صحيفة آفرينش: فرنسا تتورط في المستنقع الإفريقي
نطالع في صحيفة "آفرينش" مقالاً افتتاحياً للكاتب "حميدرضا عسكري" بعنوان "فرنسا تتورط في المستنقع الإفريقي". وتقول الافتتاحية: مضى أكثر من أسبوع على الهجمة العسكرية الفرنسية على مالي، وخلال هذه الفترة القصيرة توسع نطاق المشاكل في هذا البلد بحيث تحولت الأزمة المالية، إلى تحدي دولي.
وذكرت الصحيفة أن المتمردين تمكنوا عمليا من اقتطاع شمال هذا البلد والسيطرة عليه. وترافقت هذه السيطرة مع أزمة سياسية كبيرة في البلاد، بدأت بانقلاب عسكري لمجموعة من الضباط الشباب، واستمرت هذه الأزمة رغم وساطات إفريقية عدة.
وأضافت الصحيفة: وبدا في الأسابيع الماضية أنه بعد هزيمة الجيش المالي في الشمال في حربه مع المتمردين، أنهم نجحوا في الوصول إلى خلف أبواب العاصمة وبذلك باتت الوحدة الجغرافية مهددة، بما يتيح للمتمردين توسيع نفوذهم نحو الجنوب.
وتابعت الافتتاحية أن هذه التطورات كانت مدعاة لفرنسا التي تعتبر نفسها الاستعمار التقليدي في إفريقيا أن تدخل في حلبة الصراع العسكري مع المتمردين وتحول دون سقوط الحكومة.
ومضت الصحيفة للقول، أما بعد نزولها(فرنسا) إلى ساحة المواجهة، فإنها لاحظت قوة وإمكانيات المتمردين أكثر مما كانت تتوقع ولهذا دعت إلى تحرك عسكري غربي وإفريقي في مالي.
واستطرت الصحيفة: رسمياً، تقول باريس إن هدفها وقف زحف الحركات المتشددة ومحاربة الإرهاب، الذي یهدد الأمن الدولي. كما تبرر فرنسا تدخلها بمساعدة وحماية الدول الإفريقية الاخرى. لكن آخرين يخشون من تورط فرنسي في مستنقع عميق، قد يرتد عليها.
ولفتت الصحيفة: في موازاة هذا الوضع، فإن أميركا وبصفتها القوة العسكرية الكبرى تنأى بنفسها لحد الآن خوفاً من تورطها في المستنقع الإفريقي. لهذا فإنها اكتفت بتقديم الدعم اللوجستي لفرنسا. أما الدول الأوروبية الأخرى فإنها واقفة أيضاً على أهداف ونوايا فرنسا التي تعتبر هذه الدول مستعمرات لها، مما دفعها على عدم اللجوء للتدخل العسكري واكتفت فعلاً بتقديم الدعم السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى الحوادث الأخيرة في شمال إفريقيا، وانتهاء عملية اختطاف مئات الرهائن في مصنع للغاز في مدينة "إن أمناس" بجنوب الجزائر، السبت، بشكل دموي والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 رهينة وأعضاء في تنظيم القاعدة، بعد هجوم الجيش الجزائري على موقع للمتمردين هناك.
ونوهت الصحيفة أن الدول الأوروبية تعتقد أن المتمردين الذين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، والذين حولوا مالي مسرحاً لقواتهم هي القوى ذاتها التي تم تجهيزها في شمال ليبيا من قبل فرنسا، وبعد سقوط القذافي عادت مرة أخرى إلى مراكز السلطة في شمال مالي وأخذت تسرح وتمرح كما يحلو لها، وبعد كل هذا فإن هناك مستقبل مبهم ينتظر القارة الإفريقية والدول الدخيلة ومنها فرنسا!