وبعتبر هذا المؤتمر أحد أهم المؤتمرات الأمنية الإستراتيجية لـلكيان الاسرائيلي، والذي يسعى لمساعدة الكيان في تحديد المخاطر الأمنية التي تحيط به وكيفية مواجهتها في فلسطين المحتلة في الفترة الممتدة بين 30 كانون الثاني/يناير و 2 شباط/ فبراير.?
وافاد موقع الانتقاد الاثنين ، ان هذه المشاركة تعتبر مشهدا تطبيعيا يتقاطع مع ما جرى تناوله علناً مرة عبر إعلان مجلس تعاون دول الخليج الفارسي عن خطر إيراني مزعوم، بالتطابق مع دعوات صهيونية للتحالف بين العرب و"إسرائيل" في مواجهة "خطر إيراني مشترك".
وفي هذا السياق قال الكاتب السياسي الفلسطيني، والباحث في الشؤون الإسرائيلية، المقيم في دمشق، تحسين الحلبي في تصريح لموقع "الانتقاد" الالكتروني، أن "هاجس مؤتمر "هرتيسيليا" الأول هو مواجهة تحدي محور المقاومة مع تزايد قوتها، والممانعة في ظل صمودها"، وأشار الحلبي إلى أن "اللافت هو نوعية المشاركة العربية في المؤتمر، التي تكشف عن تمظهر محور جديد متحالف مع "إسرائيل" ينطلق من الدوحة ليصل إلى رام الله مروراً بعمان"، ورأى الكاتب الفلسطيني أن "من أهم المواضيع التي سيتناولها المؤتمر هي: أولاً الأزمة الاقتصادية العالمية وأثرها على الكيان الصهيوني، وثانياً قيمة "إسرائيل" الحالية استراتيجياً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهل دور حماية المصالح الأميركية في المنطقة الذي كان يلعبه الكيان ما زال قائماً؟ وثالثاً ملف التجاذب السياسي والعسكري والأمني بين تل أبيب وواشنطن وطهران، ورابعاً حركات المقاومة (حزب الله، حماس) وتأثرهما في التحولات القائمة ضمن ما يسمى بالربيع العربي".
واعتبر الحلبي أن "المستجد الأبرز في مؤتمر هذه السنة هو كيفية التعامل مع التحولات العربية والنظرة إلى الملف الإيراني، وتحدث الكاتب الفلسطيني عن "جدول أعمال إسرائيلي ـ أميركي ـ أوروبي تتآلف معه بعض الأنظمة العربية ضد طهران"، ونبَّه الحلبي إلى أن "ما يجري الإعداد له في المؤتمر كناية عن تحضير الوعي الشعبي العربي للقبول بهذا التآلف".
وأوضح أن "المقترحات التي سيتم تقديمها خلال مناقشات المؤتمر، والمداولات التي سيقوم بها المشاركون ستوصي بالعمل على الترويج لخطة إعلامية تنفذها وسائل الإعلام المتعددة الناطقة بالعربية"، ولفت إلى أن "الهدف من هذه الخطة مخاطبة الوجدان الشعبي من أجل قبول إيران كعدو أول من جهة، والعمل على الترويج للفتنة الطائفية من جهة ثانية، وهما مطلبان إسرائيليان بامتياز".
وشرح الحلبي مشيرا الى أن "المؤتمر سيتطرق إلى التحولات العربية، وكيفية استفادة "إسرائيل" منها وتقليص الأضرار الناجمة عنها على الكيان الصهيوني"، وإذ قال إن "دور المشاركين العرب يخدم الترويج لمبدأ عدم التعارض بين ما يسمى الربيع العربي، والسلام مع كيان الاحتلال" إلا أنه لاحظ "ضعفاً في التمثيل العربي على مستوى بلدان الثورة ما عدا مصر التي قدم منها مشارك واحد بصفته الدولية، لأن لا أحد من بلدان الثورات العربية يجرؤ على التطبيع في ظل هذه الظروف مع العدو الإسرائيلي".
وأبدى الحلبي استغرابه "لتمثيل قطر في المؤتمر بإحدى الشخصيات، في الوقت الذي لا يوجد اتفاقية تطبيع مباشرة مع كيان الاحتلال، وهو ما يدل على وجود علاقات خليجية إسرائيلية سرية"، ليقارن مع الجانب التركي الذي "ابتعد عن هذا المؤتمر حرصاً على مظهره، وكي لا تثبت عليه تهمة المشاركة في المؤامرة على سوريا"، واعتبر الحلبي أن مشاركة الأردن والسلطة الفلسطينية "لا تعدو كونها أكثر من زينة ديكور للمؤتمر، بما يجعل "إسرائيل" تبدو حريصة على السلام ومستمرة بالتفاوض مع الفلسطينيين".
وتحدث الكاتب الفلسطيني عن المشاركة الأوروبية في مؤتمر "هرتسيليا"، فكشف أن "الهدف منها التعاون مع حكومات أوروبا، للعمل على مكافحة نشاط بعض المنظمات غير الحكومية في القارة العجوز، التي تعمل على نزع الشرعية القانونية والأخلاقية للكيان الصهيوني".
وأضاف أن "العلاقات الأوروبية ـ الإسرائيلية وكيفية تطويرها ستكون محور نقاش بعد التجاذب السياسي بين الجانبين في الآونة الأخيرة"، وكشف الحلبي في هذا الصدد أن "الدولة التركية عرضت فيلماً وثائقياً عمّا يسمى بالمحرقة (الهولوكوست) تزامناً مع إحياء يوم "المحرقة" الدولي الذي أقامته الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك يوم الجمعة الماضي (27 كانون الثاني/يناير)".
وعزا الكاتب الفلسطيني الأمر إلى أن "أنقرة أحبت أن تخفف ضغط اللوبي الصهيوني عليها عبر بوابة باريس، بعد أن أقر مجلس الشيوخ الفرنسي قانوناً يجرم إنكار حصول "الإبادة الأرمنية" زمن الحكم العثماني"، ولفت إلى أنها "المرة الأولى التي يعرض مثل هذا الفيلم في دولة مسلمة، وقد مر العرض من دون ضجة شعبية، نظراً لأن الجمهور التركي يعي أن حكومته تعاني من الضغط الأوروبي في خصوص ملف الإبادة الأرمنية"، ليخلص الحلبي إلى أن هذا الضغط هو " إحدى ثمرات التعاون الأوروبي ـ الإسرائيلي الذي تمر التحضير له في مؤتمرات مشتركة سابقة ومن بينها مؤتمر هرتسيليا".
اما المشاركين العرب في مؤتمر "هرتسيليا" المعلن عنهم:
الأمير الحسن بن طلال، ولي عهد الأردن.
صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في عملية التسوية مع الكيان الصهيوني.
رياض الخوري اقتصادي أردني "مختص" في شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مشارك سابق في مؤتمر هرتسيليا).
سلمان شيخ، باحث قطري، ومدير مركز بركنغز ـ الدوحة (Brookings Institue-DOHA) وباحث في مركز "سابان".
طوني بدران، باحث أميركي ـ لبناني مختص بشؤون السياسة السورية واللبنانية في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية".
شريف الديواني، اقتصادي مصري، رئيس شركة "المرصد"، ومدير إدارة الشرق الأوسط بمنتدى "دافوس".
المحامية بشائر فاهوم جيوسي، من فلسطينيي الـ1948 من مؤسسي المركز اليهودي ـ العربي في جامعة حيفا، ورئيسة مجلس إدارته.
ناهض خازم، رئيس بلدية شفا عمر في الجليل الغربي شمال فلسطين المحتلة