مهمان برست: اللجوء للإرهاب لن يحل الازمة السورية

مهمان برست: اللجوء للإرهاب لن يحل الازمة السورية
الأحد ١٣ يناير ٢٠١٣ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

طهران ( العالم ) -13 -1- 2013- قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست ان اللجوء الى العنف والسلاح والتفجيرات الارهابية لن يحل الازمة السورية .

وقال مهمان برست في تصريح ادلى به مساء الاحد لقناة العالم ان اسلوب المعارضة المسلحة في سوريا في اختطاف الابرياء لممارسة ضغوط سياسية على الدولة السورية يعتبر اسلوبا غير انساني وعلينا ان نحد من هذه الاعمال غير الانسانية بمساعدة الدول الاخرى، مضيفا: هدفنا الرئيسي يجب ان يركز على الدفاع عن حقوق الناس وعدم تعريض ارواحهم  للخطر .
واشار الى اختطاف 48 زائرا ايرانيا في سوريا بيد مسلحين سوريين وقال، تم بذل جهود كبيرة وبمساعدة الحكومة السورية ودول اخرى في المنطقة جرى اطلاق سراح هؤلاء الزوار واعادتهم الى عوائلهم، مؤكدا ان اختطاف هؤلاء الزوار يعتبر حادثا غير انساني وليس له صلة ابدا بتسوية الازمة السورية.
وصرح : على الدول التي تؤمن بالدفاع عن حقوق الشعوب وتؤمن ايضا بالاساليب الديمقراطية، ان تلتزم بمبادىء مشتركة اولها الدفاع عن حقوق الناس والحد من الحاق الضرر بالابرياء . ولذلك نؤمن بوجوب وقف المعارك لان هذه المعارك وعمليات العنف تعرض ارواح الابرياء للخطر وتلحق اضرارا كبيرة بالشعب السوري او رعايا الدول الاخرى المقيمين في سوريا ولذلك ينبغي ان يشكل هذا الامر اولوية مشتركة لنا جميعا.

لابد من تهيئة اجواء ملائمة لتمكين الشعب السوري من إبداء رأيه
واضاف مهمان برست : في المرحلة الثانية يجب ان نحترم اراء الشعب السوري لكي يقرر مصيره بنفسه ولذلك فان افضل اسلوب في هذا المجال هو اجراء انتخابات عادلة في ظروف مناسبة لانتخاب اي تيار يريده الشعب وعلينا ايضا ان نحترم هذا الخيار وفي هذا الاطار ينبغي على جميع الدول ان توفر ظروفا لتمكين الشعب السوري من ابداء رايه في انتخابات عادلة وعلى هذا الاساس علينا جميعا ان نساعد على وقف الاشتباكات والحد من التدخل الاجنبي والتمهيد لحوار وطني شامل .
واشار الى الافراج عن الزوار الايرانيين المختطفين مقابل عدد من المعتقلين السوريين وقال : اننا نعتبر هذه الخطوة  خطوة ايجابية قام بها الرئيس بشار الاسد لتسوية الازمة السورية  سياسيا لانه اعلن ان العفو العام والافراج عن المعتقلين الذين لم تتلطخ ايديهم بالدم السوري يقع ضمن جدول اعماله.
وأوضح: لذلك يمكن ان يساعد هذا الامر " الافراج عن الزوار مقابل الافراج عن عدد من المعتقلين السوريين " على اتخاذ مزيد من الخطوات  لتوفير اجواء مناسبة وهادئة ومستقرة في سوريا من اجل تسوية الازمة .
واشار مهمان برست الى ان البعض يقول ان هذه الخطوة كانت غير متوازنة ويمكن ان تشجع الارهابيين في المستقبل على خطف مزيد من الابرياء مقابل الافراج عن معتقليهم واضاف ان هذا الاسلوب كما قلت هو اسلوب غير انساني لايمكن الدفاع عنه ابدا لان المساومة على مصير ابرياء ، لن يدل ابدا على احقية وشرعية تيار معارض بل بالعكس يدل على ان مثل هذه التيارات اذا حكمت البلاد، فانها مستعدة للجوء الى اي اسلوب وهذا سيبقى في اذهان الناس كنقطة سلبية. 
وصرح : نحن سمعنا ان من بين المفرج عنهم من قبل الحكومة السورية كان هناك عدد من الرعايا الاتراك او رعايا الدول الاخرى .
واضاف ان بعض الدول ساعدت في عملية الافراج عن الزوار الايرانيين لان هذه الدول لها صلات مع بعض المجموعات المسلحة في داخل سوريا وخارجها كما ان بعض المؤسسات غير الحكومية في تركيا ساهمت في هذه العملية مؤكدا على ضرورة استخدام نفوذ هذه الدول في وقف الاشتباكات واحلال الامن والاستقرار في سوريا.

مصر وايران بلدان كبيران وتعاونهما يصب في مصلحة المنطقة برمتها
وحول العلاقات الايرانية المصرية أشار مهمان برست الى ان زيارة  وزير الخارجية علي أكبر صالحي الى مصر تلبية لدعوة من نظيره المصري شكلت فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بمشاكل المنطقة وخاصة الازمة السورية، موضحا أنه مع وجود الاخضر الابراهيمي هناك كان الجو ملائما تماما لتبادل وجهات النظر حول الحلول للازمة السورية.
وأضاف: لقد طرحنا خلال هذه الزيارة وجهات نظرنا حول العلاقات بين الطرفين ومسائل المنطقة، وبالطبع فإن مباحثاتنا ومشاوراتنا مع الجانب المصري حول تغيرات المنطقة والازمة السورية سوف تكون متواصلة باستمرار.
وشدد على ان مصر وايران بلدان كبيران ولهما تأثيرهما في المنطقة، موضحا: من غيرشك فإن المشاورات والتعاون بين الدول ذات التأثير في المنطقة سيكون عاملا مساعدا في حل مشكلات المنطقة وإعادة الاستقرار لها، كما أننا قمنا خلال هذه الزيارة بدعوة الرئيس المصري مرسي الى ايران وبالمقابل فقد قدم الرئيس المصري دعوة الى الرئيس أحمدي نجاد لحضور مؤتمر مجلس التعاون الاسلامي الذي يبدو أنه سيعقد في القاهرة أواخر الشهر المقبل.

نصحنا السلطات البحرينية بتهيئة أجواء الحوار مع شعبها لكنها اختارت العنف
وحول المعايير المزدوجة التي يعتمدها المجتمع الدولي في التعامل مع الحراك الشعبي في البحرين قال مهمان برست نحن نعتقد أن حقوق الشعوب ومطالبهم يجب ان يتم دعمها واحترامها في كل البلدان، وعندما يقدم الشعب في بلد ما مطالبه بصورة سلمية فلا يمكن مقابلتها باستخدام القمع والعنف وجلب القوى الاجنبية الى البلد ومثل هذا التعامل لايزيد المسألة الا تعقيدا.
وأضاف: لقد نصحنا السلطات البحرينية مرات عدة بأن يصغوا الى مطالب شعبهم وان يوجدوا ارضية ملائمة لإجراء محادثات سياسية مفيدة وبناءة، لأن أي بلد يستطيع تحقيق مطالب الاكثرية من شعبه ويستفيد منهم في ادارة البلاد، فإنه بالطبع سيزداد قوة واقتدارا وعلى العكس تماما فإن قيام هذه الحكومة بقمع الناس والاستعانة بقوات أجنبية لن يزيد من قوة هذا البلد بل وسيحرمه الاستقرار.
وأكد ان على أنظمة المنطقة ان توقن بأن شعوبهم استيقظت ولهم مطالبهم ويريدون المشاركة في إدارة بلدانهم، موضحا: يجب ان تجري الحوارات والمناقشات وتكون الحكومة التي تدعمها الاكثرية هي الفاعلة والحاكمة، نحن نريد أفضل الظروف لشعوب المنطقة.
وصرح: نحن نعتقد ان الحكومة التي تدعمها الاكثرية لديها قدرة أكبر من غيرها على تعاون أوسع على المستوى الاقليمي لحل مشاكل وأزمات المنطقة وبالتالي جلب الامن والتطور للشعوب واحقاق الحقوق وبهذا يمكن مواجهة التدخلات الخارجية عبر دول مقتدرة تحكمها شعوبها.

الحكومة العراقية حكومة منتخبة من قبل الشعب ويجب احترام ذلك
وحول الاتهامات التي يحاول البعض ان يوجهها الى ايران حول أنها تتدخل في شؤون جارتها العراق أوضح مهمان برست ان العديد من الاطراف لايرون استقرار المنطقة في صالحهم، لأن الكيان الاسرائيلي في موقف صعب، موضحا: تلك الاطراف وخاصة بعد انطلاق الصحوة الاسلامية في المنطقة رأوا ان ازدياد قدرة دول المنطقة وحصولها على استقلالها عبر مشاركة شعوبها في الحكم سيؤدي الى تحررها من التبعية للسياسات الغربية وبالتالي فإن المطالب الشعبية بمواجهة جرائم الكيان الاسرائيلي ستوجد ظروفا مدمرة لهذا الكيان.
وأضاف: ان أفضل ظروف يمكن ان تتهيأ لكيان الاحتلال هو ان تعاني الدول القوية في المنطقة من مشاكل داخلية وان تتأزم الاوضاع بين هذه الدول وجاراتها، ومن هذا المنطلق فإن مايحدث في العراق هو بالضبط شبيه لما يحدث في سوريا وليس الا تطبيقا لهذا النهج وكل هذه الاحداث تصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي وداعميه.
وأكد على ضرورة احترام حقوق الشعوب، موضحا:  لقد تشكلت في العراق حكومة بإرادة شعبية وآراء الناس هي من اختارت هذه الحكومة، وعلى الجميع ان يحترم ذلك وألا يعيق العملية الديمقراطية ويتركها تسير في سياقها الطبيعي ليحصل الناس على ثمراتها.
ونبه دول المنطقة بأن عليها الا تسمح للخارج بإثارة الاختلافات الطائفية والقومية والتآمر لضرب الامن والاستقرار في المنطقة، مشيرا الى ان محاولة صدم الطوائف مع بعضها البعض دليل على ان دول الخليج الفارسي والشرق الاوسط لهم أعداء كبار، وهؤلاء الاعداء يتآمرون على الدوام لإثارة الفتنة والفوضى وضرب الدول بعضها ببعض.
وحذر من أنه في حال بدأت الصدامات الطائفية والقومية في بلد ما فإنها ستمتد الى المنطقة بأكملها، مؤكدا على ضرورة ان تكون وحدة جميع فئات المجتمع في البلدان واحترام سيادتها الوطنية الكاملة جزءا رئيسا في سياسات جميع دول العالم.
وأضاف: ان ايران لاتتدخل أبدا في امور العراق الداخلية ولايحق لأي بلد التدخل فيها، وعلى جميع دول العالم ان تحترم السيادة الوطنية للعراق وان يعلموا ان الحكومة العراقية وصلت الى السلطة عبر آراء الشعب العراقي، وبالتالي يجب مساعدة هذه الحكومة للنهوض بالعراق عبر التنمية والتطوير لكي تستطيع تعويض الخسائر التي لحقت بهذا البلد خلال حكم البعث البائد.
وأعلن مهمان برست ان ايران حاضرة ومستعدة لمساعدة دول المنطقة ومن بينها العراق لحل مشكلاتها،  مؤكدا أنه من غير المعقول ان يعتبر هذا الاستعداد تدخلا في شؤون أحد.
tt-A.D-13