وتعيد وفاة الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي الى الأذهان جرأته على تفنيد ما يسمى المحرقة اليهودية، وتعرضه الى إدانة من القضاء الفرنسي بتهمة معاداة السامية.
اعتنق غارودي الاسلام في ثمانينيات القرن الماضي وعرف عنه دفاعه عن العدالة وقضية الشعب الفلسطيني وعدائه للهيمنة الاميركية.
وقال الاعلامي المتخصص في الشؤون الفرنسية عبد الله بن علي في تصريح للعالم الاحد ان غارودي بدا مساره السياسي كمناضل شيوعي وخلال مسيرته السياسية استطاع ان ينتخب في الجمعية الوطنية ( مجلس النواب الفرنسي ) واستطاع كذلك ان ينتخب في مجلس الشيوخ واتخذ مواقف قوية برزت في بداية السبعينات حينما عبر عن رفضه لغياب الديمقراطية داخل الحزب الشيوعي وعبر عن انتقاده اللاذع للاستبداد السوفيتي مما ادى الى اقصائه انذاك من الحزب الشيوعي .
غارودي من رفضه الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 إلى نفيه ما يعرف بالهولوكوست قائلا إنها اختراع إسرائيلي، ظل يحارب الصهيونية دون اكتراث لإرهاب الإعلام الغربي ولسيف القضاء تحت تهم عدة على رأسها معاداة السامية .
وقال عبدالله بن علي في هذا المجال : تزامن مع دخوله الاسلام ايضا نشره لكتب ومقالات تبرز انتقادا قديما لديه للمشروع الصهيوني في فلسطين .
غارودي انصرف كليا إلى دعم القضية الفلسطينية كما تزوج من سيدة فلسطينية مسلمة تدعى سلمى الفاروق .
ولد محمد رجاء غارودي " الاسم الذي اختاره بعد إسلامه عام 1982" في مرسيليا جنوب فرنسا عام 1913 في عائلة عمالية من الملحدين لكن في الرابعة عشرة اعتنق المذهب البروتستانتي الذي لم يتخل عنه عندما انضم إلى الحزب الشيوعي قبل أن يجدد إيمانه بالمذهب الكاثوليكي إلى أن وجد ضالته الروحية في الدين الإسلامي.
وقد عاش غارودي قرنا من التحولات السياسية والفكرية عضوا في مجلس الشيوخ وزعيما في الحزب الشيوعي الذي طرد منه بسبب إدانته للدغمائية السوفياتية الماركسية وسجينا في حرب المقاومة ضد النازيين وأستاذا مرموقا للفلسفة في الجامعات الفرنسية .
ألف غارودي مالايقل عن ثلاثة وخمسين مؤلفا كلها تصب في التزاماته الفكرية العادلة حيال الإسلام وشرح فسلفته وتفكيك خيوط المؤامرة الصهيونية .
وقد توفي غارودي الأربعاء الماضي في العاصمة الفرنسية باريس عن 99 عاما بعد حياة فكرية حافلة، كرس جلها للدفاع عن الدين الإسلامي والقيم الإنسانية، ومناهضة الإمبريالية والصهيونية .
tt-17-12:17