صالح القلاب: "داعش" إيرانية والنصرة سعودية!

صالح القلاب:
الأربعاء ١٠ أغسطس ٢٠١٦ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

قد يكون فتح ملفات مثل هذه القضايا المسلمّة، تكرار مكررات من وجهة نظر البعض، لكنها بالتأكيد مهمة بسبب محاولات الاعلام السعودي والخليجي عامة استغباء الناس واستغفالهم، وكأن الارهاب ظهر بمحض الصدفة، ونتيجة خطأ بدر هنا وآخر وقع هناك.

وهذا ديدن التزييف السعودي الوهابي الضارب بجذوره التدليسية الى العصر الاموي!.. أنور عشقي المقرب من البلاط السعودي يزور فلسطين المحتلة ويلتقي مسؤولين سياسيين وأمنيين في الكيان الاسرائيلي، ومندوب السعودية في الامم المتحدة ينتقد الزيارة من واشنطن، وكأنه لا توجد سلطة في الرياض تحاسب على الارتباط والاتصال بالعدو.. في حين ان هذه السلطة تصدر اعدامات بالجملة كل يوم لمجرد انتقاد مسؤول في الحكومة وأمير من قبيلة آل سعود!

أعود الى اصل الموضوع ونفرق بين المعلومة والتحليل، فالمعلومة يقينية وحجية التحليل (التأويل) تنبع عن اقترابه من اليقين والحقيقة، ولكلاهما شرعيته وحجيته في عالم السياسة والاجتماع.. لذلك عندما نتحدث عن العلاقة بين حكومة آل سعود (ومن خلفها بريطانيا واميركا) في ظهور الموجة التكفيرية الدموية التي تجتاح العالم الاسلامي اليوم، والتي تشهد اوروبا بعض ارتداداتها، فنحن نتحدث عن معلومات يقينية وشهادات واعترافات على أعلى المستويات السياسية.. وايضا يسندنا في ذلك كم من التحليلات المعرفية والخبرية من الغرب والشرق في انتساب ظاهرة الارهاب الى النسخة الوهابية المنحرفة من الاسلام والتي ترعاها السعودية ويدعمها الغرب بكل قوة، لانها ضمن استراتيجيته في الهيمنة على المنطقة الاسلامية..

من يختلف في هذا العالم الواسع والمترامي الاطراف على ان جميع الحركات الارهابية التكفيرية المسلحة تنتمي عقديا وفكريا ونفسيا وروحيا الى الاتجاه الوهابي، اي الدين الرسمي الذي ترعاه وتدعو اليه وتبشر به حكومة آل سعود، بل هو الدعامة الايديولوجية لظهور آل سعود وسيطرتهم على السلطة في شبه الجزيرة العربية؟! ومن يستطيع ان ينكر ان أهم فقهاء ومنظري الوهابية التكفيرية الدموية إما من كبار علمائها (السعودية) أو من خريجي جامعاتها ومدارسها المنتشرة في العالم الاسلامي والتي تمول بسخاء لنشر الفكر السلفي الوهابي؟!

وهل هناك من يشك من إنس وجان، بأن النواة الأولى لتنظيم القاعدة الارهابي، خرجت من رحم الجماعات "الجهادية" التي حشدتها ودعمتها وسلحتها ومولتها وشاركت في ظهورها وبلورتها، كل من، الولايات المتحدة، وبريطانيا والسعودية وباكستان، بمشاركة ثانوية من قبل الكويت وقطر والامارات والاردن ومصر (مبارك).. وانه كان هدفها استغلال الشعور الديني لمواجهة نفوذ الاتحاد السوفيتي السابق خلال غزوه لافغانستان (1979 – 1989).. وان جميع المجموعات الارهابية الاخرى الموجودة اليوم في العالم والتي تذبح وتقتل باسم الله، مثل القاعدة، طالبان، لشكر جهنكوي، التوحيد والجهاد، داعش، النصرة، احرار الشام، بوكو حرام، شباب المجاهدين، اجناد بيت المقدس، نور الدين الزنكي، تركستان الشرقية، خراسان... الى آخر القائمة الارهابية، كلها دون استثناء ظهرت من النطفة الوهابية الاميركية القذرة التي زرعت في رحم الامة الاسلامية ـ سفاحا ـ على يد آل سعود الصهاينة..

ولايزال هذا الارتباط واضحا للعيان الى اليوم بين اهم مجموعتين ارهابيتين هما داعش والنصرة من جهة، والغرب بقيادة اميركا وحلفائه في المنطقة من سعوديين وقطريين واماراتيين واتراك واردنيين من جهة اخرى، وان اختلاف الاتباع على بعض التفاصيل فيما بينهم لا يفسد في الودّ الحرام قضية!

فالسلاح ياتي بأموال خليجية وعبر صفقات تسليح تعقدها السعودية وقطر لصالح الجماعات الارهابية (2.7 مليار دولار مشتريات السعودية للمجموعات الارهابية في سوريا خلال السنوات الثلاث الاخيرة، من اوروبا الشرقية فقط)، ويجري ادخاله الى العراق وسوريا عن طريق الحدود التركية أو كما فعلت أميركا مرات عديدة بألقائه من الجو.. وقد وصل من اوروبا عشرات الاف المقاتلين دخلوا العراق وسوريا من تركيا خلال 2012 – 2016، حسب مصادر ألمانية تحدثت مؤخرا، ناهيك عن عدد العرب والافارقة والآسيويين والقوقازيين الذين جرى تدريبهم وتسليحهم في تركيا وباكستان والاردن والسعودية لتدمير سوريا والعراق والمنطقة بشكل عام...

ومما يؤكد كل ذلك الاعترافات التي تظهر بين حين وآخر من قبل المسؤولين الغربيين والعرب، ناهيك عن اعترافات بعض الارهابيين ونشر الغسيل بينهم بسبب كثرة خلافاتهم على المغانم والاموال..

نعم لا ينكر ذلك الا شخص واحد لا يوجد اسفه منه على الاطلاق، إلاّ من يصدقه، ذاك هو المرتزق الأردني صالح القلاب.. "المناضل" الشريد الذي جرى تأهيله على يد السعودية واعيد الى بلده ليتقلد مناصب عليا في الدولة بعد ان كان مشرداً بين بيروت وقبرص وتونس ولندن!

صالح القلاب الذي تحول بين عشية وضحاها من مقاتل بعثي ضد الامبريالية والصهيونية الى مدافع عن الرجعية العربية والانظمة المطبعّة والمتعاونة مع "اسرائيل"، هو الوحيد الذي لا يقبل بهذه الحقيقة ويصرّ ان "داعش إيرانية"!

ولانه لا يملك دليلا على ذلك.. يردد ان "داعش" (التي يواجهها ابناء فارس بأرواحهم وعدتهم في ايران والعراق وسوريا ولبنان وافغانستان)، لم تقم بأي عملية ارهابية في إيران؟!

لكنه في الوقت ذاته يتجاهل كل الاخبار المنشورة عن صراع الأمن الايراني اليومي مع المجموعات الارهابية التي تدفع بها اميركا وبريطانيا والسعودية والامارات الى الداخل الايراني، ومنها "داعش"، والتي كان آخرها جماعة "التوحيد والجهاد" الكردية التي مارست القتل والاغتيال بحق المواطنين الايرانيين سنة وشيعة، وقام الأمن الايراني بالقضاء عليها ونشرت اعترافاتها...

صالح القلاب الذي جعلته مجرد حسناء سورية ينظم الى حزب البعث العربي الاشتراكي السوري ومن ثم نقلته الريالات السعودية في لبنان وقبرص ولندن الى الحضن الاردني – السعودي المتصهين.. نرجو منه ان يحدثنا عن ابعاد زيارة أنور عشقي لفلسطين المحتلة وتصريحات الصهاينة في العلاقات مع السعودية ومتى ستتم الزيارة التي بشروا بها لنجد (الرياض).. وان يفتح لنا تاريخ العلاقات الاردنية الصهيونية والاماراتية الصهيونية والقطرية الصهيونية..

وليكن صالح القلاب، مذيع قناة الحدث السعودية، مطمئنا اننا لن نسأله عن العلاقة مع الاستعمار البريطاني من ايام جدّ مليكه الشريف حسين و"جدته" المس بيل.. لأن تلك الفضائح يعرفها الجميع!

بقلم: علاء الرضائي