في ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السّلام

في ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السّلام
الجمعة ١٣ يناير ٢٠١٢ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

إذا كان يوم الأربعين من النواميس المتعارفة للاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوماً، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلى في موضوع كالحسين (عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة.

اربعون سر من اسرار الله تعالى لم يصل أحد من العلماء الى هذا السر الرباني ,
فقد ورد في كتاب الله العزيز ـ :ـ (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ) 1
وقال بشأن قوم موسى (ع) (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين ) 2
و قال تعالى: (( حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربي أوزعني إن شكر نعمتك)).
وفي الاحاديث الشريفه يتم ذكر عدد الاربعين حيث قال الامام الصادق :ـ (من حفظ من شيعتنا 40 حديثاً بعث الله يوم القيامة فقيهاً عالماً فلم يعذبه) 3
وقال (قال: من قدّم في دعائه أربعين من المؤمنين ثم دعا بنفسه أستجيب له).
ولم يقتصر ذكر الاربعين للمسلمين فقط بل حتى غير المسلمين لديهم اعتناء بالفقيد بعد اربعين يوما من وفاته .
وكل هذا يؤيد ويؤكد هذه الطريقة المألوفة والعادة المستمرة بين الناس من الحداد على الميت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الاحتفال بتأبينه يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاءه وهذه العادة لم يختص بها المسلمون فأنّ النصارى يقيمون حفلة تأبينية يوم الأربعين من وفاة فقيدهم يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه المسمّاة عندهم بصلاة الجنازة ويفعلون ذلك في نصف السنة وعند تمامها.
إذا كان يوم الأربعين من النواميس المتعارفة للاعتناء بالفقيد بعد أربعين يوماً، فكيف نفهم هذا المعنى عندما يتجلى في موضوع كالحسين (عليه السلام) الذي بكته السماء أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت عليه أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة. ومثل ذلك فالملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما إختضبت امرأة منا ولا أدهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد وما زلنا في عبرة من بعده كما جاء في مستدرك الوسائل للنوري، ص215، باب 94، عن زرارة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)
وجرت العادة في الحداد كذلك على الميت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الاحتفال بتأبينه
لكن الأربعين لسيد الشهداء يعني إقامة وتخليد تلك المزايا التي لا تحدها حدود والفواضل التي لا تعد ـ لذا فإن إقامة المآتم عند قبره الشريف في الأربعين من كل سنة إحياء لنهضته وتعريف بالقساوة التي ارتكبها الأمويوين ولفيفهم، وكلّما أمعن الخطيب أو الشاعر في رثاء الإمام الحسين عليه السلام وذكر مصيبته وأهل بيته تفتح له أبواب من الفضيلة كانت موصدة عليه قبل ذلك ولهذا اطردت عادة الشيعة على تجديد العهد بتلكم الأحوال يوم الأربعين من كل سنة ولعل رواية أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أن السماء بكت على الحسين أربعين صباحاً تطلع حمراء وتغرب حمراء تلميحُ إلى هذه الممارسة المألوفة بين الناس.


خرج ركب السبايا من الشام ... قاصدا مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وصلوا عند مفترق طريقين ... قال ـ حادي- الضعن للإمام زين العابدين عليه السلام
أمامنا طريقين .. طريق يؤدي إلى كربلاء .. وطريق يؤدي إلى المدينة .. فأي الطريقين نسلك ..؟؟؟
زينب في هودجها .. سمعت بذكر كربلاء .. قالت لأبن أخيها .. مرالحادي أن يعرج بنا إلى كربلاء
لنزور قتلانا ..
وصلوا كربلاء .. وما أنلاحت لزينب عليها السلام .. لوائح كربلاء .. تزفّرت وحنّت وأنّت أنّة عظيمة كادت أن تخرج روحها معها .. وأخذت تخاطب كربلاء :
يا نازلين بكربلاءهل عندكم ** خبر بقتلانا وما أعـــلامها
ما حال جثة ميتٍ في ارضكـم ** بقيت ثلاثا لا يُزار مقامهـــا
بالله هـــل رفعـــت جنـــازتـه ** وهل صلى صلاة الميتين إمامها
بالله هل واريتموها في الثرى ** وهلاستقر في اللحود رمامها
اجابتها كربلاء :
ماغسلوه ولا لفوه في كفن ** يوم الطفوف ولا مدوا عليه الرى
عارٍ تجوب عليه الخيلعادية ** حاكت له الريح سافي مئزر وراء
أقول يا سيدتي : هذا الغسل .. لكن من الذي صلى عليه ..؟؟
عقدت العقيلة زينب عليها السلام .. وباقي النساء الهاشميات .. مجلس العزاء على الإمام الحسين
فأخذن ينتلقنّ بين قبور القتلى .. واحدة على قبر ابنها وأخرى على قبر أخيها وعزيزها .. وهنّ نادبات صائحات .. لعظم ما بهنّ من المصاب
بقوا ثلاثة أيام في أرض كربلاء .. فالتفت الإمام زين العابدين.. لعمته زينب عليهاالسلام .. قائلا لها
قومي وأركبي الحرم والأطفال .. على النوق .. لنمضي إلى مدينة جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قالت له .. دعنا نزود من قتلانا ونودعهم .. قال لها عمّة .. قومي .. إني أخاف أن تموت هؤلاء النسوة وهنّ على قبورموتاهم ...

تصنيف :
كلمات دليلية :