرهن بأن والدهن لا يزال على قيد الحياة رغم إصاباته البالغة.
وفي ما يتعلق بالعلاج، عبّر السبلاني عن امتنانه للرعاية الطبية التي تلقاها، مشيرًا إلى أن الطاقم الإيراني الذي تولى متابعة الجرحى قدم "رعاية دقيقة وأخلاقية، وتعاملًا إنسانيًا من دون تأخير". كما أوضح أن عائلته لحقت به إلى إيران خلال فترة علاجه، حيث تلقى دعمًا نفسيًا وطبيًا مكثفًا ساعده على استعادة قدر كبير من قدراته.
وبعد عودته إلى لبنان وتعافيه الجزئي، تم انتخاب السبلاني رئيسًا لبلدية بلدته، في خطوة وصفها بأنها "رسالة بأن جرحى البيجر لم يُهزموا". وأضاف: "هذه الإصابة نعمة من الله، وقدرت أن أرجع أقوى وأخدم أهل الضيعة بضمير ومسؤولية".
وأكد أن توليه رئاسة البلدية جاء بترشيح من أهالي البلدة الذين رأوا فيه نموذجًا للصمود، مشددًا على أنه سيعمل على تحسين الخدمات رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة.
لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق...