اميركا تسعى لمحور اسرائيلي تركي يسيطر على المنطقة

اميركا تسعى لمحور اسرائيلي تركي يسيطر على المنطقة
الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

بيروت (العالم) ‏30‏/10‏/2011 –قال غالب قنديل رئيس مجلة "محاور استراتيجية": هناك اتفاق بين اميركا وحكومة اردغان يتعلق بمستقبل المنطقة بعد انسحابها من العراق، ومايريده الاميركيون هو أن يكون المحور الاسرائيلي التركي هو المسيطر في المنطقة.

وقال غالب قنديل في حوار خاص لقناة العالم الاخبارية أمس السبت:ان الحكومة التركية مكلفة بالامساك بالنظام الجديد في مصر، ثنائية الاخوان المسلمين والجيش المصري، وضرب سورية هو شرط نجاح هذه المحاولة لانه الاسرائيليين والاميركيين يخشون عراقا جديدا حليفا لايران وسورية في مواجهة كيان الاحتلال.

ورأى ان الانتقال التركي يناسب الخطة الاميركية لما بعد الخروج من العراق، ومحاولة للتعويض عن سقوط حسني مبارك، ويسند الى تركيا بالشراكة مع اسرائيل دور المحور الاقليمي الناظم للعلاقات في المنطقة مشيرا الى ان هذا الأمر لن يمر لان الكيان الاسرائيلي قوة عدوان وخطر على دول المنطقة، ولان سوريا دولة مقاومة واستقلال وتحرر في المنطقة، وأي محاولة لهزها تستهدف كتلة المقاومة المناهضة للاحتلال الاسرائيلي.

وقال: الوهم الذي تملك "اردوغان" هو أنه يستطيع ان يكون وكيلا غربيا وصيا على بعض الدول العربية، وخصوصا على الدولة العربية الاكبر- مصر- وهو تصرف وفق هذه الوصايا مع الاحداث في سورية ضاربا عرض الحائط  ما تم الاتفاق عليه في السابق بين القيادة التركية والرئيس بشار الاسد حول تكوين مجموعة اقليمية مانعة للتدخل الخارجي في أمور المنطقة.

ونوه الى ان المعادلة السياسية بعد الفيتو الروسي الصيني حولت الطلبات الاميركية بخصوص سورية الى  "اردوغان"، والتي بحثت بينه وبين اوباما، الى لغز تعجيزي انه مطلوب من تركيا ان تحل محل الولايات المتحدة الامكيركية العاجزة مع كل حلف الاطلسي ان تخرج بقرار من مجلس الامن .

وأضاف: الموقف التركي مؤسف، فمنذ أن بدأت الاحداث تركيا ألقت الشراكة كاستراتيجية مع سوريا للحد من التدخل الاجنبي في شؤون المنطقة، وتبنت خطا هجوميا عدائيا ولغة استعلائية في التصريحات واحتضانا للجماعات المعارضة واليوم للجماعات المسلحة.

وأوضح ان الانخراط التركي الكامل الى جانب المعارضة السورية بدأ منذ أحداث جسر الشغور، وكان له صفة عسكرية أيضا حيث قدمت تركيا أسلحة وذخائر ومساعدة لوجستية، وأقيمت غرف عمليات القيادة داخل الاراضي التركية عبر الحدود.

ونوه الى أن محطات تلفزيونية محلية تركية بثت تحقيقات عن مسلحين بمحاذاة الحدود التركية السورية كانوا يقيمون حواجز، وقالت أنهم مسلحو الاخوان المسلمين، وان الاسلحة والذخائر تصلهم من داخل الاراضي التركية، ولم يصدر أي تكذيب رسمي لهذه التقارير.

وتساءل قنديل هل تحتمل تركيا عامين من العداء مع سورية قائلا: ان هذا هراء بالمعنى الاستراتيجي والاقتصادي والسياسي، واردوغان عاجز اليوم عن القيام بأي عمل عدائي اتجاه سورية، وهو غارق في المشاكل وتحول الموضوع السوري الى مشكلة تركيا داخلية، نراها من خلال النقاشات داخل حزب العدالة والتنمية وماقاله الاقتصاديون عندما لوح اردوغان بالعقوبات.

وقال: كل المتورطين في سورية قد دخلوا رحلة الاياب، فاميركا لم تجرؤ على تثبيت سحب سفيرها لمدة 24 ساعة، وقطر الغارقة في دماء السوريين دفعت مالا كثيرا لعباس  ثمنا لترؤس الجامعة العربية، حتى يأتي جاسم بن حمد ويرى الرئيس الاسد، وهي تحاول ان تستدير من تورطها بالمؤامرة ولكنها تريد الاحتفاظ ببعض المكاسب من خلال هذه المناورات السياسية السخيفة.

وأشار الى أن الهدف من المواقف التركية وكلام الخارجية الاميركية وبيان اللجنة الوزارية العربية، زيادة الضغوط لترضخ القيادة السورية لبعض الطلبات ومن ضمنها صفة الذين تقبل بمحاورتهم، لكن الامور محسومة في هذا الموضوع لأن القيادة السورية تدعو الى  حوار وطني لجميع مكونات الشعب السوري وليس مجلس اسطنبول، والحريص على وقف آلة القتل عليه ان يوقف ارسال السلاح والمال الى داخل سوريا.

A.D  -29 -22:24