2- كان موقف الحكومة الايرانية من احتلال الكويت موقفا انسانيا واضحا ، على عكس موقف الكويت ودول الخليج الفارسي من الهجوم العراقي على ايران ، اذ نددت الحكومة الايرانية بالهجوم العراقي ودعت الى خروج القوات العراقية من الكويت.
3- هاجمت القوات العراقية في 22 ايلول سبتمبر 1980 ايران ، واحتلت اراضي ايرانية ودمرت عشرات المدن القري وقتلت الالاف من المواطنين واسرت المئات دون اي سبب الا لاشباع نزوة صدام حسين وحماته من العرب والغرب ، وقف الشعب الايراني وقواته المسلحة وحرسه الثوري صفا واحدا أمام العدوان الغاشم وقاوموا الغزاة وطردوهم بعد ان كبدوهم خسائر فادحة واسروا مئات الالاف من مرتزقة صدام .
4- كانت مواقف الحكومة الكويتية والصحافة الكويتية والدول العربية المجاورة في الخليج الفارسي مخزية ،إذ دعمت احتلال صدام للاراضي الايرانية ووقفت الصحافة الكويتية الي جانب الغزاة ظنا منها بان الغزو العراقي سيطيح بالجمهورية الاسلامية ويعود الشاه عميل امريكا اوابنه الى ايران وتعود الاوضاع كما في السابق ، ولكن الله ابي الا ان يخزي صدام والحكومات التي دعمته وقدمت له المال والسلاح .
5- واليوم ، وبعد اكثر من ثلاثين عاما ، من المؤامرات علي الجمهورية الاسلامية الايرانية ، تواصل الولايات المتحدة ضغوطها علي ايران ، تطالبها وقف نشاطاتها النووية وتفرض عليها العقوبات الاقتصادية وتطالب الدول الاوروبية بوقف استيراد النفط الايراني ، حتى يستسلم الايرانيون للخطط الامريكية ، والهدف من كل هذا ، هو ان تقبل ايران بالنفوذ الامريكي في المنطقة وتسمح للامريكان بالتدخل في شؤونها كما تفعل في الدول العربية المجاورة في الخليج الفارسي.
6- ما هو موقف الدول العربية في الخليج الفارسي من الضغوط الامريكية والعقوبات الغربية ضد ايران ؟ الموقف يتكرر ، هذه الدول مثلما وقفت الي جانب صدام في غزوه لابران ، تقف اليوم مع امريكا ضد ايران ، تفتح اراضيها وقواعدها للقوات الامريكية لتعزز ترسانتها العسكرية وتساعدها على تشديد ضغوطها على ايران من اجل اجبارها على الاستسلام والرضوخ للمخططات الامريكية والغربية .
7- تقف الصحافة في اغلب دول الخليج الفارسي ، مساندة لمخططات القوات الامريكية في المنطقة ضد ايران كما فعلت في الثمانينات من القرن الماضي عندما دعمت غزو صدام لايران ، تدافع هذه الصحافة عن المخططات الامريكية والغربية ضد ايران وتلوم ايران علي برنامجها النووي وعدم تجاوبها مع المخططات الامريكية ، وتدعو ايران الى الاستسلام لامريكا والغرب ، وترى بان القوات الامريكية المتواجدة على اراضيها ، ستهاجم ايران وعلى ايران التنازل عن حقها في التقنية النووية حتى تكون في مأمن من الغزو الامريكي .
8- الدول العربية في الخليج الفارسي منشغلة الان بأوضاعها الداخلية غير المستقرة ، وحكامها خائفون على مستقبلهم المجهول وهم يخشون انتقال الربيع العربي الى بلدانهم ، وهم يمدون ايديهم الى الامريكان لتقديم العون لهم لوقف اي تحرك شعبي ضد حكوماتهم .
9- التساؤل هو : هل ان معاداة بعض دول الخليج الفارسي لايران ودعمها للمخططات الامريكية والغربية ضدها وافساح المجال للقوات الامريكية لتسرح وتمرح في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز ، سوف يجعلها بمنأى عن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط ، أم ان موقفها هذا سوف يأ تي لها بنتائج عكسية كما كان الحال بالنسبة لموقفها من غزو صدام حسين لايران في الثمانينات وما تمخض عنه من غزو صدام للكويت ؟
شاكر كسرائي