استمرار الاحتجاجات ودعواتٌ لتظاهرات غضب الجمعة

استمرار الاحتجاجات ودعواتٌ لتظاهرات غضب الجمعة
الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٨:٣٦ بتوقيت غرينتش

تتواصل الاحتجاجات في أنحاء العالم على الاساءة للمقدسات الاسلامية في كل من امريكا وفرنسا، فيما تنادى المسلمون في اكثر من دولة الى جمعة غضب.

وقالت الشرطة في عدد كبير من البلديات الالمانية ان  تظاهرات احتجاج على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للاسلام ستنظم اليوم الجمعة والسبت والاحد في مختلف المدن.
وستقام تظاهرات في فرايبورغ (جنوب غرب) وهانوفر (شمال) الاحد، وكذلك في كوكسهافن (شمال) في نهاية هذا الاسبوع، كما قالت الاجهزة الاعلامية التابعة للشرطة في هذه المدن.
وتنطلق الشرطة من مبدأ ان هذه التظاهرات ستكون سلمية، لكنها مستعدة للتدخل اذا ما حصلت تجاوزات.
وذكرت وكالة الانباء الالمانية ان تظاهرات احتجاج ستنظم ايضا السبت في كارلسروي (جنوب غرب) ودورتموند (غرب).
وفي نطاق موجة الاحتجاجات على الفيلم في العالم الإسلامي شارك ألوف من المسلمين في مظاهرة في مدينة زاريا التي تقع في شمال نيجيريا وأشعلوا النار في دمية للرئيس الأمريكي باراك أوباما وهتفوا "الموت لأمريكا".
الى ذلك اعلنت الحكومة الباكستانية يوم الجمعة "يوما وطنيا للرسول صلى الله عليه واله وسلم".
واصيب خمسةٌ وعشرون شخصا في اشتباكات بين الشرطة الباكستانية ومتظاهرين في العاصمة اسلام اباد عندما حاول المتظاهرون الوصول الى الحي الدبلوماسي الذي يضم السفارة الامريكية.
وأعلنت السفارة أنها أغلقت جميع قنصلياتها في البلاد. ودعت الخارجية الامريكية مواطنيها الى تجنب السفر الى باكستان.

وفي تونس قررت السلطات منع التظاهرات في كامل أنحاء البلاد والتي تمت الدعوة اليها احتجاجا على نشر مجلة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم.
وأطلق نشطاء انترنت دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للخروج في تظاهرة إثر صلاة الجمعة "نصرة للرسول محمد" صلى الله عليه واله وسلم.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان الخميس "وجود نوايا لدى البعض لاستغلال التظاهرات للقيام بأعمال عنف وتخريب" وقررت "منع المسيرات بكافة تراب الجمهورية" الجمعة.
واعلنت السفارة الفرنسية في تونس ان المدارس الفرنسية في هذا البلد ستغلق ابوابها ثلاثة أيام اعتبارا من الاربعاء، وأن المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة تونس ومقر القنصلية الفرنسية السابقة في صفاقس (270 كيلومتر جنوب العاصمة تونس) سيغلقان من الخميس وحتى صباح الاثنين فيما ستغلق السفارة يوم الجمعة. وقال مسؤول في السفارة لوكالة فرانس برس إن هذه الاجراءات "احترازية".
ودفعت السلطات التونسية منذ الاربعاء بتعزيزات امنية كبيرة أمام السفارة والمدارس والقنصلية الفرنسية، وسفارات دول غربية تحسبا من استهدافها بهجمات.

* ادانات

من جهتها دانت ايران نشر الرسوم المسيئة لنبي الرحمة صلى الله عليه واله وسلم في فرنسا، مؤكدة أن الاساءة الغربية للاسلام مؤامرةٌ منظمة. فيما شهدت طهران سلسلة احتجاجات منددة بانتهاك حرمة المقدسات الاسلامية، نظمت إحداها أمام السفارة الفرنسية.
وفي نفس السياق دعت منظمة التعاون الاسلامي قادة العالم الدينيين والسياسيين الى التوحد ضد التحريض على الكراهية.
وقال مفتي مصر الخميس إن المسلمين الذين أغضبتهم الرسوم المسيئة من النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم يجب أن يقتدوا بالمثل الذي ضربه بالرد على الإساءات دون انتقام.
وقال مفتى مصر على جمعة الذي أدان رسوم المجلة الفرنسية معتبرا إياها تحريضية إن هذه الرسوم تبين المدى الذي وصل إليه الاستقطاب في الغرب والمدى الذي صار عليه الاستقطاب في العالم الإسلامي.
وأشار جمعة إلى معاملة المسلمين في معسكر الاعتقال الأمريكي في جوانتانامو والحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق وهجمات الطائرات بدون طيار في اليمن وباكستان والمعاداة التي يظهرها اليمين المتطرف في الغرب للمسلمين. وقال إن هذه "عوامل كامنة" للتوترات.
وكان الأزهر الشريف أدان الرسوم لكنه دعا إلى سلمية الاحتجاج.
وبدورها أدانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تمثل أغلبية مسيحيي مصر الذين تصل نسبتهم إلى عشرة في المئة من السكان البالغ تعدادهم 83 مليون نسمة الرسوم معتبرة إياها مسيئة للإسلام.
وأصدر الاتحاد الأوروبي من خلال مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد بيانا مشتركا مع جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي ومنظمة التعاون الإسلامي من أجل "السلام والتسامح."
وجاء في البيان "ندين إثارة الكراهية الدينية التي تمثل تحريضا على العداء والعنف... في حين أننا نقر تماما بحرية التعبير نؤمن بأهمية احترام جميع الأنبياء بغض النظر عن الديانة التي ينتمون إليها."
وفيما اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الفيلم المسيء فاضحا ومخزيا، اعتبرت المانيا أن حرية الرأي لا تعني اهانة المعتقدات واصحابها.
وفي فرنسا وضع ستيفان شاربونيه رئيس تحرير مجلة "شارلي ابدو" الاسبوعية التي نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله تحت حراسة مشددة.
ورافق حارسان رئيس التحرير لدى دخوله المبنى المحاط برجال الأمن.كما كثفت الشرطة الفرنسية انتشارها قرب مقر المجلة.
وقالت الحكومة الفرنسية إنها ستغلق سفاراتها ومدارسها في عشرين بلدا الجمعة تحسبا لأي طوارئ. وقد منعت الحكومة الفرنسية الجاليات الإسلامية في البلاد من تنظيم تظاهرات احتجاجية.
وعززت السفارات الغربية في صنعاء من إجرءات الأمن خشية أن تؤدي الرسوم التي نشرتها مجلة فرنسية يوم الأربعاء الى إثارة المزيد من الاحتجاجات في العاصمة اليمنية التي هاجمت حشود فيها السفارة الأمريكية الأسبوع الماضي ردا على الفيلم الامريكي المسيء للإسلام.