الاحتجاجات في العراق.. ومحاولات الحكومة لتهدئة الاوضاع

الاحتجاجات في العراق.. ومحاولات الحكومة لتهدئة الاوضاع
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٣٣ بتوقيت غرينتش

دخلت الاحتجاجات السلمية التي يشهدها العراق للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية يومها السابع, فيما تبذل الحكومة برئاسة حيدر العبادي كل جهدها لتهدئة الأوضاع وتحقيق مطالب الشعب بتوفير الخدمات الاساسية.

العالم العراق

في الوقت الذي يشهد فيه العراق سجالا سياسيا حول تشكيلة الحكومة المقبلة ويؤكد العراقيون ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة، تستمر التظاهرات في بعض المحافظات والمناطق منها النجف والبصرة و الناصرية وميسان وكربلاء احتجاجاً على قضايا نقص الخدمات والبطالة وأزمة السكن.

الحكومة تؤكد حق التظاهر السلمي وتتوعد المندسين

وفيما تستمر الاحتجاجات في مختلف مناطق العراق خاصة المحافظات الجنوبية للمطالبة بتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية في ظل الفراغ الدستوري نتيجة لفشل البرلمان العراقي في تشريع قانون يجيز تمديد ولايته الدستورية, أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي على أهمية سلمية التظاهرات، وقال إنّ الحكومة مسؤولة عن تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين".

وقد وجّه العبادي الحكومات المحلية في المحافظات التي تشهد الاحتجاجات، باتخاذ خطوات لاحتواء غضب الشارع، وعقد اجتماعات مع شيوخ العشائر وممثلي المتظاهرين، وأمر بتشكيل لجان خاصة لاتخاذ خطوات تدرس تلك المطالب وتعدهم بتنفيذها.

وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، اليوم السبت اجتماعا طارئا برئاسة رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لمناقشة الوضع الأمني".

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان إن القوات الأمنية ستتخذ كافة الاجراءات الرادعة بحق "مندسين يحاولون الاستفادة من التظاهر السلمي للتخريب"، مشيراً إلى أن حماية المواطنين وممتلكات الدولة من واجب القوات الأمنية.

وأضاف البيان، أن "المجلس ناقش تداعيات ما حصل في بعض المناطق من تخريب من قبل عناصر مندسة، ففي الوقت الذي يقف المجلس الوزاري للأمن الوطني مع حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين اذ تعمل الحكومة من خلال بذل أقصى الجهود لتوفير الخدمات للمواطنين، فقد رصدت أجهزتنا الأمنية والأستخبارية مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة، وان قواتنا ستتخذ كافة الاجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون وان الاساءة للقوات الامنية تعد اساءة بحق البلد وسيادته".

وتابع البيان، أن "المجلس يؤكد أن حماية المواطنين وممتلكات الدولة من واجب قواتنا الأمنية البطلة التي قدمت الضحايا من أجل تحرير الأراضي وهزمت العصابات الإرهابية وهي ما زالت حاليا تلاحق خلايا الارهاب في صلاح الدين وديالى ونينوى والانبار والحدود مع سوريا، ونهيب بالمواطنين التعاون معها من اجل كشف اي مندس والحفاظ على المنجزات المتحققة في مجال الامن والاستقرار".

وشارك آلاف العراقيين أمس الجمعة في  احتجاجات اتسعت رقعتها في الجنوب مطالبين فيها حكومة العبادي وسلطات بلادهم بمعالجة مشاكلهم خاصة حل أزمة الكهرباء التي اشتدت نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في الصيف.

وتأتي موجة الاحتجاجات هذه في حين ينتظر العراق انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو/أيار الماضي، على خلفية شبهات بالتزوير.

وقد فاز ائتلاف سائرون الانتخابي الذي يقوده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالعدد الأكبر من المقاعد، بعد تحالفه غير المسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي وبعض التكنوقراط.
  
وقال الصدر مساء الجمعة في تغريدة "لا نرضى بالتعدي على المتظاهرين المظلومين، كما نتمنى من المتظاهرين الحفاظ على الممتلكات العامة، فهي ملك للشعب وليست للفاسدين"، مستخدما وسم "ثورة الجياع تنتصر"، على حد تعبيره.

هذا وأكد عضو مجلس محافظة ميسان، عدنان الغنامي، لشبكة رووداو الإعلامية، أنهم يؤيدون المظاهرات السلمية التي دعا إليها بعض الشباب العراقي، وتمت توصية القوات الأمنية وقيادة الشرطة بأن لا يكون هناك تدافع بين القوات والمتظاهرين، إلا أن بعض (المندسين) في هذه المظاهرات، الذين لا يريدون الاستقرار لهذه المحافظة ولباقي المحافظات، تدافعوا مع قوات الأمن واقتحموا مبنى محافظة ميسان، مشيراً إلى أن الحكومة الاتحادية لم تكن جادة في وضع الحلول الناجعة، ولم تكن لها استراتيجية واضحة.

وأضاف الغنامي، إن عدداً من أهالي ميسان خرج للمطالبة بحقوق المشروعة، ولكن مع الأسف لم تكن المظاهرة سليمة كما كان مخططاً لها، حيث حصل تدافع بين القوات الأمنية وبعض المتظاهرين، وبعد ذلك توجه المتظاهرون إلى عدد من المقرات الحزبية، واعتدوا عليها وعلى صور الشهداء".

وأشار الى أنه "تم الاعتداء على مقرات غالبية الأحزاب والحركات، حيث تعرض مقر حزب الدعوة للاعتداء، وكذلك المجلس الأعلى، تيار الحكمة، والمركز الثقافي لمنظمة بدر، حيث حصلت مناوشات بين حراس المركز والمتظاهرين".

كما اتهم عضو مجلِس محافظة البصرة نشأت المنصوري بعضَ المندسين المُلثمين في التظاهرات التي تشهدُها المحافظة باطلاِق النار على القوات الامنية مما دعاها الى الرد عليهم ، وقال المنصوري في اتصاٍل هاتفي مع الشرقية نيوز اِن القوات الامنية قطعَت اغلب شوارع البصرة وانتشرَت بشكٍل كبير في الشوارع تحسباً لاي طارئ.

استمرار الاحتجاجات في البصرة والعبادي يزور المدينة لتهدئة الأوضاع

ورغم دعوات رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي إلى التهدئة ووعوده بإيجاد فرص عمل للمواطنين، تواصلت المظاهرات يوم الجمعة في مدينة البصرة جنوبي العراق لليوم السادس.

 كما تظاهر العشرات من اهالي ناحية سفوان في محافظة البصرة، اليوم السبت عند مدخل منفذ سفوان الحدودي للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل.

العشرات من اهالي ناحية سفوان الواقعة ضمن قضاء الزبير خرجوا في تظاهرة احتجاجية عند مدخل منفذ سفوان، وهو المنفذ الحدودي البري الوحيد بين العراق والكويت، مبينا أن التظاهرة لم تتخللها لغاية اللحظة أية أعمال عنف.

وطالب المتظاهرون بتحسين الخدمات في الناحية وتخصيص من جزء من إيرادات المنفذ الحدودي لهذا الغرض، مطالبين أيضا بتوفير فرص عمل، وافتتاح مكتب حكومي لتشغيل العاطلين في الناحية.

وعلى خلفية هذا التوتر المستمر، قامت الشركات الأجنبية بترحيل موظفيها الأجانب من المحافظة، غالبيتهم من الأمريكيين، حيث يحتج العاطلون عن العمل على استخدام العمالة الأجنبية في البصرة، ويطالب المحتجون بطرد العمال الأجانب من الشركات النفطية.

المرجعية الدينية: لإتباع أساليب سلمية في التظاهر

هذا وأعلنت المرجعية الدينية في العراق عن تضامنها مع المطالب "المحقة" التي تشهدها محافظة البصرة، مشيرة الى أن المحافظة هي الاولى برفد البلد بالموارد المائية والشهداء والجرحى، مشددة أنه من غير الانصاف أو المقبول أن تكون اكثر مناطق العراق "بؤسا وحرمانا.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها داخل الصحن الحسيني، "نشهد هذه الايام في محافظة البصرة العزيزة وفي بعض المناطق الاخرى احتجاجات شعبية تعبر عن مطالب الكثير من المواطنين الذين يعانون من النقص الحاد في الخدمات العامة كقلة ساعات التجهيز للكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية، فضلا عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالامراض الصعبة في المحافظة.

في هذا السياق، دعا الامين العام لحركة عصائب اهل الحق في العراق قيس الخزعلي، يوم الجمعة، أبناء محافظة البصرة الى "استثمار" خطبة المرجعية الدينية في مظاهراتهم، فيما شدد على ضرورة الحفاظ على "سلمية" المظاهرات.

وقال الخزعلي في تغريدة له على "تويتر" "المطلوب الان استثمار خطبة المرجعية الدينية والالتزام بها في نفس الوقت"، موضحا أنه "من الضروري ان تبقى المطالب خدماتية والمحافظة على سلميتها.

رفع حظر التجوال في محافظة النجف 

ورفعت السلطات العراقية حظر التجوال في مدينة النجف الأشرف، بعد أن أعلنت مديرية شرطة النجف مساء الجمعة، عن فرض حظر التجوال في عموم المحافظة حتى إشعار آخر عقب الاحتجاجات واقتحام لمطار النجف.

وأعلنت سلطات مطار النجف الدولي ان المطار مستعد لاستقبال الطائرات وانهم سلموا صور المخربين للجهات المعنية.

وعادت الحركة الى مطار النجف بعد اقتحامه أمس من قبل محتجين.

اقتحم متظاهرون، مساء الجمعة، مطار النجف الدولي جنوب العاصمة بغداد، في أول يوم تشهد فيه هذه المدينة تحركاً احتجاحياً مطلبياً، ووصلوا إلى مدرجه الوحيد، ما أدى إلى توقّف الملاحة فيه بشكل كامل.

كما نفت السلطات العراقية حصول أعمال تخريب في محافظة ميسان الجنوبية. وفي محافظة ذي قار أفرجت السلطات عن متظاهرين اعتقلوا بسبب أعمال شغب أسفرت عن اصابة ستة وثلاثين رجل أمن وستة مدنيين.

يذكر ان القوات الامنية في ذي قار اعتقلت أمس عددا من المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام منزل المحافظ خلال التظاهرة التي شهدتها المحافظة للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل.