لماذا تم تسريب خبر محاولة الانقلاب في قطر قبل سحبه ؟

منع طائرة حمد بن جاسم آل ثاني وزير الخارجية رئيس الوزراء من مغادرة قطر . خبر عاجل ظهر على شاشة قناة العربية السعودية لدقائق مشيرا إلى محاولة انقلاب نفذها أحد ضباط الجيش القطري . وقد وضع الخبر العاجل أيضا على موقع القناة الالكتروني.
قناة العالم كانت سباقة في عرض الخبر كما جاء في الفضائية السعودية وبثت قناة العربية خبراً عن محاولة انقلاب في قطر نفذها اللواء في الجيش القطري حمد بن علي العطية ثم قامت بحذفه بعد أرب دقائق، كما وضعت القناة السعودية خبر محاولة الانقلاب على موقعها الإلكتروني، ثم حدثته بعد أربع دقائق دون أن يتناول الخبر أي من وسائل الإعلام القطرية أم الدولية.
بعد بث هذا الخبر أكدت قناة "العربية" الإخبارية أن موقعها تعرض لهجوم من قبل ما يسمى بـ"الجيش الإلكتروني السوري" الذي نشر عليه خبرا مزورا عن محاولة انقلاب مزعومة في قطر.
وأوضحت أن الهجوم المذكور اشتمل على تزوير أخبار باسم قناة "العربية" ومواقعها، وكذلك تزوير صفحات باسم موقع "العربية.نت".
ولكن إذا كان موقع العربية قد تم تزويره فعلا فماذا عن الخبر العاجل الذي بثته قناة العربية على شاشتها بوالخط العريض ؟ هل تم أيضا تزوير بث القناة على الهواء مباشرة . 
في كل حال وبعد قليل بدأت بعض وسائل الإعلام العربية والدولية بتداول خبر محاولة الانقلاب في قطر وتحليله .
  كشفت مصادر صحفية أن السلطات القطرية أحبطت محاولة انقلابية على النظام قادها ضباط كبار في الجيش قبل أيام وقد قامت قناة العربية بنشر الخبر وتم تثبيته على شاشات القناة لمدة 4 دقائق قبل ان تحذف الخبر نتيجة لتعليمات قطرية بحذف الخبر .
وتشهد قطر حالة تذمر واسعة ازاء تصرفات أمير البلاد الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني وزجته الشيخة موزة التي تتدخل في تسيير امور الدولة ، وما تبذره العائلة الحاكمة من أموال طائلة على أمور لا تنعكس إيجابا على حياة المواطن القطري بالإضافة إلى سياسة التقارب السرية مع إسرائيل .
وحسب نفس المصادر فقد تسارعت الأحداث في قطر بشكل أكد وجود محاولة انقلابية فاشلة حيث قالت إن سلسلة من الإقالات المفاجئة طالت قيادات رفيعة في المؤسسة العسكرية القطرية بعدما أعلنت رفضها التوجه إلى مقرات العمل في القيادة بإيعاز من قطب مهم في تركيبة القيادة السياسية القطرية.
وفي هذا الإطار قالت المصادر إن كبار أفراد الأسرة الحاكمة عقدوا على مدى الأسبوعين الماضيين اجتماعات سرية في بريطانيا وسويسرا وفرنسا لتوحيد أجنحتهم المتصارعة بصمت لتحدي أي خطوات عليا لتقليم أظافرهم سياسيًا وإعادة تحجيم مراكز القوى الداخلية.
ستكشف وسائل الإعلام أسرار الإمارة التي اشتد الخلاف داخل أركانها حد القيام بمحاولة انقلاب أو حتى محاولة اغتيال لأحد الأمراء، موقع تيتوس المقرب من المخابرات الفرنسية أكد حصول انفجار قوي جداً قرب القصر الأميري استدعى قيام قوات حفظ النظام والقوات الأميركية المرابطة في القواعد العسكرية في قطر بتطويق المكان ومنع أيٍ كان من الاقتراب منه، أما قناة العربية فأكدت وقوع محاولة انقلاب قادها اللواء حمد بن علي العطية، وإن اضطرت لحذف الخبر من موقعها بعد نشره بدقائق لتنقل وسائل إعلام عديدة المشهد داخل قطر على النحو التالي، خروج مظاهرات من مدن الخور والدفنة والرويس والريان، المتظاهرون يطالبون برحيل حمد وموزة، الأمن يشن عمليات اعتقال وتفريق بالغازات المسيلة للدموع، وقوع اشتباكات عنيفة بين وحدات الحرس الأميري والقوات الخاصة الأميركية، أنباء مؤكدة حول إضراب للأطباء عن العمل في مدينة حمد الطبية وسط استقالات جماعية، وقف حركة الطيران المدني ليلاً وتحليق للطيران الحربي، إجراء عمليات تفتيش دقيق للسيارات والأشخاص والتدقيق في البطاقات.. يأتي هذا وسط أنباء أكدت أن مسؤولين عسكريين كبار احتلوا مكاتب صنع القرار في قناة الجزيرة وبدأوا يصدرون تعليمات وأوامر بتجهيز مواد خاصة عن قطر، تحرك رأت مصادر مضطلعة ارتباطه بالصراع المكتوم داخل أجنحة الحكم في العائلة الحاكمة.
الإذاعة الروسية الناطقة بالعربية من جهتها  توقفت عند دلالات خبر محاولة الإنقلاب في قطر.
خلال سنة واحدة نحن نسمع مرتين الخبر من الدوحة من قطر عن محاولات انقلاب في هذه الدولة الصغيرة العربية، ولكن مهمة دولياً وإقليمياً، ونحن نتساءل هل هذه المحاولة الانقلابية في قطر، هل هي منبثقة من الداخل من العدم ارتياح لشعب قطري الغير مرتاح من نهجه السياسي الذي يمارسها القيادة القطري على الصعيد الإقليمي وعلى الصعيد الدولي، إصرار على إسقاط الأنظمة الأخرى رجعت إلى قطر بشكل محاولة إسقاط النظام القطري نفسه.
خبر محاولة الانقلاب في قطر سواء كان صحيحا أم لا .  لم يكن الأول من نوعه إذ قامت وسائل إعلام عدة في السابق بالحديث عن الواقع الداخلي في هذه الإمارة العربية والذي يشير إلى خلافات داخل العائلة الحاكمة .
الخبر الذي لم تتداوله أي من وسائل الإعلام القطرية أو الدولية، أليس الأول من نوعه فقد شهدت قطر محاولة انقلابية العام الماضي قام بها قادة من المؤسسة العسكرية التي يسودها الغضب من سياسة الأمير حمد الذي وصل إلى السلطة بانقلاب على أبيه، حيث اعتقل ثلاثون ضابطاً في الجيش بينهم خمسة من الحرس الأميري، ويومها قالت مصادر صحافية أن الأمير القطري حمد بن خليفة آل ثاني تمكن نهاية من إحباط محاولة انقلاب عسكري استهدفته، واعتقل ضباط ووضع العديد من الأسرة الحاكمة تحت الإقامة الجبرية، وبحسب صحيفة النهار الجديد نقلاً عن مصادر من المعارضة القطرية التي في الخارج آن ذلك، أن 16 شخصية من أسرة آل ثاني ممن يشغلون مناصب رفيعة في الجيش تم وضعهم تحت الإقامة الجبرية لافتة إلى أن الانقلاب الفاشل قاده قائد أركان الجيش القطري حمد بن علي آل عطية المحاولة الانقلابية لم تكن وليدة اللحظة وبحسب المصادر المذكورة بل حصلت لنتيجة تراكمات بدأت منذ الانقلاب الأول عام 96 عقب انقلاب الشيخ حمد على والده الأمير السابق، وأوضحت أن المحاولة الانقلابية كانت ثمرة للغضب الذي يسود الأسرة الحاكمة والمؤسسة العسكرية لعدة أسباب أهمها قبول الأمير الحالي باستضافة قاعدة عيديد الأميركية والزيارات السرية المتبادلة مع مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي ما أجج الشعور بالامتهان والسخط لدى قادة المؤسسة العسكرية في قطر وكشفت المصادر أن ما زاد من حدة الغضب لدى شيوخ العائلة الحاكمة تجاه الأمير حمد هو شريط فيديو تم جرى تسريبه يظهر فيه وهو يوثق عملية تحميل الطائرات الأميركية من قاعدتها في قطر بقنابل الفوسفور الأبيض والذخيرة والمعدات العسكرية وإنشاء جسر جوي بين الدوحة وتل أبيب مروراً بدولة ثالثة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حالة التذمر التي تشهدها قطر إزاء تصرفات الأمير حمد بن خليفة آل ثاني تأتي في ظل خلافات قطرية سعودية تجلت بعض جوانبها فيما كشف الأمير السعودي طلال بن عبد العزيز، أشار إلى مخطط قطري إسرائيلي لتقسيم المملكة السعودية منبهاً من خطورة الدور القطري في المنطقة وتورط حكام الدوحة بمحاولة تقسيم السعودية، ما يؤشر إلى أن الفوضى قادمة لا محالة إلى دول مجلس التعاون، وكان رئيس مجلس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني كشف عن مخطط أميركي بريطاني لتقسيم السعودية وأن قطر تعمل على هذا الموضوع.
وعلق الباحث السياسي العميد المتقاعد فوزي بدران في هذا الشأن قائلاً: سيدتي أولاً في إطلالتي الأولى على قناة العالم لا بد لي من شكر هذه القناة العظيمة والتنويه بالقفزة النوعية التي حققتها في فترة قصيرة قفزة نوعية كبيرة.
ثانياً لا أدري لماذا الاستغراب وأنا موقفي واضح من موضوع النظام، نوعية النظام، فموضوع الانقلاب وما حكي عنه بغض النظر إن كان صحيحاً ام لا فهو ليس الانقلاب الأول في تاريخ قطر فإذا عدنا بدقيقة واحدة وراجعنا تاريخ قطر نجد أن الانقلاب الأول كان سنة 1948 عندما توفي الأمير حمد بن عبد الله فاستولى شقيقه علي على الحكم بدل ابنه خليفة جد الحاكم الحالي، وفي سنة 1960 ولإرضاء الشيخ خليفة أحمد بن علي الأمير يعين الشيخ خليفة ولياً للعهد، وفي سنة 72 أطاح الشيخ خليفة بابن عمه، وفي سنة 95 الشيخ حمد أطاح بوالده.
وحول نشر الإعلام السعودي هذا الخبر ثم تكذيبه ، قال العميد فوزي بدران : أولاً لن ننسى الخلافات المزمنة بين السعودية وقطر وما يتنافسان على قيادة شبه الجزيرة العربية ولمصلحة معلم واحد وهو الولايات المتحدة الأميركية، وما كانوا ليتفقوا إلا عندما تجمعهم مصيبة واحدة، المصيبة الواحدة أحياناً إيران وحالياً الملف السوري وثالثاً موقف الولايات المتحدة الأميركية من إسقاط نظام حسني مبارك التي احتجت السعودية عليه كثيراً ووصلت الخلافات بينهما، وفوق كل هذا ما يهمن في الإشارة إلى موضوع قطر وإلى موضوع الانقلاب، أنا أعتقد أن أي نظام حكم في العالم فردي بمعنى ملكي أو عائلي أو نظام حزب واحد لا يؤمن تداول سلطة، لا يعطي حقوق الإنسان، لا يطبق مبدأ شرعة حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة سنة 48، والمفترض في كل دساتير الدول في العالم أن تحترمها، لذلك حقوق الإنسان أولها حرية إبداء الرأي، حرية تسويق الشعب لتداول السلطة لمن يدير شؤونه.
وعن بث هذا الخبر من قناة سعودية كقناة العربية خطأ، أم مقصود بغض النظر عن صحته أم عدم صحته أصلاً قال العميد المتقاعد: أنا أعتقد أنه مقصود لا شك، لا أعتقد أن أي خبر إعلامي وأنتم الإعلاميين أدرى منا بهذا الموضوع، لكن نحن كرجال سياسة نعتقد هذا الخبر طبعاً هناك تحذير ما من السعودية لقطر أنه هذه هز العصا، كما قال معاوية ينقل عنه قوله ألوح بالسوط كي لا أستعمله، فأعتقد أن هذه هي النقطة.