نوافذ

الذكاء الاصطناعي و صناعة الرأي العام

الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠٢٥
٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش
تفتح هذه الحلقة من برنامج "نوافذ" على الذكاء الاصطناعي ودوره في صناعة الرأي العام.. ففي عصر الثورة الرقمية لم يعد الرأي العام مجرد انطباعاً عابراً أو ملاحظة سطحية، بل أصبح موضوعا يعالج بشكل دقيق عبر خوارزميات متقدمة للتفاعل مع ملايين من البيانات اليومية المنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية.

في السابق كانت الحكومات في مختلف أزمان التاريخ تسعى لفهم اتجاهات الرأي العام لاستخدامها في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية.

تطور هذا السعي عبر الزمن ليأخذ شكلا اكثر تعقيدا في العصر الرقمي، حيث اصبح الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في تحليل المزاج العام للجماهير.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي ولا سيما خوارزميات تحليل المشاعر قد أحدثت تحولا عميقا ونوعيا في فهم وتوجيه الرأي العام عبر جمع البيانات وتحليلها بسرعة ودقة غير مسبوقة.

هذا أدى إلى تصاعد دور شبكات التواصل الاجتماعي في التأثير على المواقف السياسية والاجتماعية.

في النقاش الفكري العميق لهذه الحلقة نتناول كيف يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي -مثل تحرير المشاعر من التغريدات مثلا- أن تسهم في تقديم صورة دقيقة لنبض الشارع وتنبؤات انتخابية غير مسبوقة.

لكن في خضم هذه الفوائد تبرز أيضا تحديات قد تضر بالحرية نفسها.. بالديمقراطية.. بمفاعل وعناوين هذه الديمقراطية.

فكيف يتم استغلال هذه الادوات لتحليل الرأي العام؟ وهل يمكن أن تصبح هذه التقنيات سلاحا للضغط السياسي والتلاعب وتوجيه الرأي العام؟

ففي عصرنا الحديث أصبح الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسة للثورة الرقمية التي تغير مشهد الإعلام والسياسة بشكل جذري.

وفي قلب هذه التحولات يظهر دور الذكاء الاصطناعي في قياس الرأي العام وتحليله كأداة جديدة ومؤثرة لفهم مواقف الجمهور وتوجهاته السياسية.

أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال هو تحليل المشاعر من خلال تحليل بيانات شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة منصات مثل إكس أو تويتر سابقا، تقنيات مثل تحليل المشاعر تساعد في تصنيف التغريدات إلى مشاعر إيجابية أو سلبية أو محايدة، ما يوفر صورة دقيقة عن ردود أفعال الجمهور تجاه قضايا معينة، سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

هذه الأدوات لا تقتصر فقط على التحليل السطحي للتغريدات بل تعتمد على خوارزميات متقدمة لتحليل النصوص، مثل نموذج الباحث ديونيسيوس وكاراموزاس الذي قدم آلية مؤتمنة لتحليل الرأي العام باستخدام خوارزميات معالجة اللغة الطبيعية التي تقيم بشكل دقيق الاتجاهات السياسية في التغريدات.

بالإضافة إلى ذلك أصبح الذكاء الاصطناعي عنصرا أساسيا في الصحافة التنبؤية.. العديد من وسائل الإعلام الكبرى مثل نيويورك تايمز والغارديان تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالاتجاهات السياسية والاجتماعية.

الصحافة التنبؤية تعتمد على النماذج الرياضية والإحصائية لتقديم تقارير دقيقة حول القضايا السياسية مثل نتائج الانتخابات أو الحركات الاجتماعية.

لكن رغم هذه الفوائد تبرز أيضا مخاطر كبيرة، ترتبط بتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، خاصة عندما يتم استغلال التظليل الإعلامي.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج محتوى زائفاً مثل النصوص والصور ومقاطع الفيديو المزيفة، التي تهدف إلى التأثير على الرأي العام.

روبوتات الذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم الروبوتات الاجتماعية تستخدم بشكل متزايد لنشر هذه المعلومات المضللة، ما يشكل تهديدا خطيرا للديمقراطية ويؤثر في نزاهة الانتخابات.

علاوة على ذلك يستخدم الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية لاستهداف الناخبين بشكل دقيق، ومن خلال تحليل بيانات الناخبين على شبكات التواصل الاجتماعي يمكن للسياسيين تكييف رسائلهم الانتخابية لتتناسب مع اهتمامات وميول مجموعات معينة.

لكن هذه التقنيات قد تؤدي إلى التلاعب بالناخبين مما يشكل تهديداً للمساواة السياسية ويقوض الثقة في النظام الديمقراطي.

ولمناقشة هضا الموضوع استضافت هذه الحلقة د.إبتسام الرمحين المستشارة والمدربة في الذكاء الاصطناعي، د.ربيع بعلبكي نقيب تكنولوجيا التربية في لبنان، العميد حسين زعروري منسق الدفاع والأمن في شبكة التحول الرقمي في لبنان.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

الشيخ قبلان: الحكومة اللبنانية تهجم على لبنان بدلا من الهجمة على اسرائيل


مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو


حاطوم: الجيش اللبناني مُقيّد سياسياً ولا يُسمح له بمواجهة الإحتلال!


الفصائل العراقية.. حصر السلاح رهن بخروج قوات الاحتلال


احتجاجات في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو


حصار نفطي أميركي يشتدّ: ناقلة فنزويلية ثالثة تقع بقبضة واشنطن!


مصر تتحدث عن شروط المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة


اللواء موسوي: اغتيال اليهود مخطط اسرائيلي للايحاء بمعاداة السامية


جنوب اليمن وصراع النفوذ.. التحولات الميدانية وسيناريوهات المستقبل


روسيا ترفض التعديلات الأوروبية-الأوكرانية على الخطة الأمريكية