تعثر المحادثات بين اميرکا وباكستان حول امدادات الناتو

 تعثر المحادثات بين اميرکا وباكستان حول امدادات الناتو
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

سحبت الولايات المتحدة مفاوضيها من باكستان اثر فشل المحادثات في التوصل لاتفاق حول اعادة فتح خطوط الامداد للقوات الاجنبية في افغانسان عبر الاراضي الباكستانية.

ويشكل توقف المفاوضات ضغوطا جديدة على العلاقات المتوترة بين واشنطن واسلام اباد بعد الانتقادات الحادة التي وجهها وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا لباكستان الاسبوع الماضي.
  والمؤشر الاخر على ان المحادثات انهارت، رفض قائد الجيش الباكستاني طلبا تقدم به مسؤول كبير في البنتاغون لعقد اجتماع، بحسب المسؤولين.
  وبعد مضي قرابة الستة اسابيع على وجود المفاوضين في باكستان اعتقد المسؤولون الاميركيون انهم باتوا على وشك التوصل الى اتفاق مع اسلام اباد لفتح طرق الامداد.
  وكانت باكستان اغلقت حدودها في وجه قوافل حلف الاطلسي في تشرين الثاني/نوفمبر بعد غارة جوية اميركية ادت الى مقتل 24 جنديا باكستانيا. 
  الا ان تحقيق اي اختراق لا يبدو وشيكا كما ليس هناك موعد محدد لاستئناف المحادثات بحسب المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل.
  وتابع ليتل امام الصحافيين "تم التوصل الى قرار بعودتهم (المفاوضين) الى البلاد لفترة قصيرة".
  لكنه اضاف ان الولايات المتحدة ستظل "على حوار" مع باكستان وان مغادرة فريق المفاوضين ليس معناها ان الولايات المتحدة فقدت الامل في المفاوضات.
  ومضى يقول "يجب الا ينظر الى ذلك على انه تعبير عن عدم رغبة منا في مواصلة الحوار مع باكستان حول الموضوع"، مضيفا ان المفاضين "مستعدون للعودة في اي وقت".
  وبدأ اعضاء الفريق الاميركي وبينهم مستشارون رسميون وقانونيون من وزارتي الدفاع والخارجية مغادرة باكستان خلال اليومين الماضيين، بينما سيعود سائر اعضاء الفريق الى بلادهم قريبا.
  وياتي رحيل المفاوضين عقب رفض قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني الاسبوع الماضي لقاء مساعد وزير الدفاع الاميركي بيتر لافوي الذي زار باكستان لمحاولة حل الخلاف.
  وقال ليتل ان لافوي مساعد وزير الدفاع الاول لشؤون الامن في اسيا والمحيط الهادئ "كان يامل بلقاء الجنرال كياني لحل المسالة".
  وتعد الطرق الباكستانية التي تمر من خلالها الامدادات لقوات حلف الاطلسي مهمة لان الحلف يستعد لعملية كبيرة لسحب القوات القتالية والمعدات مع نهاية 2014. 
  وقد رفض المسؤولون الاميركيون اقتراح باكستان فرض رسوم باهظة تبلغ الاف الدولارات لقاء السماح بمرور شاحنات الحلف الاطلسي عبر اراضيها.
  كما رفضت واشنطن التقدم باعتذار علني على الغارة التي راح ضحيتها 24 جنديا باكستانيا في تشرين الثاني/نوفمبر.
  وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان "غالبية الاتفاقات التقنية تم التوصل اليها لكن لا تزال هناك مسائل عدة عالقة. نحن على ثقة بامكان التوصل الى حل لكل المسائل ونحن مستعدون للتوصل الى الاتفاق بمجرد ان تصبح باكستان مستعدة لذلك".
  وصرحت شيري رحمن سفيرة باكستان لدى الولايات المتحدة "لا نزال متفائلين بامكان التوصل الى حل يرضي الجانبين حول هذه المسائل".
  واضافت ان اغلاق الحدود "لم يتم عفويا او من جراء نوبة غضب"، مذكرة بان 24 جنديا باكستانيا قتلوا في الغارة الجوية الاميركية "دون اي تعبير عن الاسف".
  وبعد اغلاق الحدود الباكستانية، اضطرت قوات الحلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة الى الاعتماد على الشحن الجوي وشبكة من الطرقات وسكك الحديد في الشمال بعد تفاوضها مع روسيا والحكومات في اسيا الوسطى والقوقاز.
  الا ان الطرقات الشمالية اطول واكثر كلفة من تلك التي تمر عبر الحدود الباكستانية.
  وتابع ليتل "يمكننا نظريا ان نؤدي عملنا من دون الاعتماد على طرق الامداد البري. لكنه من الافضل طبعا واقل كلفة اذا اعيد فتحها".
  والخلاف حول طرق الامداد يعتبر واحدة من النقاط العديدة التي زادت من التوتر بين البلدين الحليفين في الحرب على الارهاب.
   وتدهورت العلاقات بين البلدين الى اسوا حد في ايار/مايو 2011 عندما قامت وحدة كومندوس اميركية بتصفية زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية شنتها على مجمع سكني في بلدة باكستانية.