نهاية أسطورة أميركية ،أسامة بن لادن

الثلاثاء ٠٣ مايو ٢٠١١
٠٦:٣٩ بتوقيت غرينتش
نهاية أسطورة أميركية ،أسامة بن لادن 3519 يوماً هي الفترة التي مرّت منذ أن حوّل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن 11 أيلول العام 2001، من يوم أميركي مشمس إلى جحيم مستعر لن يمحى من الذاكرة، كما أنها الفترة التي استغرقت للانتقام من أكثر الرجال المطلوبين في العالم في عملية عسكرية وأمنية معقدة، استغرق الإعداد لها قرابة الأربعة أعوام، وتم تنفيذها في أقل من ساعة، داهمت خلالها وحدة كوماندوس مجمعاً كان يتحصّن فيه بن لادن في مدينة أبوت اباد الباكستانية، وأدت إلى مقتله بالإضافة إلى ابنه وإحدى زوجاته واثنين من اقرب مساعديه.

وجاء اغتيال بن لادن كنصر قوي للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أعلن مؤخراً نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية، وبعيد فشل سلفيه الرئيس السابق جورج بوش، في اقتناصه بعد سنوات من الغزو الأميركي لأفغانستان أواخر العام 2001 في أعقاب هجمات 11 أيلول على الولايات المتحدة، وقبله بيل كلينتون الذي رصد مكافأة قدرها خمسة وعشرين مليون دولار للقبض على بن لادن بعدما اتهمه بتنفيذ الهجومين على السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام واللذين أسفرا عن سقوط 244 قتيلاً وآلاف الجرحى في العام 1998.

عملية الاغتيال

وقالت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن بن لادن قتل بطلقتين ناريتين في رأسه، بعدما قامت عناصر من سلاح البحرية الأميركية («سيلز»)، بالتعاون مع وحدة استخباراتية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية «سي أي ايه»، بمداهمة مجمع سكني في منطقة أبوت اباد، التي يقطنها ضباط متقاعدون من الجيش الباكستاني على بعد 50 كيلومتراً شمالي إسلام أباد. وأشار مسؤولون مطلعون على تفاصيل العملية أن فريق الكومندوس ضم زهاء 15 من أفراد القوات الخاصة بالإضافة إلى متخصصين في الأدلة الجنائية.

وأشار مسؤول أميركي بارز إلى أن جذور العملية بدأت قبل أربع سنوات عندما تمكنت أجهزة الاستخبارات من رصد مراسل شخصي لبن لادن، بناء على معلومات من موقوفين مشتبه في ضلوعهم في الإرهاب - أحدهم خالد شيخ محمد الذي يعتقد على نطاق واسع أنه العقل المدبر لهجمات 11 أيلول - قالوا أثناء التحقيق معهم إن «هذا الرجل هو احد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن، وإن هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه». وأضاف «قبل عامين تمكنت أجهزة الاستخبارات الأميركية من تحديد مناطق يعمل فيها هذا المراسل وشقيقه غير أننا لم نستطع أن نحدد بالضبط مكان إقامته نظراً للإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها وشقيقه». وأشار إلى أن «حذرهما الشديد عزز اعتقادنا بأننا نسير على الطريق الصحيح... وقد عثرنا على المسكن في آب العام 2010... وعلى الفور استرعى هذا المجمع اهتمام المحللين الإستخباراتيين... وعندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيها الشقيقان صدمنا لما رأيناه فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان أكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة، وبالرغم ان قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف أو انترنت».

ولفت إلى أن «الإجراءات الأمنية التي كانت تحيط بالمجمع غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جداراً بارتفاع 18 قدماً (نحو 5.4 أمتار) يعلوها سياج شائك، كما تقسم جدران داخلية أجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية»، مشيراً إلى المحللين الاستخباراتيين خلصوا إلى أن هذا المجمع بني خصيصاً لإخفاء شخص مهم، وقد رجحوا أن يكون هذا الشخص بن لادن، وأنه بعد جهود بذلت للتأكد من ذلك، بدأ البيت الأبيض استعداداته للعملية. وأضاف أنه الساعة 8,20 من يوم الجمعة الماضي (بتوقيت واشنطن) اصدر اوباما قرار تنفيذ الغارة بواسطة مروحيات قبل ان يتوجّه في رحلة إلى الأباما.

وأشار مسؤول آخر إلى ان العملية أدت إلى مقتل المراسل وشقيقه وابن بالغ لأسامة بن لادن، بالإضافة إلى امرأة «استخدمها أحد حراس بن لادن كدرع بشري»، لكن مستشار أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان قال إن المرأة التي قتلت هي إحدى زوجات بن لادن، مشيراً إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هي التي وضعت نفسها في مرمى النيران أم أن بن لادن هو الذي احتمى بها كدرع.

وقال مسؤول أميركي إن مروحية شاركت في الغارة سقطت بسبب «خلل فني»، لافتاً إلى أن طاقم المروحية قاموا بتفجيرها «واستقل عناصر القوة المهاجمة وطاقم المروحية مروحية اخرى للخروج من المجمع».

دفن بن لادن

وأشارت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القوات الأميركية نقلت جثة بن لادن بداية إلى أفغانستان، قبل أن تدفن «وفقاً للتقاليد الإسلامية»، في منطقة بحرية.

وقال مسؤول في البنتاغون إن صلاة جنازة أقيمت لبن لادن على متن حاملة الطائرات «كارل فينسون» في بحر عمان، قبل أن يتم إلقاء جثته في البحر، وذلك بعدما لم تبد أي دولة في العالم استعدادها لدفن جثمانه، تحسباً من إقامة ضريح في مكان دفنه، قد يصبح مزاراً للمتشددين الإسلاميين، وأيضاً تخوفاً من عمليات انتقامية قد ينفذها أتباعه ضد تلك الدول.

في هذا الوقت قال مسؤول أمني أميركي إن اختبارات الحامض النووي الذي أجري على بن لادن أظهرت تطابقاً بنسبة مئة في المئة مع أقربائه، مضيفاً أن زوجات بن لادن تعرفن على جثته في موقع الحادث.

وبثت محطات التلفزة الأميركية والباكستانية صورة لرجل ملتحٍ مصاباً بالرأس، قالت إنها صورة بن لادن، ولكن تبيّن أنها صورة سبق أن نشرت على شبكة الانترنت في العام 2009.

*صحيفة السفير اللبنانية

كلمات دليلية
0% ...

آخرالاخبار

شاهد.. الاحتلال يعتبر الخط الأصفر في غزة هو حدوده الجديدة


ناقلات نفط تتحرك برفقة سفن حربية فنزويلية.. وموسكو تحذر واشنطن


مسيرة مليونية في اليمن تطالب بمواقف عملية ضد الإساءات للقرآن


بغداد توسع عمليات مكافحة الإرهاب بإنزال جوي داخل سوريا


وكأنهم من عصر آخر.. من هم الحريديم؟


تقرير أممي.. قوات الدعم السريع ترتكب فظائع واسعة في دارفور


إحراج أمني لـ"إسرائيل" بعد اختراق بينيت.. خبير ينتقد أداء الشاباك


قرار استيطاني جديد يكشف سياسة الاحتلال لتعزيز السيطرة على القدس


الجنود "الإسرائيليون" يعيشون رعب الحرب وسط تزايد حالات الانتحار


مكتب اليونسكو في باريس يحتفل بـ ليلة يلدا الايرانية