عاجل:

من كامب ديفيد الى شيكاغو: ابجديات الاستكبار واحدة

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٢
٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش
 من كامب ديفيد الى شيكاغو: ابجديات الاستكبار واحدة اذا كان "الاستكبار" نوعاً من النزغات الشيطانية، فمعنى ذلك – بالتأكيد- انه مشبع في رؤوس بعض زعماء مجموعة الثماني، الذين ما ان انهوا اجتماعهم 18-19/5/ 2012 في منتجع "كامب ديفيد" - يبعد 100 كيلومتر عن واشنطن- ، حتى انتقلوا بعدها الى شيكاغو للمشاركة في قمة "حلف الناتو" يومي 20-21/5/2012.

فيما يتعلق بنتائج قمة مجموعة الدول الثماني على مستوى تعزيز الامن والسلام الدوليين فمن الواضح ان هذه القمة لم تعط الاولوية سوى لمصالحها في عناوينها العريضة مثل ازمة الديون الاوروبية والتحديات الخطيرة التي باتت تضيق الخناق على بعض الدول الغربية التي تعتصرها الازمات الاقتصادية واشكال البؤس والشقاء على خلفية مطامع النظام الرأسمالي الربوي الاحتكاري العالمي.
اما على مستوى التعامل مع التطلعات المحقة للشعوب في الشرق الاوسط، فقد كانت المواقف الصادرة عن قمة "كامب ديفيد" وهو  بالمناسبة اسم مشؤوم في الذاكرة الاسلامية والعربية، فوقية واستعلائية ودون ان تلامس المعاناة الاقتصادية والاجتماعية التي تضرب بأطنابها في هذه المنطقة، جراء قيام التحالف الغربي – الصهيوني – السعودي، باطلاق الفوضى والاضطرابات الداخلية في سورية ولبنان والعراق وافغانستان واليمن وسواها.
الموضوع الجدير بالاشارة – هنا – هو ما نقل عن دعوة زعماء مجموعة الثماني، ايران الى اتخاذ خطوات ملموسة لـ "طمأنة" المجتمع الدولي بشأن طموحاتها النووية!!
والواقع ان هذه الدعوة لاتختلف أبداً عن الخطاب الذي تستخدمه مجموعة (5+1) التي تحيط البرنامج النووي الايراني السلمي على الدوام بشبكة صاخبة من الشكوك والمزاعم المختلقة ذات الدوافع الكيدية والابتزازية في آن واحد.
فمع ان اجتماع اسطنبول، الشهر الماضي بين الجمهورية الاسلامية  ومجموعة (5+1)، خرج بانطباعات ايجابية يمكن ان تذلل الكثير من العقبات في اجتماع بغداد المرتقب يوم الاربعاء القادم 23/5/2012، الا ان الاطراف الغربية لجأت خلال الفترة ما بين الاجتماعين الى تكرار ذات الادعاءات الفارغة، والى معاودة  استخدام لهجة التهديدات والعقوبات تجاه ايران.
لقد سبق ان ذكرنا ان طهران لايمكن ان تخضع للابتزاز اياً كان مصدره، وانها متمسكة بحقوقها المشروعة في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية، وبالتالي فان تعمد قمة مجموعة الثماني في عزف نفس السمفونية، يعزز القناعة لدى ابناء الامة الاسلامية والرأي العام العالمي، في ان هذه المنتديات الدولية ذات الظواهر الجذابة، تختبئ وراءها جيمع اشكال الحقد و الشر والكراهية ، اذا لم نقل "الشيطنة" بعينها حيال التطلعات العادلة للامم والشعوب.
واعتقادنا الراسخ ان قمة مجموعة الثماني كما قمة حلف الناتو، هما وجهان لعملة الاستكبار العالمي الذي يخول لنفسه التدخل في تفاصيل حياة البشرية كافة، دون ان يجد من يحاسبه على تدخلاته وسلوكياته الاستغلالية والعدوانية السافرة كما هو الحال في سورية وافغانستان وايران وفلسطين خصوصا والعالم الاسلامي عموماً.ويبدو ان الخلاصة التي قد نصل اليها في ضوء ما مضى، هي انه لن يكون هناك اختلاف واضح بين قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد وقمة حلف شمال الاطلسي في شيكاغو، فكلاهما انعقد في اميركا ، وازاء ذلك فان قراراتهما وتوصياتهما ستكون مصبوغة بالطبعة الامبريالية الجشعة ، الامر الذي قد يحمل في طياته اشكالا مستحدثة من الاستكبار والتحديات الغادرة على مستوى الامة.
حميد حلمي زادة

0% ...

آخرالاخبار

الجبهة الديمقراطية تندد بتصريحات وزير الحرب الإسرائيلي بشأن بناء مستوطنات في شمال القطاع


نتنياهو يخطط لهجوم على لبنان بدعم ترامب!


غزة: تراجع الاحتلال عن الاستيطان وسلاح المقاومة ثابت


طهران تُعلنها مدوية في مجلس الأمن:"لا لتصفير التخصيب!"


للمرة الأولى في التاريخ.. الذهب يتخطى حاجز 4500 دولار للأونصة 


المقارنة والتشابه بين الأمثال الفارسية والشامية


عشرات المغتصبين الصهاينة يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال


تركيا تعلن العثور على جثث الضحايا والصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي


مصادر فلسطينية: استشهاد فلسطيني في جباليا البلد شمال غزة


شبان فلسطينيون يواجهون قوات الاحتلال في طولكرم وطوباس